مجتمع

نساء يتهمن مندوبية الحليمي بالتحيز مفاهيميا ومنهجيا في بحثها العنف ضد الرجال

لقي التقرير الأخير الذي نشرته المندوبية السامية للتخطط جدلا واسعا، والمتعلق بالبحث في معدل انتشار العنف لدى الرجال في مختلف المجالات، و الذي جعل العنف الذي تتعرض له النساء يكاد يقترب مع العنف الذي يتعرض له الذكور.

وبهذا الخصوص، عبرت الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب عن شديد انزعاجها من البحث الذي قالت المندوبية السامية للتخطيط إنها قامت به، مؤكدة أن المندوبية اختلطت عليها المفاهيم والتصنيفات والأشكال المدرجة عنفا على المستوى العالمي، والمرتبطة بما يسمى في مجال دراسة ظاهرة العنف ضد النساء و القيام بقياسها على العنف ضد الرجال، وهو الأمر “غير مقبول علميا ومنهجيا”.

في السياق ذاته، شددت الجمعية النسائية، التأكيد، أن بحث المندوبية السامية للتخطيط ينطوي على “تحيز مفاهيمي ومنهجي ناجم عن عدم فهم العنف كما هو معترف به عالميا”، معتبرا أن هذا “التحيز” ينتج عنه تحوير الخلافات الزوجية البسيطة إلى أعمال عنف ضد الرجال.

إلى ذلك، قدمت الجمعية النسائية نماذج لما اعتبرته مندوبية الحليمي عنفا ضد الرجال، مما يدخل في خلافات في فضاء الزوجية، و التي جرى تحويرها إلى لأعمال عنف ضد الرجال من طرف النساء، من مثل “رفض الشريكة التحدث مع شريكها لعدة أيام”، و”مظاهر الغضب أو الغيرة من طرف المرأة عندما يتحدث شريكها إلى امرأة أخرى”، و”الإصرار المبالغ فيه على معرفة مكان الزوج”.

هذا، ووبررت الجمعية موقفها من البحث الذي شمل عينة من 3000 رجل، بكون العنف ضد النساء، أي العنف المبني على النوع الاجتماعي، هو انتهاك لحقوق الإنسان وتمييز على أساس الجنس واعتداء على حرية وكرامة النساء، وبالتالي، “لا يمكن تصور فهم العنف القائم على النوع الاجتماعي بنفس الطريقة ونفس الأسلوب الذي يتم به التعامل مع أشكال العنف الأخرى”.

وكانت أظهرت نتائج البحث الوطني حول العنف الذي أجرته المندوبية السامية للتخطيط وتمت مقاربته لدى عينة مكونة من 3000 رجل من نفس الفئة العمرية، أن 70 في المائة من الرجال تعرضوا لفعل عنف واحد على الأقل خلال حياتهم، 75 في المائة بين سكان المدن و61 في المائة بين سكان القرى.

واكدت المندوبية، ان هذا العنف ينتشر بشكل أكبر بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و34 سنة (47 في المائة مقابل 29 في المائة ممن تتراوح أعمارهم بين 60 و74 سنة)، وبين الرجال العزاب (46 في المائة مقابل 40 في المائة بين المتزوجين) وبين الحاصلين على مستوى تعليمي عال (46 في المائة مقابل 33 في المائة بين الرجال دون أي مستوى تعليمي).

وأشار البحث إلى أن العنف النفسي هو الشكل الأكثر شيوعا عند الرجال، والفضاء الزوجي هو الفضاء الأكثر اتساما بالعنف، حيث تبين نتائج البحث تعرض 31 في المائة من الرجال للعنف الممارس من طرف الزوجة أو الزوجة السابقة أو الخطيبة أو الشريكة الحميمة.

وتشير نتائج البحث، إلى أن العنف الزوجي هو أكثر شيوعا في العلاقات خارج إطار الزواج، حيث يصل معدل انتشاره إلى 54 في المائة لدى الرجال غير المتزوجين الذين لديهم أو كانت لديهم خطيبة أو شريكة حميمة خلال الاثني عشر شهرا التي سبقت البحث مقارنة مع نسبة 28 في المائة لدى الرجال المتزوجين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى