رأي/ كرونيك

استهلاك منتوجاتنا الوطنية ضرورة ملحة وخيار استراتيجي للدفع بعجلة الاقتصاد المغربي

من منكم يذكر العبارة التي كانت مكتوبة في صندوق أعواد الثقاب سنوات الستينيات إلى غاية التسعينيات “إنك باستهلاكك المنتوج الوطني تساهم في اقتصاد بلدك”؟.

هذه العبارة المليئة بالدلالات كانت تحث المواطنات والمواطنين على استهلاك المنتوجات الوطنية. انطلاقا من كون المواطن/المستهلك مطالب كذلك بتحمل قسط من المسؤولية لتحقيق التنمية المنشودة من خلال توجيه طلبه نحو المنتوج المحلي، مما ينعش النشاط الاقتصادي للمقاولات، ويحفز على الاستثمار مع ما يعنيه من توفير لمناصب الشغل وإنعاش الدورة الاقتصادية التي تعود بالنفع على الجميع.

كما أن الاتجاه نحو استهلاك المنتوجات المحلية يقلص من حجم الواردات وبالتالي ينعكس إيجابا على الميزان التجاري المغربي الذي يعاني عجزا كبيرا نتيجة ارتفاع فاتورة المواد الطاقية وبعض المواد الاستهلاكية..

وفي هذا السياق، حقق المغرب إنجازات مهمة في الميدان الفلاحي وفي مجال الصيد البحري في محاولة منه تحقيق نوع من الاكتفاء الذاتي من الغذاء للمواطنين عن طريق :

– بناء السدود لسقي الأراضي واستصلاح الأراضي الزراعية وكذلك تشجيع الأساليب الحديثة في مجموع العمليات الزراعية .
-استعمال تقنية التنقيط وتوفير العلف للماشية من أجل توفير اللحوم والحليب.
-الاهتمام بتربية الدواجن من أجل توفير اللحوم البيضاء والبيض .
– الحفاظ على الثروة السمكية وذلك بفرض قوانين الراحة البيولوجية وخلق بحيرات لتربية المحار (بحيرة الوليدية نموذجا ).
كل هذه الإنجازات أدت إلى رفع الإنتاج الفلاحي والبحري الأمر الذي لايجعل المغرب فقط في منأى عن المجاعة بل في صفوف الدول التي تحظى بتنوع مهم في مجال الأطعمة وجودتها أيضا.

كما أن المغرب يهتم بالصناعات الغذائية (السكر +التصبير )والصناعات الاستهلاكية (النسيج )الأمر الذي يفرض علينا كمواطنين غيورين على اقتصاد بلدنا، استهلاك منتوجاتنا الوطنية وذلك لتشجيع الفلاح والصانع والعامل والحرفي المغربي الشيء الذي من شأنه أن يساهم في خلق فرص الشغل للطاقات البشرية المغربية والحد من البطالة.

إن استهلاك منتوجاتنا الوطنية هي ضرورة ملحة وخيار استراتيجي للدفع بعجلة الاقتصاد المغربي في انتظار أن يحقق المغرب الاكتفاء الذاتي في باقي المنتوجات التي يعاني فيها من خصاص.

إن الأزمة التي يمر بها العالم حاليا جراء تفشي وباء كورونا، بقدر ما تبعث على بعض التشاؤم، فهي تمثل أيضا فرصة للمغرب من أجل تعزيز نسيجه الاقتصادي، ومن أجل تقوية مناعته الاقتصادية ونجاعة وسائل تدخلاته في مجال تشجيع الاستثمار والإنتاج.. وما علينا سوى التجاوب مع هذا الإنتاج عبر الإقبال عليه في السوق الداخلية لتعويض التراجع المحتمل للطلب الخارجي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى