رأي/ كرونيككورونا

لا…يلا إلعثماني.. تماديت

حينما أجل العثماني الترقية في قطاع التعليم، وجمد التوظيف بكل جبن بحجة جائحة كورونا.. قلنا هي زلة رجل مرتبك في زمن أغبر، وحين دبج تدوينة ينوه فيها بكل المتدخلين والمتدخلات في استراتيجية الوقاية والحماية من وباء كورونا و ضمان الأمن النفسي والصحي والإجتماعي والجسدي للمواطنين مستثنيا بغباء رجال ونساء التعليم، تأكد للجميع أن الأمر ليس مجرد زلات وهفوات تحت تأثير فوبيا- كورونا…بل صار لدينا يقين أن في قلب الرجل شيئا ما ضد هذه الفئة على ديدن سلفه الذي يتقلب في نعيم الريع..

وحين تحاور وزير التربية الوطنية سعيد أمزازي مع النقابات في لقاءات متعددة وماراطونية، وأرسل مرسوم المتصرف التربوي لوزير المالية، طلب رئيس الحكومة أمام استغراب الجميع وذهولهم.. في آخر لحظة عرض الملف عليه.. ليعرقل مخرجات حوار إجتماعي ويجمد وضعية آلاف الأطر الإدارية التربوية…و يعيد ملفات التسوية للأطر التربوية القابعة في زنازن العار إلى نقطة الصفر…

نعم…لم نعد نشك أن العثماني يستهدف رجال ونساء التعليم…منذ جمد ترقياتهم.. وكان الأجدر به أن يتحلى ببلاغة الصمت…بدل استغلال الظرفية و”مرمدة “رجال ونساء التعليم وعزلهم عن باقي القطاعات، وضرب رمزيتهم الإجتماعية، وتبخيسهم بل وتأليب المجتمع ضدهم وتطبيع الحقد ضدهم…

اليوم…يعود العثماني بشوفينية القائد الكوري الشمالي، وبعقلية الزعيم الستاليني، بجرة قلم ليقرر الاقتطاع من أجور الموظفات و الموظفين ثلاثة أيام معولا على أن يطبق الجميع الصمت، لأن الأمر متعلق كما يروج له الشوفينيون بصندوق الملك، وبالتالي…فالصمت ضد هذا القرار غير القانوني والدستوري إما سيكون نابعا من الخوف أو من الحياء..

لكن الحقيقة أن هذا المنشور لا مرجع له قانونيا ولا أخلاقيا…ولا يحق للطبيب النفسي أن يقتطع من أجور الموظفين بقرار للسلطة التنفيذية إلا إذا ما وجد ما يدعمه ذلك قانونيا.. فقرارات السلطة التنفيذية يجب أن تكون معللة، وأجور الموظفات والموظفين يحميها القانون، ولا تخضع للاقتطاع إلا وفق ما يحدده القانون..

لسنا ضد المبدأ…فرجال ونساء التعليم جوهريا مع دعم الصندوق وخدمة بلدهم لكن لا بأسلوب العثماني المستفز..

لا أحد ممكن أن يزايد على تضحياتهم و وطنيتهم فهم مازالوا يقدمون الساعات التطوعية ضمن جدول حصصهم منذ عشرات السنين..لكن أن يفرض الأمر تعويلا على الخوف والصمت فهذا ما لا نقبله… فالملك أخرج للوجود صندوقا تطوعيا وفتح المجال للمواطنين والمواطنين دون إكراه ولا فرض ولم يلزم المجتمع إلا بقيم المبادرة والتضامن وها هو العثماني بعدما جرب في رجال ونساء التعليم هلوساته وشوفينيته..وفي المجتمع حماقاته بتجميد التوظيف.. ازداد جرأة وقرر كزعيم أوحد أن يقتطع من أجور الموظفين والموظفات..مبتعدا في جبن عن الصناديق السوداء و الاعتمادات المرصودة لآساطيل السيارات الحكومية، والسفريات المؤجلة..والنفاقات المعطلة.. متجنبا ميزانية البرلمان والمؤسسات العمومية الكبرى والمعاشات الريعية، والملايير المكدسة في صناديق متعددة المرصودة لمجالس دستورية مجمدة…

للأسف راهن على الصمت خوفا… وراهن على ثقافة بائدة.. ربما قد يسعفه حياء المغاربة…لكن انتبه وصل السيل الزبى.. فلا تنتظر منهم أن يدعوك تعيد المغرب إلى زمن الإكراه الذي قطعنا معه..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى