رأي/ كرونيكمجتمع

إشكاليات الحضانة بين مصلحة المحضون ونزاع الأبوين

عبدالسلام الباهي في الوسط

إشكالية الحضانة في المغرب هي إشكالية اجتماعية ثقافية، وهي إشكالية عقلية.

قبل وبعد ما هي إشكالية قانون. أو إشكالية سوء فهم القانون.

الحضانة يجب أن ينظر إليها على انها حق للأطفال أولا.

لكن في ظل العقليات السائدة. حين يتم الطلاق. يستعمل كل من الطرفين موضوع الحضانة كوسيلة لتصفية الحساب مع الطرف الأخر. فتضيع المصلحة الفضلى للأطفال.

مدونة الأسرة حين تتحدث عن الحضانة تركز على المصلحة الفضلى للمحضون

لكن في حمية النزاع والصراع قليلا ما يستحضر الأب او الأم المصلحة الفضلى للمحضون. بل بحكم تخلف مجتمعنا وتدهور قيمه وتردي العلاقات بين الناس وسيادة ممارسات العنف والعنف المضاد اللفظي والجسدي ، غالبا ما يستعمل الكذب وانعدام الموضوعية والرغبة في الإنتقام كاسلحة في موضوع الحضانة.

مما يبعد الأطراف والقاضي عن المصلحة الفضلى للمحضون. ويدخل النزاع في متاهات أخرى. تعمقها سيادة العقلية الذكورية. والتردي الناتج عن الهشاشة والفقر وغيرها من الظواهر السلبية.

اغلب حالات الطلاق والنزاع على الحضانة التي عايشناها بحكم مهنتنا او في الاوساط التي تعرفنا عليها، تجسد واقعا مأساويا. ضحيته الاولى هم الأبناء.

قلة قليلة من الحالات التي مرت أمامنا تصرف فيها الابوان بإحساس عال بالمسؤولية. واستحضرا فعلا المصلحة الفضلى للمحضون. أي المصلحة الفضلى لأطفالهما.

مما يفرض على من يريد مناقشة هذا الموضوع ان يستبعد طموحاته الشخصية ونوازعه وحساباته. وأن يجعل هاجسه الحقيقي هو كيف يتطور موقف المجتمع ثقافيا وتربويا وقانونيا وقضائيا ، ليصبح موضوع الحضانة الأول هو المصلحة الفضلى للمحضون. قولا وفعلا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى