اقتصاد

فوربس ترصد أكبر المنح الخيرية لعام 2019

تبرع اثنان من أصحاب المليارات بأكثر من مليار دولار لكل منهما، بينما تعهد عشرة منهم بالتبرع بمئات الملايين للعديد من المؤسسات، من بينها معهد كاليفورنيا للتقنية الذي تلقى أكبر التبرعات المالية على الإطلاق.

وتأتي هذه التبرعات في العام الذي شهد جدلا حول أحقية وجود المليارديرات على الساحة، تابعوا هم بدورهم التبرع بأنصبة ضخمه من ثرواتهم، للأعمال الخيرية.

وأحصت “فوربس” أكبر التبرعات والتعهدات المالية المُعلَن عنها، خلال العام 2019، وسجلت أكبر عشرة منها، مع احتمال أن تكون هناك تبرعات أكبر غير معلنة، كما أن الهدايا الأكبر لا تعني أنها الأفضل أو الأكثر فاعلية، لكنها تستحق لفت الانتباه بسبب ضخامة حجمها الذي يستطيع صنع تغيرات كبيرة.

وتذهب 8 من أكبر 10 تبرعات وتعهدات إلى المؤسسات التنفيذية، مثل الجامعات، وهيئات المعونة، والجهات المقدمة للخدمات، بينما كانا التبرعان المتبقيان اللذان هما أكبر التبرعات في القائمة، عبارة عن أصول محولة إلى المؤسسات الخيرية.

في الولايات المتحدة، يتعين على المؤسسات الخيرية أن تتبرع بنسبة 5٪ من أصولها كل عام، وتتبرع العديد من المؤسسات بنسبة مقاربة، لذا، غالبًا ما تظل الهدايا المقدمة للمؤسسات داخل الشركات لسنوات قبل توزيعها.

فيما يلي أكبر التبرعات والتعهدات الخيرية لعام 2019

1. يعتبر “عظيم بريمجي”، عملاق التكنولوجيا الهندي، صاحب أكبر تبرع لهذا العام، حيث منح حصة قدرها 7.6 مليار دولار من شركته الخاصة “ويبرو” لتكنولوجيا المعلومات، إلى مؤسسته الخيرية التي تحمل اسم “عظيم برميجي”، والمعنية بالتعليم.
وبعد وفاة والده عام 1966، ترك بريمجي دراسته في جامعة ستانفورد ليتولى إدارة أعمال شركة عائلته “ويبرو” التي كانت تعمل في مجال زيت الطعام، ثم حوّل أعمال الشركة إلى خدمات تكنولوجيا المعلومات ووسّع نطاق الأعمال حتى حصدت إيرادات بقيمة 8.5 مليار دولار في عام 2019.

2. يتبرع “وارن بافت”، المعروف أيضًا باسم (Oracle of Omaha)، كل عام بمليارات الدولارات من أسهم شركة “بيركشير هاثاواي”، التي يديرها، وتمتلك حصصًا في شركتي “كرافت هاينز” و”ديري كوين” التي حققت له ثروة ضخمة جعلته رابع أثرياء العالم، وفي يوليوز 2019، قدم أكبر عطاء له على الإطلاق – ما قيمته 3.6 مليار دولار أمريكي من الأسهم، والتي ذهبت إلى مؤسسة “بل وميليندا جيتس”، ومؤسسة “سوزان تومبسون بافيت” (التي أطلق عليها اسم زوجته الأولى الراحلة)، إضافة إلى المؤسسات التي يديرها أبناؤه الثلاثة وهي: مؤسسة شيروود، ومؤسسة هاورد جي بافيت، ومؤسسة نوفو. ووفقاً لتقديرات فوربس فإن عطايا “وارن بافت” خلال حياته تتجاوز 38 مليار دولار.

3. في سبتمبر تعهد كل من “ليندا ريسنيك” و”ستيوارت ريسنيك”، بتقديم 750 مليون دولار إلى معهد كاليفورنيا للتقنية، المعروف باسم “كالتك”، لتمويل أبحاث تغير المناخ. وهي المنحة الأكبر في تاريخ المعهد، والذي يخطط لبناء مبنى جديد مساحته 75 ألف قدم مربع، وسيطلق عليه اسم مركز “ريسنيك” للموارد المستدامة. يمتلك “ريسنيك”، الذي تقدر ثروته بمبلغ 9 مليارات دولار، أكبر شركة لإنتاج اللوز والفستق في العالم، وهي شركة تمتلك أيضًا العديد من العلامات المشهورة، من بينها (POM Wonderful) و”مياه فيجي” و”هالو ماندرين”.

.4 تبرع “تي ديني سانفورد” الملياردير صاحب شركة بطاقات الائتمان، والذي تقدر ثروته بنحو 3.4 مليار دولار، بمبلغ 350 مليون دولار للجامعة الوطنية في سان دييغو، والتي سيتم إعادة تسميتها لتصبح جامعة سانفورد الوطنية في يوليوز 2020، رغم أنه تبرع سابقًا بمبلغ 150 مليون دولار للجامعة. تأسست الجامعة الوطنية الخاصة غير الربحية في عام 1971، ويتمحور اهتماما بتعليم البالغين، فتوفر تعليمًا صمم خصيصا ليناسب الطلاب الذين يرعون عائلاتهم، والطلاب العاملين، والمحاربين القدامى. قالت الجامعة في بيان لها، إنها سوف تتسلم المنحة الحديثة من سانفورد خلال فترة قصيرة. تبرع سانفورد خلال حياته بمبلغ مجموع 2 مليار دولار، أغلبها لدعم مجالي الصحة والتعليم.

.5 تبرع كل من فيليب “تيري” راجون وسوزان راجون، بمبلغ 200 مليون دولار، إلى مستشفى ماساتشوستس العام، لتمويل مركز أبحاث اللقاحات، بعد رحلتهما إلى جنوب إفريقيا عام 2009، التي شاهد خلالها الزوجان ويلات الإيدز المتفشي هناك، أنشأ الزوجان معهد راغون في ماساتشوستس العام، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، إضافة إلى مؤسسة هارفارد، لإنتاج لقاح ضد فيروس نقص المناعة البشرية. جنى راجون ثروته البالغة 2.6 مليار دولار، من شركة برمجيات تحمل اسم (InterSystems)، والتي تساعد المستشفيات والبنوك على تحليل البيانات الضخمة.

6. تبرع ستيفن شوارزمان، أحد مؤسسي شركة الملكية الخاصة “بلاكستون”، بمبلغ 188 مليون دولار لجامعة أكسفورد، إذ تعتبر منحته إلى الجامعة البريطانية العريقة أكبر تبرع فردي حصلت عليه الجامعة منذ عصر النهضة. وسوف يمول التبرع إنشاء مركز شوارزمان الجديد، الذي سيضم تخصصات مختلفة مثل العلوم الإنسانية والفلسفة، إضافة إلى دراسة أخلاقيات الذكاء الاصطناعي. وسيحتوي المركز على قاعة للحفلات الموسيقية تتسع لـ500 مقعد، وقاعة اجتماعات تتسع لـ250 مقعدًا. وتعهد شوارزمان، التي تقدر ثروته بقيمة 19.1 مليار دولار، بمبلغ 350 مليون دولار لبناء كلية حوسبة جديدة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.

7. في نوفمبر، تعهدت أسرة الملياردير الكيميائي الراحل جون م. هانتسمان، بتقديم 150 مليون دولار لتمويل أبحاث الصحة العقلية وخدماتها، لطلاب جامعة يوتا، وللمقيمين في المناطق الريفية في ولاية يوتا. ووفقًا لإحدى الدراسات، احتلت ولاية يوتا المرتبة 51 في تدابير الصحة العقلية، إذ تلي واشنطن العاصمة في التصنيف، سيؤدي هذا التعهد إلى إنشاء معهد هانتسمان للصحة العقلية، حيث سيتم دفع المبلغ على مدار 15 عامًا.

8. تبرع ملياردير الأجهزة الطبية السويسري “هانز يورج فيز” بمبلغ 131 مليون دولار لجامعة هارفارد في يونيو الماضي، وتمول منحته معهد (Wyss) للهندسة البيولوجية في الجامعة، والذي تم إنشاؤه في عام 2009 بعد تبرعه بمبلغ 125 مليون دولار لبدء البرنامج. في أكتوبر عام 2018، أعلن هانز يورج فيز، في مقال افتتاحي نشرته صحيفة نيويورك تايمز، أنه يخطط للتبرع بمليار دولار أمريكي على مدى عقد من الزمان لتسريع عملية الحفاظ على الأراضي والمحيطات، كما أسس مجموعة شركات (Synthes) لتصنيع الأجهزة الطبية بعد التحاقه بمدرسة هارفارد للأعمال عام 1963، ثم باعها لشركة “جونسون آند جونسون” مقابل 20.2 مليار دولار من الأسهم والنقود في عام 2012، أما اليوم، فتقدر قيمة ثروته بمبلغ 6.3 مليار دولار.

9. تبرع كينيث جريفين، أغنى رجل في شيكاغو ومؤسس صندوق التحوط الذي يحمل اسم (Citadel)، بمبلغ 125 مليون دولار لمتحف العلوم والصناعة في شيكاغو، والتي تعتبر أكبر منحة يتلقاها المتحف منذ افتتاحه في عام 1933، وسيتم تغيير اسم المتحف إلى متحف “كينيث سي جريفين” للعلوم والصناعة، وتقدر ثروة “كينيث جريفين” بنحو 13 مليار دولار.

.10 في شهر نوفمبر أعلن ساندي ويل وجوان ويل، المليارديران فاعلا الخير، تعهدهما بتقديم 109 مليون دولار لإطلاق مبادرة بحثية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، وجامعة كاليفورنيا في بيركلي، وجامعة واشنطن، لإيجاد العلاجات لأمراض الدماغ مثل الزهايمر، وتقدر ثروة ساندي بنحو مليار دولار، وقد أسس شركة سمسرة وباعها لشركة أمريكان إكسبرس بحوالي مليار دولار في عام 1981. وقد أشرف على اندماج شركة (Travelers) وشركة ( سيتي بنك ) اللتين أصبحتا شركة “سيتي جروب” في أواخر التسعينات؛ إذ شغل منصب مديرها التنفيذي حتى عام 2003 ورئيس مجلس إدارتها حتى عام 2006.

أما التبرعات الخيرية الضخمة الأخرى، جاءت من “هنري ساميولي”، ملياردير الرقاقات الإلكترونية، الذي تعهد بتقديم 100 مليون دولار لكلية هنري سامويلي للهندسة والعلوم التطبيقية في جامعة كاليفورنيا، والتي تحمل اسمه بالفعل. أما في ديسمبر، تعهد الملياردير “إيلي فايل” بمائة مليون دولار لكلية ييل للإدارة، لتمويل برنامج شهادة الماجستير. كما تعهد الملياردير راي داليو، صاحب صندوق التحوط، بتقديم 100 مليون دولار لمساعدة المدارس العامة المتعثرة في ولاية كونيتيكت. وتبرع الملياردير البورتوريكي أورلاندو برافو، الذي تبلغ ثروته نحو 3 مليارات دولار، بمبلغ 100 مليون دولار لمؤسسة (Bravo Family Foundation) للمساعدة في تمويل برامج ريادة الأعمال، وقد ظهر برافو، وهو مؤسس شركة الملكية الخاصة “ثوما برافو”، على غلاف مجلة فوربس في أكتوبر الماضي.

ومن بين الهدايا والتعهدات التي تقارب قيمتها 100 مليون دولار، والتي احتلت عناوين الصحف الرئيسية، تبرع جيف بيزوس، والذي تبلغ قيمته نحو 98,5 مليون دولار، لمنظمات تساعد الأسر التي لا مأوى لها. وتعهدُ قطب الملكية الخاصة روبرت سميث، الذي بلغ 30 مليون دولار، لدفع ديون الطلاب الجامعيين في كلية موريهاوس، عام 2019 بالكامل. إضافة إلى تبرع بمبلغ 39 مليون دولار من جون أرنولد وزوجته لورا، مليارديري تكساس، لإصلاح نظام الكفالة في الولايات المتحدة. وتعهد بقيمة 25 مليون دولار من أليكو دانجوت، أغنى رجل في نيجيريا، إلى مركز إفريقيا في مدينة نيويورك في هارلم. ومنحة جوناثان جراي، رئيس شركة بلاكستون، التي تبلغ 25 مليون دولار، لمعالجة سرطان الثدي. وتبرع مارك بينيوف وزوجته لين، بما هو مجموعه 35 مليون دولار، لتمويل الأبحاث في مجال الميكروبيوم البشري، وهو نظام بيئي من البكتيريا التي تعيش على البشر، في جامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو.

يذكر أن العديد من الهدايا التي تبلغ قيمتها 50 مليون دولار أو أكثر هي تعهدات يتم التعهد بدفعها على مدار خمس سنوات أو عشرة.
عن مجلة فوربس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى