رأي/ كرونيكسياسة

PJD: يتدرج في إصباغ النعوتات عليه فمن حزب المصلحين والنزهاء لحزب “المعجزة”..الواقع الفعلي يعلو..

يعتبر رئيس الحكومة سعدالدين العثماني، أن أخطر مشكل يواجهه المغرب هو حالة من العدمية والتيئيس وتبخيس ما تقوم به حكومته، وهو لذلك لا تفوته فرصة دون أن يعود للتأكيد على هذا الاكتشاف الذهبي، الذي توصل إليه، وأوكل إعلاميا لمحمد يتيم وزير التشغيل السابق، محمد يتيم/ مهمة التنظير له والدعاية له، والإتيان بالتقارير الدولية وغير الدولية، التي تؤكد عظيم إنجازات حكومة البيجيدي بانتقاء يعتقد فيه وعبره يتيم أنه يستبلد  ذكاء المغاربة.
لم يكتف قادة حزب العدالة والتنمية، بالرفع من قيمة ما يعتبرونه إنجازات تحسب لهم، ولم يكتفوا بما يظل سعدالدين العثماني يكرره على مسامع عضوات وأعضاء حزبه، مما يدخل في الشر هو الأخر، وأنهم هم الملائكة والقديسين، وأن منهم انطلق مسار الإصلاح، وإليه يعود للسياسة بعدها الأخلاقي، وخدمة عمومية حقيقية، بل نحن اليوم عن حديث يرفع حزب البيجيدي لمرتبة المعجزة.
هكذا صرح حامي الدين نائب رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، أنه وبالنظر لما تعرض له حزبه طيلة مساره السياسي، والذي يفوق القدرة على الاحتمال، ولاقبل لحزب غير حزبه على تحملها،  فإنه بات أمام كل “المحن”يمثل معجزة حقيقية في التجارب السياسية المغربية،  هكذا وبدون خجل ولا درة حياء يرفع مقام حزبه في كل تحارب الحياة السياسية المغربية لمرتبة حزب المعجزة.
وأضاف حامي الدين، استنادا لما نشره الموقع الإعلامي الرسمي للبيجيدي، تغطية للقاء التواصلي لهذا الأخير أمس الأحد بايت ملول، أن حزبه تعرض لحملة تشكيك منذ توليه رئاسة الحكومة، وانه صمد عكس توقعات الكثير، وتمكن من إتمام الولاية الأولى وهاهو يخوض الولاية الحكومية الثانية، قائلا: “لكن قدّر الله أمرا آخر، حيث تمكنت الحكومة الأولى بقيادة العدالة والتنمية من إتمام ولايتها، بالرغم من الصعوبات التي واجهتها حيث تلقى الحزب الكثير من الضربات وحملات التهريج والدعاية المغرضة والبلطجلة”، مشددا على أنه “إذا كنا متمسكين بحبل الله، فالنصر يأتي من عنده وليس بوسائلنا الخاصة، لأن الله سبحانه يرعى هذه التجربة ما دام فيها أناس مخلصون”.

نحن إذا، أمام حزب يعتبر نفسه على عكس الوقائع والأرقام يمثل المغاربة جميعا بينما الحقيقة غير ذلك لنتذكر بهذا الخصوص أن نسبة المشاركة بلغت  في انتخابات 7 أكتوبر استنادا لأرقام  وزارة الداخلية، 43 في المائة من أصل نحو 16 مليون مغربي مسجلين في اللوائح الانتخابية مما يعني أن  نسبة المشاركة تتدنى لـ 25 في المائة  إذا وضعنا بالحسبان أن عدد المغاربة الذين يحق لهم التصويت ما فوق 18 سنة يتجاوز 23 مليون ناخب وأن البيجيدي في هذه 25 في المائة حصل على نسبة منها

وهي  النسبة  التي تعتبر مؤشراً خطيراً للمرحلة المقبلة، وتطهر كما بينت الحراكات التي عرفها المغرب عدم نجاح الأحزاب السياسية في إقناع الناخب المغربي بجدوى المشاركة. مما يطرح أسئلة جوهرية حول  مستقبل العقد الاجتماعي في المغرب، والذي يبقى غامضاً في ضوء مقاطعة 75% من المغاربة الذين لهم حق التصويت للانتخابات، وهي مقاطعة ربما تمهد لغليان شعبي في المدى المتوسط، في ظل استمرار حزب العدالة والتنمية في تطبيق الإصلاحات التي يشترطها صندوق النقد الدولي لضبط التوازنات الماكرو اقتصادية، عن طريق تبني خطط للتقشف، والخفض من الميزانية العامة، والتقليل من كتلة الأجور، والرفع من سن التقاعد، ورفع الدعم عن المواد الأولية، من دون مراعاة القدرة الشرائية للمواطنن والتي لا يمكن لتنميق اللغوي، ولا التمسح الديني والوعظي أن يخفيهما.
لنتذكر أيضا، أن أول من عطل إيجايبات دستور 2011، على محدوديتها هم قادة حزب العدالة والتنمية، وعلى رأسهم عبدالإله بنكيران، وهو الأمر الذي اثار وما يزال يثير استغراب  عند كبير من المغاربة وأيضا عددا من المحللين والمتابعية لغرائبية المشهد السياسي المغربي،  كيف تنازل عبد الإله بنكيران عن حقّه وصلاحياته الدستورية كرئيس حكومة أمام تدخّلات المؤسّسة الملكية ، بما لا يسمح لها به الدستور الجديد، الذي كُتب تحت ضغط الحراك الشعبي بعد احتجاجات حركة 20 فبراير 2011. وظل بنكيران يقرّ بزهو غير مستساغ ولا مفهوم ولا ينتمي للسياسة، كيف أنه  تنازل عن بعض صلاحياته لصالح الملك عن حبّ وثقة بشخصية الملك، وهو نفسه المسار الذي سيواصله سلفه سعدالدين العثماني، عبر مزيد من تواري رئاسة الحكومة،  لنصل اليوم لحكومة جل وزرائها النافدين تقنقراط، حتى وإن أصبغوا في أخر لحظة بألوان حزبية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى