ثقافة وفنون

تأملات من وحي السويداء: قصة لمحمد عبد الله الكوا…

وتقتضي الأعراف أن يصطحبها الى أقرب مكتب إداري من سكناهم ، وماكان سيفعل لولا أن حضورها ضروري لتوقيع وثائق مهمة ، وهي مسرورة بهذا الأمر على بساطته، قابلت المرآة الكبيرة لتتملى ماتبقى من جمال ايام زمان ، وهي راضية على كل حال بجمالها حتى اليوم ، لكن وهي ستزور إدارة فلابأس من أن تزيد رتوشات تتفنن كبقية نساء العالم في اختيارها ، وجه دائري ابيض مثير ، وعينان مثيرتان أكثر برموشها التي زادها الكحل الإصطناعي اتساعا ، كرموش مهر كانت سلاحها ايام المراهقة ، وإلا فما الذي أغرى هذا التاجر الكبير في دفع كل ذلك المال في عرس ليلة تحفه ثلاث ليال من الفرح والأكل والزغاريد؟ ، كل النساء يؤرخن ليوم الدخلة ، اما الرجال عرسانا فيؤرخون لشيء آخر ….المهم

قصة

اتقنت ، ولبست اللحاف المفتوح اللون تزينه أزهار منحوتة بتساو على المساحة ، وتحت اللحاف أفضل كسوة سوداء محصورة على الذراعين ، ولا بأس من أن تضع على معصمها ساعة انثى مثيرة عقرباها تابثان منذ أكثر من سنة على ساعة غير صحيحة سوى مرة واحدة كل يوم….

ينادي العم ، ولنسمه حسان بتشديد السين ، لتمر القصة فقط ..مثلما نضيف الوصف لما نعرف ولما نتوقع اننا نعرف ، وهذه من حسنات الإبداع وتسمى تخييلا،
ينادي حسان : شغل نساء ، اما آن لنا ان نخرج لقضاء مآربنا ياامرأة ؟؟؟ كل التخلف مصدره النساء تفو !!!!!

وهي تقبل مثل هذا الكلام ، على الأقل امام لحظة فرح مستقطع ، كل الرجال مستعجلون ، وجل النساء مستثقلات في سلوكاتهن : – قادمة ، أصبر يارجل !!
– هذا أكثر من الصبر ….@!!

ولما يكمل قلقه المصطنع في الغالب ، حتى يسمع وقع الحداء ينقر مقتربا يحمل هذا الجسد الأنثوي في نضجه وابهى حلله ، تسير صاحبته بخييلاء مثيرة ، وفي نفسها احساس يكاد يقفز من محياها المنتعش ، مالي لاأتجمل ، ومالي لا ألبس ؟ ولدي ما يكفي للتنويع من ملاحف البيضان مايغطي سنة ، آه ، لو كان هذا الرجل يفسح لي أن أبدو له كل يوم ملكة ، بعد ان كان يراني أميرة زمن الخطوبة ، فهو على كل حال يغدق علي من جميل الكسوة ، فهو لايبخل إلا في أوقات لايتحملها وانا أعرفها ولا أتحمله فيها ….

انثى

يخرج الإثنان إلى الإدارة ، وفي نفس الرجل تتلاطمه موجتان ، موجة سعادة ان هذا البناء الأنثوي المفصل يغريه إلى حد الجنون ، ألم أقل لكم يوما على تدوينة ؛ إن المرأة والبحر يتشابهان ؟؟؟ فهاهي أنثاه تخرج فاتنة بعد عبوس ايام في المطبخ والغسل ورائحة جافيل ، وصراخ العواويل و.رائحة العرق البارد في الغالب وسط مشاغل العيش الكثيرة …او في احسن الأحوال بتكاسل وأحلام يقظة امام مدبلاج الفلم التركي ، بعد انتهاء المكسيكي / الأحلام

والموجة الثانية التي تنازع عمي حسان ؛ حالة من القلق ، لنسمها نوع من الغيرة التي يغطيها كل رجل بغطاء ليصرف عن حقيقته الأنظار ، ولأن الغيرة أصلا للنساء ، فإن أغلب الذكور يوارونها خلف غضب آخر يفتعلون فيه خصامات هامشية عادة ماتصل ذروتها فتتحول إلى نصح بالدين وبالتجارب ، كما يفعل الممثل كبور مع الشعيبية تماما ، ولو لم يفعل كبور ذلك ، لما ضحك الناس ، فالناس لايضحكون مع كبور و” زوجه ” الا لأنه يضعهم امام مايجتهدون في إخفائه من جزئيات ومشاعر متلاطمة ، يرون أنفسهم في الكثير من كلامه حتى ولو كان ” كلام بايخ /كما يحب المصريون )…

سارا على الطريق معا ، هي مزهوة رغم مايغطي كريم لفون دتان من مآسي محفورة على الجبين الذي كان جميلا أكثر ..وأحمر شفاه خفيف لاتحبه بارزا إلا في غياب بعلها عادة ، خوفا من بطشه المجنون ، فعادة ما تمسح بمنديل أحمر الشفاء كلما أدى مهمته التي من أجلها وضع ، قبل العودة من فرح الى الدار وتلك قصة أخرى …

وهو الى جنبها مزهوا بهذا الزين لي عندو ، ولكن قلقا على اجتهادها في إظهار مفاتنها ، بل يزداد حنقه عندما تتغنج أنثاه مظهرة ساقها الجميلة ، سلاحها الأفتك لأنظار القناصين للواجهات ، تتبدل مشية كل انثى كلما لبستها الملابس الجديدة …هي تحس بذلك بزهو وهو يحس بذلك بطعن في الداخل عميقا …

وصارا أمام الموظف الذي لما رفع رأسه ، لم يخف انشداده إلى هذه المرأة التي تجملت في ابهى صورها :
– بطاقة تعريفك الأخت ؟

– هي لك ، بسرعة قدمها حسان وهو يترقب جزعا من لاشيء،

الموظف يسأل المرأة ليتبث المعلومات من بطاقتها ، ويتأكد منها شخصيا ، وحسان ينوب عنها بسرعة المسؤول عن الوضع ، ولما نبست المرأة في جواب واحد فقط كمن يريد ان يبين انه ليس لا أبكم ولا أصم ، بل بين صوتها الرخو مصدر آخر من مصار قوة انوثتها، فسارع الزوج الى الاستدراك ، كمن مسه سهو على غير رغبة ، هكذا يكون التجار في الغالب ، لابد ان تسترقهم لحظات بيع او نزاع او شد او استقدام بضاعة او مكالمة زبون او ….فيغفلون عن محيطهم ثم مايلبثوا ان يعودوا مسرعين ….

رفع الموظف رأسه عن السجل وهو يسأل ؛ وليته لم يسأل ، هو نفسه أحس فيما بعد انه تسرع في ماذهب إليه :
* أهذه ابنتك ياسيدي ؟؟؟؟؟؟

كلمة ، ابنتك ، نزلت على التاجر كطعنة أبدية ، وهو وإن حول النقاش الى خصام مع الموظف ، معتبرا أنه يدخل اسواق لا تهمه ، فقد أحس بقلبه يتوجع ، ضرباته متسارعة ، عيناه الحمراوان تزدادان احمرارا ، شعره المنفوش كأنما ازداد تشتتا ، وهو على كل حال غير معتن بمظهره كغالب التجار ، فلا وقت لديه الا للربح ، والربح فقط ، وحتى هذا البطن الممتلئ يزيده عمرا على عمره الأصلي ، والأدهى من ذلك ان رشاقة انثاه ، في مجتمع يحب سمنة النساء ، ويعشق الهامات الدائرية ، لا تستجيب لها هذه الماردة ، جمالها في رشاقتها ، وأزمته هو في شكله المنتفخ يزيده عمرا على عمره الحقيقي …

اما هي فقد احست بنصرها عليه سرا وأيقنت أن ماينتظرها ليس بالقليل ..كل النساء يشممن البلاء الزوجي قبل وقوعه ، إلا السعيدات اللواتي يقتلن الرجال باللامبالاة …ههههه

ابنتك ؟؟؟؟؟ كلمة ، كلمة واحدة ، من رجل بعيد ستجعل الماضي والحاضر يعانيان حتى في المستقبل …وقد شوهدت لاحقا وعلى مدار ايام وأشهر مناوشات خرجت عن جدران السكن والليل اللباس ليشهد الكثيرون وقوف هذه الرفقة على شفا انفجار…وأطفال يتجرعون المرارة وهم يكبرون ويسمعون ويدركون ، ومايسمعون سيكون له اثر على ماسيكونون ، أكيد بكلمة قد يودع الكائن حياة ويستقبل حياة ، سعيدة كانت او شامتة تماما ..
كلمة ، عنها ستتولد كلمات من معجم الإساءة الذي لا حد له ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى