رأي/ كرونيك

حركة 20 فبراير… حراك الريف… وفي الحاجة لصناعة الأمل

خالد بكاري

في 2011 استطاع شباب أن يحركوا بركة آسنة، استثمروا سياقا إقليميا، وحطموا جدران الصمت، في النهاية حققوا جزء من مطالبهم، ولم يحققوا الباقي، بل يمكن أن نقول إنهم حققوا أكثر مما يسمح به جسمهم تنظيما وطاقات ولوجيستيكا وتحالفات وسياقا، وهذا ما يفسر ندم النظام تاليا على كل تنازلاته الظرفية،،

لكننا ربما نعشق جلد الذات،، لا نتحدث عن حركة 20 فبراير إلا مقرونة بمن ركب على الحركة، وترجم مطالبها وشعاراتها أصواتا انتخابية، او بمن تسلق على ظهرها، او فاوض لمصالح شخصية،، وهذه العينات لا تمثل إلا النزر اليسير جدا،،

فيما الحركة هي أولئك الذين كانوا طيلة أسبوع يسهرون في المقرات ليعدوا لافتات وشعارات، الذين قاوموا هراوات الأجهزة الأمنية، الذين زج بهم في السجون، الذين استشهدوا، الذين صمدوا أمام الإغراءات، الذين استمروا في كل المعارك التالية، الذين انسحبوا بصمت يحملون روح الحركة وينتظرون لحظة تاريخية أخرى،،

ننسى انتصارات في غياب توازن للقوى، ننسى أشكالا من التضامن الراقي، ننسى التحاما بمواطنين بسطاء، ننسى التعب والعرق والسهر من أجل قضية، وننشغل بانزياحات عن الخط العام توجد في اي حراك،،

وللأسف حتى في حراك الريف، يتكرر المشهد نفسه،، سرعان ما نسي الجميع المسيرات السلمية الراقية، الروح التضامنية السامية، تنظيف الشوارع والساحات بعد كل تظاهرة، الشباب الذي يقطع مسافات في الجبال ليلج الحسيمة بعد حصار مداخلها البرية، الصمود في الزنازن وأثناء التعذيب، الشهداء،،،
وننسى انتصار شعب الحراك على سلطة التجاهل والإقصاء،،

نعم أصبح للريف صوت مسموع،،

لكن حصل ما حصل بعد خفوت حركة 20 فبراير ميدانيا،،
لم يعد يسمع سوى صوت التخوين والانقسامات البينية والخلافات والاتهامات بالسرقة او بالعمالة،، حتى بعض أشكال القبلية عادت لتطل متقنعة خلف مواقف سياسية…

نعم لا يجب المبالغة في تقديس الذات،، لكن كذلك لا يجب الإيغال في خطابات الإحباط والتيئيس و”مكاينش مع من” ،،

إننا نحفر خنادق لقتل الأمل… الأمل الذي نحتاجه أمام هذه الهجمة على الحقوق والحريات،

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى