رأي/ كرونيك

رسالة ل”محمد حفيظ”..قلمك لا يتسم بالتوازن في حديثك عن منيب فأنت حاضر وباستفاضة حين يكون الموضوع نقدا وغائب في ما عداه

رسالة الى الرفيق محمد حفيظ، نائب الامينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد.

بقلم محمد الكنودي

فكرت كيف سأكتب لك، وقلت في نفسي لم لا اتصل به مباشرة لاخبره بما أريد قوله، وقلت لما لا يكون الامر متاحا للجميع، بما ان الذي سأخبره به ليس به سرا.

اعترف أني اصبت بالحيرة، في الجواب على سؤال كيف يمكن أن أدبج رسالة موجهة لشخص، لكنها مكتوبة على وسيط اجتماعي، قلت في نفسي أكيد أن الاخ حفيظ سيتفهم الامر، فهو يعرف، بل هو مقتنع أن الشأن الحزبي شأن عام، ولا يضيره أن يقرأ هذه الرسالة عبر فيس بوك، ( صراحة لا أعرف إن كان سيقرؤها أو لا).

فكرت أن اكتب مقدمة تعيد تذكيره، ولا أظنه نسي، ببعض الصفحات النضالية الجميلة التي شارك فيها او كان هو صاحبها، التي لازالت تذكر للحين، أو كيف كان يطرز ، في تجارب اعلامية متميزة، مقالات الرأي التي لم تكن تخطئ وجهتها وتعري واقعا بئيسا او تفضح زواجا كنسيا بين اصحاب السياسة واصحاب المال.

وددت لو استطعت ان أكتب له كل ذلك، لكن الرفيق محمد حفيظ، لم يترك لي ذلك الخيار، بعدما استرعى انتباهي أن قلمه لم يعد يتطرق للمواضيع المهمة والكثيرة والكبيرة التي يناضل من أجلها الحزب الذي يوجد هو في مكتبه السياسي، بل يشغل مهمة نيابة الامينة العامة.

من غير مقال واحد كتبته رفيق حفيظ حول محاولة تدخل وزارة الداخلية في موضوع زيارة النائب البرلماني للحزب الى جرادة، وهو المقال الذي وصلني أنك عارضت اصدار بيان بنفس محتواه من داخل المكتب السياسي، لتكتبه بعد الاجتماع، من غير هذا المقال لا اذكر انك نشرت مقالا شبيها، يتحدث في المواضيع في المستوى الاول، وأنت تعرف ماذا أقصد بالمستوى الاول، وكنت أقول ربما عذره أن الاخ دخل مجال التدريس الجامعي، وهذا يأخذ كل وقته ما بين اعداد الدروس، ومراجعة العروض، ومراقبة الطلبة، ومواكبة بحوثهم، والاهتمام بالبحث العلمي الشخصي.

غير اني لاحظت أن الامر غير ذلك، يبدو ان هذه الاعذار التي ذكرتها اعلاه غير صحيحة، بدليل انك تخصص من وقتك لمتابعة انشطة امينتك العامة، Nabila Mounib ، وهذا ليس فقط حقك، بل واجبك التنظيمي، لانها لسانك، كما انت لسانها، لانه على هذا الاساس قبلت المهمة أن تكون نائبها، أو هكذا اتصور وفق ما اعرف في ادبيات التنظيم، يسارا كان او يمينا. والى هنا الامر طبيعي، لكن الذي لا اجده طبيعيا هما أمران، الاول انك تشحذ قلمك في نقد خطاب أمينتك العامة ولا تتوان في الوقوف في منصة الواعظ واعطاء الدروس حين تأخذ لها جملة او موقفا لا تتوافق مع ما تفكر فيه( وهذا حقك، انت تسرع في ممارسته، وغيرك لا يفعل ذلك، أو يفعله بطريقة اخرى)، ولكنك تختفي حين يكون لها مواقف وخطابات ، يتحدث عنها البعيد ويتبانها ويستحسنها، واريد ان اقول من كل هذا، إن قلمك لا يتسم بالتوازن، لست متوازنا في حديثك عن Nabila Mounib – الدكتورة نبيلة منيب ، فأنت حاضر بسرعة واستفاضة حين يكون الموضوع نقدا، وغائب في ما عداه.

والثاني، أني لا افهم لم تختار وسيلة لتبلغ بها نقدك لشخص انت ستلقاه نهاية الاسبوع، في اجتماع رسمي، اتفهم الاشخاص الذي يرون في وسائط التواصل الاجتماعي وسيلة لتبليغ ارائهم، لكن كيف لي ان اتفهم ما تقوم به من الكتابة كل مرة على الفيس بوك، اللهم الا اذا كنت لا تحضر في اجتماعات الهيئة التي تنتمي لها، وهذا ان كان صحيحا، فهذا يعني ما يعني.

لا اريد ان اطيل أكثر، وانا شخصيا لا احب الاسهاب في كل شيء، واقولها لك رفيق محمد حفيظ بكل روح رفاقية واحترام لشخصك، اذا لم تكن ترى أن امينتكم العامة لا تقول ما تتفقون عليه، وانت بالذات، اذا كنت مقتنعا ان كلامها ومواقفها الحزبية، وليست الشخصية، لا يمكنك ان تقولها هي نفسها او تسترجعها وانت تفكر كيف تدبج موقفا من قضية سبق وقالت فيها رأيها، او تقول انت قولا يشبه. اي اذا لم تكن تحس أنها لسانك، وتجعلها تحس انك لسانها، فهذا لا يستقيم مع المهمة التي قبلت بها.

لذلك، رفيقي، انت ملزم من الناحية السياسية والفكرية والاخلاقية ان تقدم استقالتك من مهمة نائب الامينة العامة، وتحتفظ بمقعدك في المكتب السياسي، وبعدها قد يكون لكتاباتك معنى ودلالة.

محمد الكنودي
عضو الحزب الاشتراكي الموحد- فيدرالية اليسار الديمقراطي

اقرأ أيضا….

حفيظ:سيادتنا في استقلالية قرارنا عن جهاز الدولة والبيان الذي صدر ملغز وتوقيع منيب تم خارج الضوابط

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى