مراكش…انطلاق أشغال الدورة 12 من المؤتمر الدولي السنوي “الحوارات الأطلسية”
انطلقت، امس الخميس بمراكش، أشغال الدورة ال12 للمؤتمر الدولي السنوي "الحوارات الأطلسية"، وذلك بمشاركة نخبة من المسؤولين والباحثين والخبراء الدوليين، الذين سينكبون على مناقشة الاضطرابات التي فرضت نفسها هذه السنة بحوض المحيط الأطلسي، والتفكير فيما يمكن أن يعنيه المحيط الأطلسي الأكثر حزما بالنسبة للعالم.
وتعرف هذه الدورة المنظمة تحت شعار “نحو أطلسي أكثر حزما وتأثيرا”، حضور أكثر من 400 ضيفا ،يمثلون 80 جنسية من الحوض الأطلسي.
هذا و يشارك في هذا اللقاء رفيع المستوى، المنظم تحت الرعاية الملكية للملك محمد السادس، بمبادرة من مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، حول موضوع “أطلسي أكثر حزما: معناه للعالم”، أزيد من 400 ضيفا من 80 جنسية مختلفة من الحوض الأطلسي.
كما سيناقش الخبراء والمحاضرون في هذا المؤتمر، الذي تتواصل أشغاله على مدى ثلاثة أيام، الآفاق الجديدة الناشئة في منطقة المحيط الأطلسي، بالاضافة الى مجموعة متنوعة من المواضيع الاقتصادية والجيوسياسية، مما يعكس التغييرات في المحيط الأطلسي الموسع والأكثر تكاملا من خلال مباحثات صريحة وغير رسمية وصادقة ومستنيرة وواقعية وتفاعلية، مع تشجيع النقاشات التي يمكن أن تترجم إلى إجراءات ملموسة.
وتتضمن المواضيع التي سيتم تناولها، مناقشات حول مستقبل الشراكات الاستراتيجية والتعددية، وظهور الجنوب العالمي، وإصلاح الهيكل المالي الدولي، والتحديات الحالية للديمقراطية بالإضافة إلى قضايا التغير التكنولوجي، من أجل انتقال مستدام.
وصرح، محمد لوليشكي الخبير البارز بمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد إن خبراء من عدة قارات ناقشوا سبل توحيد الجهود بين الشمال والجنوب لمواجهة التحديات الناجمة عن سياق دولي متقلب بشكل متزايد.
وقال ان بلدان المنطقة لا يمكنها التغلب على هذه التحديات بوسائلها الخاصة وحدها، مشددا على الحاجة إلى تعاون متعدد الأطراف من أجل تمكين الفضاء الأطلسي الأوسع من مواجهة هذه التحديات معا في إطار من التضامن.
وتابع قائلا: بان المبادرة الملكية المتعلقة بإفريقيا الأطلسية التي تطرق لها في الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى الـ 48 للمسيرة الخضراء، والتي تسعى الى خلق مجتمع افريقي مدمج على ضفاف الأطلسي.
بدوره، اشار إيان ليسر نائب رئيس صندوق مارشال الألماني (الولايات المتحدة الأمريكية)، أن التعاون شمال شمال لم يعد كافيا، ويستدعي منا تغيير خارطة العمل والتفكير في تعزيز التوازن على مستوى الأطلسي، وإعادة العلاقات بين الشمال والجنوب في بعدها العالمي.
الى ذلك، أشارت جاسيكا دي البا لوا أستاذة بجامعة نوف ليوون بالمكسيك، إلى أن الحديث عن البعد الأطلسي على مستوى القارة الإفريقية وعلى مستوى القارة الأمريكية، يكتسي أهمية خاصة، مؤكدة على ضرورة تعزيز التعاون مع البلدان الإفريقية.
وتوقفت عند الطاقات المتجددة التي من شأنها أن تمنح الطاقة لأكثر من 600 مليون افريقي، والاستثمارات في التكنولوجيا، والخيارات والفرص المرتبطة بالتغطية الصحية والخدمات.
واستعرض نونو دونورانها برنغاسا منسق على مستوى مركز الأطلسي، العديد من القضايا التي تشكل انشغالا مشتركا، انطلاقا من الأمن الغذائي والصحي، مركزا على أهمية الأطلسي علاقة بالأبعاد السوسيو اقتصادية في نمو البلدان المتواجدة على ضفاف الأطلسي.
جدير بالذكر، أن هذه الدورة من “الحوارات الأطلسية” ستبحث في مسألة الاستراتيجيات المشتركة الممكنة عبر تعميق فهم مضامين التصور الجديد للفضاء الاطلسي، بالتركيز على تعزيز التعاون الأطلسي، الذي يعتبر ضروريا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وخاصة بالنسبة لدول جنوب الحوض الأطلسي، من خلال 12 جلسة عامة سيتم بثها على الهواء مباشرة على شبكات التواصل الاجتماعي لمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد.
ومن بين المتدخلين في النسخة الحالية، يرتقب مشاركة خمسة رؤساء دول وحكومات سابقين، من بينهم أولسيغان أوبسانجو الرئيس السابق لنيجيريا، ولويس أسفالدو هرتادولاريا الرئيس السابق للاكوادور، بالإضافة إلى بامباغ برودجونغ وزير المالية والتنمية السابق بأندونيسيا، وريكاردو سانتوس الوزير السابق للشؤون البحرية (البرتغال).
ويشارك في الجلسات وزراء حاليون، بالإضافة إلى عدد من وزراء خارجية سابقين، معظمهم من الأعضاء المنتظمين في “الحوارات الأطلسية”.
وتماشيا مع التقاليد التي دأب عليها منذ إطلاقه، يواصل مؤتمر”حوارات أطلسية” منح الشباب مكانة بارزة حيث يشارك فيه 43 من الرواد الشباب من كلا الجنسين، تتراوح أعمارهم بين 25 و35 سنة، تم انتقاؤهم من بين 1200 مرشح طبقا لمعايير ارتكزت على روح المبادرة، قدرات قيادية، الرؤية المتبصرة، والطموح لتعزيز العلاقات عبر الأطلسي.
وشارك هؤلاء الشباب، في دورات تدريبية على القيادة تحت اشراف خبراء رفيعي المستوى في الفترة الممتدة مابين 11 و13 دجنبر الجاري، قبل أن يلتحقوا بالحوارات الأطلسية، التي صممت لتكون جزءا من تجربتهم، من أجل التشاور وتبادل الخبرات والتجارب لصياغة الأجندة الإقليمية والعالمية في مجالات السياسة والتمويل والأعمال والمجتمع المدني والأوساط الأكاديمية ووسائل الإعلام.
ومنذ إطلاقه سنة 2012، يسعى مؤتمر “الحوارات الأطلسية” الدولي إلى إخراج منطقة جنوب المحيط الأطلسي من عزلتها في النقاش الجيو-سياسي العالمي، وذلك بغية تسليط الضوء على إمكاناتها. كما تهدف “الحوارات الأطلسية” إلى تعزيز النقاش بين الشمال والجنوب دون محاباة، وعلى قدم المساواة، من أجل بلورة حلول مبتكرة.
اقرأ أيضا…
مراكش تحتضن الدورة 12 للحوارات الأطلسية بمراكش: نحو أطلسي أكثر حزما وتأثيرا