حول العالمفي الواجهة

رحيل أحد أقطاب الكفاح ضد الأبارتيد و المناصر للقضايا العادلة ومنها قضية فلسطين ديزموند توتو(صور)

أعلنت الرئاسة في جمهورية جنوب إفريقيا، اليوم الأحد، وفاة ديزموند توتو، كبير أساقفة البلاد الحائز جائزة نوبل للسلام، وأحد أقطاب الكفاح من أجل إنهاء حكم الأقلية البيضاء، عن 90 عاما.

وقال رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا: “يفتح رحيل كبير الأساقفة الفخري ديزموند توتو فصلا آخر من فصول الحزن في توديع أمتنا لجيل من العظماء الذين تركوا لنا جنوب إفريقيا محررة”.

الجنوبي

وجرى تأكيد خبر وفاته في بيان صادر عن الرئيس سيريل رامافوزا.

وقال رامافوزا إن وفاة توتو تعتبر بمثابة “فصل آخر من الفجيعة في وداع أمتنا لجيل من الجنوب أفريقيين المتميزين الذين ورّثونا جنوب أفريقيا محررة”.

وأضاف: “من أرصفة المقاومة في جنوب إفريقيا إلى منابر الكاتدرائيات العظيمة ودور العبادة في العالم، والخلفية المرموقة لحفل جائزة نوبل للسلام، تميز كبير الأساقفة بأنه بطل مناهض للعنصرية ومع حقوق الإنسان العالمية الشاملة”.

مانديلا مانديلا

وُلد ديزموند توتو في عام 1931 في بلدة صغيرة يعمل معظم سكانها في مناجم الذهب في إقليم ترانسفال.

اقتفى بادئ الأمر خطوات أبيه وعمل مدرسا، ولكنه ترك تلك المهنة عقب سريان قانون تعليم البانتو في عام 1953، وهو القانون الذي أدخل الفصل العنصري في المدارس.

انضم ديزموند توتو إلى الكنيسة، وتأثر كثيرا بالعديد من رجال الدين البيض في جنوب أفريقيا وعلى وجه الخصوص ذلك المعارض العنيد لنظام الفصل العنصري الأسقف تريفور هادلستون.

ريموند

وكان الأسقف، الذي عاصر نيلسون مانديلا رمز الكفاح ضد نظام الفصل العنصري، ضمن القوى وراء الحركة التي سعت لإنهاء سياسة الفصل العنصري والتمييز التي فرضتها حكومة الأقلية البيضاء على الأغلبية السوداء في جنوب أفريقيا من عام 1948 وحتى 1991.

بدأ ديزموند توتو بالاحتجاج زرفع صوته ضد الظلم في جنوب أفريقيا عندما كان رئيس الكنيسة الانجليكانية في جوهانسبرغ، ثم عندما أصبح الأمين العام للمجلس الكنائسي في جنوب أفريقيا في عام 1977.

حاز ديزموند توتو على جائزة نوبل للسلام في عام 1984 بفضل الجهود التي بذلها في التصدي لنظام الفصل العنصري، في خطوة اعتبرت بمثابة إهانة كبرى من جانب المجتمع الدولي لحكام جنوب أفريقيا البيض.

ولثر

وحضر حفل تنصيب توتو رئيسا لأساقفة جوهانسبرغ شخصيات دينية دولية منها أسقف كنتربري السابق روبرت رانسي وأرملة زعيم الحقوق المدنية الأمريكي مارتن لوثر كينغ.

لم يخش ديزموند توتو من البوح بآرائه أبدا. ففي أبريل 1989، أثناء زيارة لمدينة برمينغهام في إنجلترا، انتقد ما وصفه بـ”بريطانيا ذات الأمتين”، وقال إن السجون البريطانية تعج بالنزلاء السود.

كما أغضب الإسرائيليين عندما شبّه – أثناء زيارة – الأفارقة السود في جنوب أفريقيا بالفلسطينيين الذين يقطنون الضفة الغربية وقطاع غزة.

وقال توتو إنه لا يستطيع أن يستوعب كيف يمكن لشعب عانى الأمرين كاليهود أن يفرض هذا الكم من المعاناة على الشعب الفلسطيني.

ديزموند توتو

كان ديزموند توتو من أشد المعجبين بنيلسون مانديلا، ولكنه لم يتفق معه دائما وخصوصا في ما يتعلق بجواز استخدام العنف لتحقيق هدف عادل.

وفي نوفمبر 1995، طلب مانديلا، وقد أصبح آنذاك رئيس جنوب أفريقيا، من توتو أن يرأس لجنة للحقيقة والمصالحة مهمتها البحث عن أدلة عن وقوع جرائم إبان حقبة الفصل العنصري، وإصدار توصيات بشأن ما إذا كان يجب العفو عن أولئك الذين يعترفون بضلوعهم بتلك الجرائم.

وفي نهاية أعمال اللجنة، هاجم توتو قادة جنوب أفريقيا البيض السابقين، وقال إن معظمهم كذبوا على اللجنة.

المصدر: وكالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى