سياسة

دفاعا عن نداء تعليق المقاطعة زعزاع: لايمكن استمرار المقاطعة بدون هوادة

تحولت مبادرة ’’نداء وقف المقاطعة‘‘ التي دعا لها عدد من الشخصيات اليسارية، إلى مادة دسمة لتحفيز الرأي والرأي المضاد، حيث تواصلت ردود الفعل بين مدافع عن استمرار حملة المقاطعة ومدافع عن تعليقها لفترة وجيزة، وهو الرأي الذي خرج المناضل والمعتقل السياسي السابق عبد الله زعزاع، لتوضيحه مستعينا بالتجارب اليسارية التاريخية.

وقال زعزاع، أحد الموقعين على نداء’’وقف المقاطعة‘‘ في تصال بجريدة ’’دابابريس‘‘ الالكترونية، إنه لا يمكن استمرار حملة المقاطعة بدون هوادة، وإلا لن يكون لها أي مستقبل، وستحكم على نفسها بالموت تلقائيا، موضحا أننا نعيش اليوم معركة إعلامية على كافة المستويات، وأن المعركة تقتضي التوقف كل فترة، من أجل رسملة المكتسبات، والوقوف على ردود فعل الخصم، قائلا في هذا الصدد ’’ المعركة تقتضي التوقف كل فترة، ونقول حققنا هادي وهادي والخصم قال وقال، ثم نفكر في التكتيكات الممكن القيام بها، حتى يشعر المواطن أننا في معركة، ونعطي معنى لأي حركة‘‘.

وساق عبد الله زعزاع، في دفاعه عن ضرورة تعليق حملة المقاطعة لعشرة أسابيع، تجارب أنظمة وأحزاب يسارية وشيوعية، من أجل التأكيد على ضرورة القدرة والجرأة على اتخاذ توافقات تساهم في الدفع بالمعارك النضالية، قائلا ’’الحزب الشيوعي الصيني وقع مرارا إتفاقات مع عدوه اللدود الكوو منغ طنغ، حيث شهدت سنة 1955 أكبر هزيمة عرفتها القوات الاستعمارية، معركة ديان بيان فو، وعلى أهمية هذا الانتصار قبل الحزب الشيوعي الفيتنامي الجلوس على طاولة المفاوضات وتقسيم البلاد إلى دولتيىن ربحا للوقت، قبل إعادة الحرب الشعبية بعد ثلاث سنوات، وصولا إلى إعادة توحيد البلاد عشرون عاما فيما بعد‘‘ كذلك كان ’’ الحزب البلشفي الروسي  يرشح أحيانا ممثليه في الدوما وثارة يطلب منهم الانسحاب‘‘ ودروس أخرى نجدها في الثورة الفرنسية، يضيف زعزاع.

وخلص المصدر ذاته، إلى أن التاريخ سجل لنا ’’توافقات كبرى‘‘ دون أن يتعرض أصحابها إلى التخوين أو ضرب نضاليتهم، بخلاف تفاعل النشطاء مع أصحاب ’’مبادرة وقف المقاطعة‘‘ الذين ’’لصقنا لهم الخيانة‘‘ حسب تعبير زعزاع الذي أضاف أن ’’مشكل اليسار اليوم، هو عدم قدرته، بالرغم من توفره على استراتيجية، على خوض توافقات تسمح له بالتقدم في معاركه‘‘.

وتابع زعزاع، ’’بالنسبة لي المقاطعة مهددة، غادي تطفا اليوم بوحدها، علاش؟ لأنه في اليومي لم نعد نشعر بوجود معركة‘‘، معتبرا أن الحرب امتداد للديبلوماسية، وأن المقاطعة امتداد للديبلوماسية، نستعملها كورقة للضغط، لا أن نحرقها إلى ما لانهاية، في تشابه مع حركات الكفاح المسلح الذي فشلت كل تجاربه‘‘.

وختم عبد الله زعزاع رأيه بالقول، إننا اليوم في حاجة إلى تعلم التدبير السياسي، وفي كيفية تحديد التكتيكات الملازمة لأية استراتيجية وتنويعها، وأيضا خلق محطات لرأسملة الإنجازات، وبتعبير آخر يضيف زعزاع ’’كيف نترجم مبادئ حرب التحرير الشعبية الثورية في حرب التحرير الشعبية السلمية، وبعبارة أخرى، كيف نترجم مبادئ حرب التحرير الشعبية الثورية في حرب التحرير الشعبية السلمية، ولنا فيحراك الريف دروسا في تدبير المعارك‘‘.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى