رأي/ كرونيك

كرينة خميرة الوطن

محمد الطالبي


24أبريل من سنة 1979، سيظل حاملا للجرح والآمل سيظل يوماً يذكر
الأحرار بأن ابن الشمس والتراب الشاب المخلوق من نور الحب والضياء محمد كرينة قد سجل في دفاتر العار بأنه رحل عن الدنيا وما هو براحل ولو كره القتلة. 

ذكريات الفتى الوسيم وصور توزع الحب على الشباب، وسليلو الحركة الاتحادية يتملون في طلعة هذا المهدي في كل حين ليذكر بيوم الأرض، بفلسطين الإنسان قبل الأرض والبناءات.كرينة ضلع من ثلاثية للدم المناضل المغدور، كما عمر والمهدي وسجلت الجريمة ضد مجهول معلوم.
للتاريخ وللوطن دم كرينة وعمر والمهدي منارة لعشاق الوطن، حيث هنا والآن مازال الدم المغدور، ومازلنا لم ننس لأن سؤال القتل أقوى حتى من القتل.


كرينة عاشق الحرية والوطن ،الإبن البار للشبيبة الاتحادية مازال حيا يطرح سؤال هوية هذا البلد، ويطرح سؤال آبائنا المؤسسين: من نحن وماذا نريد.

حين كانت الأيادي الآثمة تستل كل الحقد وتخنق جسداً مرهفاً في عتمة ظلام أقبية سخرت لوخز الوطنيين في وطنيتهم، كان الهدف أكبر من محمد وأكبر من أي عنوان صغير، كان المقصود اغتيال الشباب المغربي، بما هو حلم في التغيير والثورة من أجل الكرامة والعدالة والحرية.

في سنة 1979، كان المغرب مازال يلملم جراحه ويسترد الصحراء… كان الغرب بقيادة أمريكا يشن حملة بلا هوادة من أجل تركيع العرب، حيث نما بعد قومي متقدم من أجل الاستقلال الفعلي للعالم العربي. كانت الصهيونية حددت الهدف في ضرب العالم العربي…

الأجندات الصغيرة وصلت كل مكان. اغتيل المهدي بشكل لم نعرف له شكلا ولا طريقة حيث لم نجد دماً ولا جثة، فحتى المسيح عرفنا أنهم «»ما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم»«.. كل ما وصلنا أن المهدي مازال حيا يطارد القتلة في كل العالم، بعدها جاء الدم بعد الدم، جاء الدور على عمر ومازالت الأيادي القذرة تصر على أن تطل علينا كل حين كطيور الظلام، لتقول لنا: لأجل ذبح هذا الوطن، وكما فعلنا بعمر نفعل بالوطن في جريمة أشبه بإعادة التمثيل بجثة. كل الحقيقة في الأمر قتل عمر وما تبقى مجرد تمثيل، ومازلنا بانتظار من قتل عمر ونحن نعرف لماذا قتل وهذا هو الأهم.
انهض محمد، فدم الشهداء خميرة تصنع وتجدد حرية الأوطان.

المقال نشر قي 24 ابريل 2012 بجريدة الاتحاد الاشتراكي ، وانا احاول الكتابة عن يوم الارض وجدتني عاجزا واعتقد ان المقال مازال صالحا في سنة 2019 على الاقل ، هو العجز عن الكلام امام الدم المراق امام صمتنا الجماعي حتى اثناء التأبين ، ايها الشهداء معذرة نحن الجرح المفتوح على الامل نحن ونحن وكل الاخرين استمرار للحلم الاتي من شموس البلاد الحزينة.. يتبع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى