في الواجهةمجتمع

مناقشة عقوبة الإعدام مع أو ضد في التوقيت الخطأ

بقلم خالد بكاري

مناقشة قضية إلغاء عقوبة الإعدام في ظل أجواء مطبوعة بالغضب والحزن والانفعالات أمر غير سليم في اعتقادي.

الذين يدافعون عن الإلغاء في اليوم نفسه الذي تعيش عائلة مأساة إنسانية صعبة جدا،. وفي ظل حالة تعاطف إنساني وطني، أخطأوأ التوقيت..

الذين يطالبون بإلغاء عقوبة الإعدام، يمكن تفهم ردة فعلهم، لكنهم كذلك تحت تأثير الانفعالات والصدمة، وينظرون للأمر من زاوية وحيدة فقط: الانتقام من وحش بشري، مع توهم أن هذا الإعدام يمكن أن يخفف من وقع الجريمة على الوالدين.

إلغاء عقوبة الإعدام هو موضوع صعب وإشكالي، وفيه اختلافات حتى داخل الحركة الحقوقية (وإن كان الطيف الأكبر مع الإلغاء)، هو موضوع بدأت إثارته منذ سنوات عديدة ، ومازال ورشا مفتوحا في العالم كله.،

لذلك لا أعتقد أن مناقشته في ظرف مثل هذا سيكون أمرا مرغوبا،،

لنتذكر أنه إبان تصاعد موجات الإرهاب في العالم مع بداية الألفية، تم تمرير قوانين ضد الحريات في دول عديدة، بما فيها أمريكا، في استغلال لمخاوف الناس من الإرهاب، حتى جزء كبير من الجمهور كان يطالب بالتضييق على الحريات بدعوى حماية الأمن، وتم تمرير قوانين في دول عديدة في استغلال لخوف المواطنين، لكن بعد ذلك تم استخدام تلك القوانين ليس فقط في مكافحة الإرهاب، بل حتى في التضييق على الصحافة والمعارضة.

أعتقد أنه عوض الاهتمام بالمجرم والعقوبة التي يستحقها يجب الاهتمام اكثر بالضحايا ومنهم عائلته في المقام الأول من أجل دعمها ومرافقتها قانونيا وحقوقيا وصحيا ونفسيا

أما عقوبة الإعدام فتحتاج لنقاش هادئ، في شروط مناسبة، وبمقاربات ومناظرات تعتمد التأصيل الحقوقي والقانوني، ومقارنة بين التجارب الدولية، وبإحصائيات، وبمرجعيات قانونية وسوسيولوجية وبسيكولوجية وتربوية. وليس في شروط يغلب عليها الانفعال، وتنتج مثلا سؤالا خاطئا من مثل : إذا كان ولدك أش دير؟

لأنه لو كان ولدك هو المغتصب والمقتول، يمكن أن تقتل، كما يمكن أن تصدم بالسيارة مثلا شخصا ضبطته يتحرش بابنتك، ويمكن أن تغرز خنجرا في صدر شخص حاول سرقتك او أهانك..

وهذا هو “شرع اليد” ،الذي أتت الدولة الحديثة لتقطع معه عبر سيادة القانون الذي لا يردع المجرم فقط، بل يجب أن يلجم حتى انفلاتات الضحية، حتى لا تعم الفوضى.

غير أن : القاضي في هذه النازلة سيحكم بما هو موجود في القانون الجنائي الحالي (أقصى عقوبة هي الإعدام)، وليس بنقاشاتنا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى