مجتمع

الإعلامي عبدالرحيم تفنوت يكتب: حين أخرج يوسف بعضا من ذكاءه وفضوله..

نعم أذكره في أول لقاء لي به…

كما لو أن هذا اللقاء قد حدث البارحة،أو على الأكثر في بداية هذا الأسبوع الذي يستعد للرحيل…

كان مكان اللقاء هذا بمقر أول أسبوعية مغربية بالعربية تحمل إسم ” مغرب اليوم، وهي الجريدة التي كان قد أصدرها رجل الأعمال في مجال السياحة عبدالهادي العلمي…

 

في ذلك اليوم من سنة ألف وتسعمائة وستة وتسعين، وعلى الساعة الحادية عشرة ، إن لم تخنني الذاكرة، دخل يوسف هناني متسللا إلى مقر” مغرب اليوم ” والحشمة تعلو محياه الشفاف حاملا معه ملف طلب للحصول على ” فرصة تدريب صحفي ” لمدة شهر أو شهرين إذا كان ممكنا ذلك..

عبدالرحيم
بقلم الإعلامي عبدالرحيم تفنوت

هكذا قال لي وأنا أرافقه إلى قاعة الإستقبال لوضع طلبه، وحتى يعزز من ثقتي به أخبرني أنه بصدد استكمال سنوات تكوينه الصحفي ولقد وقع اختياره على هذه الصحيفة لأنه يتابعها عددا عددا، ويطالع أغلب مقالاتها، هذا دون ذكر أن بعض أساتذته في المعهد يشتغلون ضمن فريق التحرير هنا…

وفي انتظار استكمال إجراءات قبول الطلب وتحديد تاريخ بداية التدريب، تقاسمت مع يوسف بعض الأحاديث المتفرقة عن أحداث وشخصيات كان يود معرفة المزيد عنها…

يوسف هناني
لقد تشكلت لدي شبه قناعة أولية بأن هذا الولد ” الحشومي ” قد اختار الطريق الذي يليق به، إذ في الإحتمال الكبير أنه قد يصبح صحفيا مهنيا ملحاحا…

يوسف هناني كان فتى ” صغير الرأس ” لا يعرف التبجح والإستعلاء، فمنذ الأسبوع الأول وبتكليف من هيئة التحرير تابعت معه إنجاز أول روبورطاج له عن حملة مدنية نظمتها شبكة من الجمعيات ذات النفس الإيكولوجي حول تنظيف شاطئ عين الذئاب،،،

في بدايته هاته أخرج يوسف بعضا من ذكاءه وفضوله الأولي، في التسلل وراء كواليس الحملة للتعرف عن فاعليها الأساسيين، وكيف جاءت فكرتهم، وفي أي اتجاه وأهذاف هم يسيرون… وهذا ماشجعنا على نشر مقالته دون تحفظ وعلى صفحة كاملة…

لم تنقطع علاقتي بيوسف بعد ذلك ،فلقد تابعت رحلته المتدرجة عبر تجارب مختلفة انتهت بالتحاقه بجريدة الإتحاد الإشتراكي…حيث سيأخذ مكانه ضمن هيأة تحريرها المتعددة الأقطاب…

يوسف الأخ الصغير، رحل قبل الأوان، ومن المؤكد أنه سيوقظ في ذاكرات كل الذين تعرفوا عليه وعرفوه شظايا ضوء وحنين
عن رجل لم يتردد يوما في اقتحام غواية الخبر وملفاته المتحركة….

فعلى روحك السلام، يايوسف
الحيوي والمشاكس …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى