ميديا و أونلاين

كاين زوج انواع ديال الصحافة عندنا…

الصحافة الاقرب لعلم الاجتماع، وهي تقوم بالبحث القريب من منهجية عالم الاجتماع، اي تخوض البحث الميداني، تراقب تفاعلاته وتحاور الفاعلين فيه، وتأخذ الوقت للفهم، وتقرأ ما كتب المتخصصون في المجال موضوع المقال، وتكتب نتيجة كل تلك التفاعلات.

والصحافة الاقرب للبوليس، اي التي تقوم بما قامت به شوف تيفي، اي بوضع الميكرو للمجرمين لجمع اعترافاتهم، وتتبع الجرائم والفضائح، وتريد ان تدين الفاعلين والمجتمع، ومتسرعة لتلك الادانة، بحيث يصعب التمييز بينها وبين البوليس، ويستفيد الطرفان من بعضهما البعض، فتعتقل الشرطة من حاورتهم الصحافة البوليسية، وتنشر الصحافة البوليسية تقارير البوليس… واحيانا يقع التماهي الكامل بينهما.

هذا التمييز بين الصحافتين اطلعت عليه في كتاب “بؤس العالم” الذي اشرف عليه عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو.
يزيد كاتب المقال ان هدف النوع الثاني من الصحافة، اقناع الناس بفكرة “إننا غير جديرين بالاحترام”! لتصير الحاجة للتحكم وعنف الدولة ضرورية في اعين الناس.

يمكن ان نضيف نوعا ثالثا، قوي في المغرب، هو صحافة الاجهزة المخابراتية، التي يقوم عملها على تشويه وانتهاك من تريد الدولة انتهاكه، وتلميع ما تريد الدولة تلميعه.

لا تتحقق المواطنة في اي دولة عاقلة سوى بتقوية النوع الأول، مقابل تغول النوع الثاني والثالث في الدول العبيطة والمستبدة.

يصير النضال لتقوية النوع الاول حاجة حيوية للمواطن لتقوية الديمقراطية، فعبر عملها يحصل المواطن على المعلومة، التي تمكنه من الاختيار والتصويت ومحاسبة المسؤولين وتطوير المجتمع وحياته كفرد وكمجموع، وتحقيق السعادة. بينما يصير تغول النوعين الاخيرين وسيلة للحجب وتربية البهيم المسيوقين الى المعالف او الباطوار.
لما نرى الاشخاص الصحفيين التي تعتقل الدولة المغربية او تنتهك وتشوه، نجد انهم كلهم ينتمون للفئة الاولى:
عمر الراضي .
عماد ستيتو .
سليمان الريسوني .
علي انوزلا .

وغيرهم كثير من الفئة الاولى من الصحفيين المغاربة، هؤلاء يجب ان نسندهم، لاننا في حاجة لمنتوجهم كشعب، واغلبهم اما سجن او خرج من السجن او تهيء الدولة لسجنه. او يهرب من الصحافة او من البلد. وبعضهم يحاول ان يقاوم ويستمر في الانتاج في ظروف عمل غير آمنة.

الدولة المغربية تريد سحق الفئة الاولى، وتدعم النوع الثاني والثالث بأموال دافعي الضرائب والحماية والامتيازات.
اثنان، من افضل صحفيي النوع الاول، في اضراب عن الطعام، نتيجة الظلم الذي لحقهما، وسجنهما. اسمهما عمر الراضي وسليمان الريسوني، نحن في اليوم 12 من الإضراب عن الطعام لسليمان الريسوني، وفي حالة عمر الراضي اليوم 11 من الإضراب عن الطعام.

رجاء، تحدثوا عنهما، وطالبوا بحقهما في الحرية، ودافعوا عن حقكم في الصحافة المستقلة والاحترافية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى