شهدت أسهم شركة “تسلا” للسيارات الكهربائية انتعاشة ملحوظة، حيث أضافت 33.5 مليار دولار إلى صافي ثروة إيلون ماسك أول أمس الخميس، بعد أن حقق سعر سهم الشركة أكبر ارتفاع يومي له منذ أكثر من عقد، هذه الزيادة القوية في الثروة تعزز من موقع ماسك كأغنى شخص في العالم، وفقاً لمؤشر بلومبرغ للمليارديرات، حيث ارتفعت ثروته إلى 270.3 مليار دولار، بفارق 61 مليار دولار عن جيف بيزوس، الذي يحتل المركز الثاني.
تجدر الإشارة أن سهم “تسلا” أغلق تعاملات الخميس بارتفاعاً بنسبة 22%، مما ساهم في زيادة مكاسبه هذا العام. و جاء هذا الارتفاع بعد إعلان الشركة عن تحقيقها لأكبر أرباح ربع سنوية منذ صيف 2023، حيث أثبتت “تسلا” قدرتها على تجاوز التحديات التي واجهتها في الأرباع السابقة، في حديثه خلال بث مباشر، توقع ماسك نمواً يصل إلى 30% في مبيعات السيارات للعام المقبل، وأشار إلى تحقيق “سايبر ترَك” (Cybertruck) لأرباح فصلية لأول مرة.
و يأتي هذا الأداء الجيد بعد أربعة فصول متتالية من الأرباح المخيبة للآمال، حيث عانت “تسلا” من تباطؤ في الطلب الاستهلاكي، مما أثار قلق المستثمرين، ومع ذلك، يبدو أن التحول في أداء الأسهم يعكس ثقة المستثمرين في قدرة الشركة على العودة إلى مسار النمو.
و تشكل أسهم وخيارات “تسلا” حوالي ثلاثة أرباع ثروة ماسك، بينما تشمل محفظته الاستثمارية أيضاً حصصاً كبيرة في شركات أخرى مثل “سبيس إكس” (SpaceX)، ومنصة الوسائط الاجتماعية “إكس” (X)، وشركة الذكاء الاصطناعي “إكس إيه آي” (xAI).
إن تنوع استثماراته يعكس استراتيجياته الابتكارية وطموحاته في مجالات متعددة.
و إلى جانب نجاحاته المالية، يبرز ماسك أيضاً في الساحة السياسية، حيث يدعم بشكل متزايد المرشح الجمهوري دونالد ترامب، فعلى مدار الأسابيع الأخيرة، شارك في حملات انتخابية في ولاية بنسلفانيا، حيث أنفق 75 مليون دولار على لجنة العمل السياسي الخاصة به، والتي تركزت على تمويل جهود الجمهوريين في التصويت والإعلانات الرقمية، وقد أشار ترمب إلى أنه سيسعى لطلب من ماسك رئاسة “إدارة الكفاءة الحكومية” التي ستعمل على تقليل البيروقراطية وتعزيز فعالية الأداء الحكومي إذا تم انتخابه لولاية ثانية.
و بالرغم من التحديات الاقتصادية التي تواجهها “تسلا” وسوق السيارات الكهربائية، فإن الرؤية الطموحة لماسك تساهم في دفع الشركة لتحقيق أرباح قياسية وتوجهها نحو تقنيات مبتكرة في مجال السيارات الذاتية القيادة والطاقة المتجددة. ورغم الانتقادات التي يتعرض لها بسبب دعمه السياسي، فإن تأثير ماسك في الساحة الاقتصادية العالمية يظل مثيراً للإعجاب والجدل، ليبقى شخصيةً متجددة قادرة على تجاوز الأزمات وإحداث التحولات الاقتصادية الكبرى.
