تعتبر الحركة الأمازيغية في المغرب من أقدم الحركات الاجتماعية التي ناضلت من أجل الحفاظ على اللغة والثقافة الأمازيغية، وهو ما جعلها جزءًا لا يتجزأ من النقاش الوطني حول هوية المغرب المتعددة.
إن هذه الحركة التي بدأت منذ عقودنضالاتها، والتي كانت تطالب بتكريس مكانة اللغة الأمازيغية في جميع مجالات الحياة العامة,، وخاصة في التعليم والإعلام، فضلًا عن تضمين الثقافة الأمازيغية في الاحتفالات والمناسبات الرسمية.
و في خطوة اعتبرت تاريخية، أقر الملك محمد السادس في مايو 2023 رأس السنة الأمازيغية كعطلة رسمية في المغرب، وذلك استجابة للمطالب المستمرة للحركة الأمازيغية التي طالما سعت للاعتراف بالثقافة والهوية الأمازيغية في السياسات الرسمية للمملكة.
و كانت من أبرز المحطات في مسار هذه الحركة هي إقرار اللغة الأمازيغية كلغة رسمية في دستور 2011، هذا التعديل الدستوري لم يكن مجرد خطوة قانونية، بل كان بمثابة اعتراف شامل بالهوية الأمازيغية كجزء من الهوية الوطنية المغربية، ومن هنا، بدأت مطالب الحركة تتخذ طابعًا أكثر وضوحًا ومباشرة، حيث ارتفع الصوت للمطالبة بإقرار رأس السنة الأمازيغية كعطلة رسمية، وهو ما يعكس الأهمية الثقافية والتاريخية لهذه المناسبة.
إن الاحتفال برأس السنة الأمازيغية يعتبر جزءًا من تقاليد قديمة في شمال إفريقيا، ويرتبط بتاريخ طويل من الزراعة والحياة الاجتماعية التي تميز المناطق الأمازيغية.
ومن تم فإن رأس السنة الأمازيغية لا يمثل مجرد بداية عام جديد، بل هو مناسبة للاحتفال بالتراث الأمازيغي والتأكيد على الروابط العميقة بين الشعب الأمازيغي وأرضه، حيث يحتفل الناس في هذه المناسبة بتقاليد عريقة مثل إعداد المأكولات التقليدية والاحتفالات الجماعية، مما يجعلها مناسبة ثقافية مميزة.
وابتداءً من 14 يناير 2024، سيحتفل المغاربة بهذه المناسبة لأول مرة في عطلة رسمية مدفوعة الأجر، مما يعكس التقدير العام للثقافة الأمازيغية.
إن إقرار السنة الأمازيغية عطلة رسمية لا يمثل فقط اعترافًا بالثقافة الأمازيغية، بل هو أيضًا خطوة نحو تعزيز قيم التعددية الثقافية في المملكة المغربية، من خلال هذا الاعتراف، يعزز المغرب من مفهوم الوحدة في التنوع، حيث يتم الاحتفاء بكل مكوناته الثقافية في إطار من الاحترام المتبادل والتقدير.