الرئسيةثقافة وفنون

ستيفن سبيلبرغ ينال أبرز جوائز “غولدن غلوب” الساعية إلى تلميع صورتها

لوس انجليس (أ ف ب) – فاز المخرج الأميركي ستيفن سبيلبرغ، الثلاثاء، بجائزة “غولدن غلوب” في فئة أفضل مخرج عن فيلمه “ذي فيبلمانز” (The Fabelmans) الذي نال أيضاً جائزة أفضل فيلم درامي، في الدورة الثمانين لهذه المكافآت التي نُقلت تلفزيونياً بعدما حُرمت من ذلك العام الفائت، رغم الفضائح التي طاولت منظّميها أخيراً.

وحصد فيلم الكوميدي التراجيدي الإيرلندي “ذي بانشيز أوف إنيشيرين” (The Banshees of Inisherin)، الذي يصور النهاية المفاجئة للصداقة في جزيرة إيرلندية صغيرة في عشرينيات القرن الفائت، ثلاث جوائز “غولدن غلوب” بينها أفضل فيلم كوميدي وأفضل ممثل لكولين فاريل.

واستُوحي فيلم “ذي فيبلمانز” بشكل واسع من طفولة ستيفن سبيلبرغ، ويتناول قصة شاب يهودي أميركي كان يحلم بالعمل في مجال إخراج الأفلام خلال ستينات القرن الفائت، في الوقت الذي كانت الخلافات تسيطر على علاقة والديه الزوجية.

وأكّد سبيلبرغ وهو يتسلّم الجائزة أنّه لم يكن يتمتّع بـ”الشجاعة الكافية لمواجهة هذه القصة بشكل مباشر”.

ومع أنّ تفاصيل من حياته الشخصية تظهر في بعض أفلامه كـ” إي.تي” و”كلوز إنكاونتر أوف ذي ثيرد كايند”، على حدّ قوله، إلا أنّ المخرج الذي خسر والده عام 2020 ووالدته عام 2017، انتظر حتى سنّ الخامسة والسبعين ليتناول طفولته في عمل سينمائي.

وحاول القائمون على الحدث تلميع صورته بعدما حُرمت الحفلة من النقل التلفزيوني وواجهت مقاطعة من القطاع، بسبب اتهامات بالعنصرية والتمييز على أساس الجنس والفساد استهدفت رابطة هوليوود للصحافة الأجنبية، الجهة المنظمة له.

وبعد سلسلة من الإصلاحات لتجديد الرابطة التي لم يكن في عدادها أعضاء سود في عام 2021، وافقت محطة “ان بي سي” الأميركية على بث حفلة “غولدن غلوب” بنسختها الثمانين.

غياب أسماء سينمائية بارزة
وكانت الأنظار تتجه أيضاً إلى حضور أو غياب النجوم الذين دُعيوا إلى الحدث، لرؤية ما إذ كانت هوليوود مستعدة لعودة “غولدن غلوب”.

طاقم فيلم الكوميديا التراجيدية الإيرلندية “ذي بانشيز أوف إنيشيرين” على هامش حفلة توزيع جوائز “غولدن غلوب” في لوس أنجليس بتاريخ العاشر من كانون الثاني/يناير 2023
طاقم فيلم الكوميديا التراجيدية الإيرلندية “ذي بانشيز أوف إنيشيرين” على هامش حفلة توزيع جوائز “غولدن غلوب” في لوس أنجليس بتاريخ العاشر من كانون الثاني/يناير 2023 © فريدريك ج. براون / ا ف ب
وسُجّل حضور أسماء بارزة في المجال السينمائي، منهم المخرجان جيمس كامرون الذي حضر عن فيلم “أفاتار: ذي واي أوف ووتر” (Avatar: The Way of Water) وغييرمو ديل تورو الذي فاز فيلمه “بينوكيو” (Pinocchio) في فئة أفضل فيلم رسوم متحركة. وحضر على السجادة الحمراء أيضاً الممثل براد بيت والمغنية ريهانا.

إلا أنّ الحدث شهد غياب أسماء بارزة أخرى. فلم تحضر الممثلة كيت بلانشيت التي فازت بجائزة “غولدن غلوب” في فئة أفضل ممثلة في فيلم درامي عن دورها في “تار” (tar).

كذلك، سُجّل غياب فائزين آخرين بينهم كيفن كوستنر (“يلوستون”) وزندايا (“اوفوريا”) وأماندا سيفريد (“ذي دروب اوت”)، وتوم كروز الذي أنتج “توب غان: مافريك” (Top Gun: Maverick) وأعاد جوائز “غولدن غلوب” الثلاث التي حصدها عام 2021 في خطوة احتجاجية، والممثل بريندان فريزر الذي رشح عن فيلم “ذي وايل” (The Whale).

وحضر الممثل أوستن بتلر لاستلام الجائزة التي فاز بها عن أفضل ممثل في عمل درامي، بعد تجسيده دور ملك موسيقى الروك أند رول إلفيس بريسلي في فيلم “إلفيس” (Elvis).

ووجّه الممثل الأميركي كلمته إلى المغني الراحل، قائلاً “لقد كنت أيقونةً وثائراً، وأنا أحبك جداً”.

وفي الأعمال الكوميدية، فازت ميشيل يوه بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في إيفريثينغ إيفريوير اول آت وانس (Everything Everywhere All At Once)، كما نال الممثل الفيتنامي كي هوي كان الذي يؤدي دور زوجها في العمل، جائزة في فئة أفضل ممثل في دور مساعد.

نهفات المقدّم
لم تخلُ الأمسية من سهام وجهها مقدّمها الفكاهي الأميركي جيرود كارمايكل، الذي سخر من نقص التنوّع الذي أصبح بمثابة عبء على رابطة هوليوود للصحافة الأجنبية.

وقال “سأخبركم عن سبب حضوري الحفلة. أنا هنا لأنني أسود”، واصفاً نفسه بـ”الوجه الأسود لجمعية بيضاء محاصرة”.

وفي مواجهة الجدل، جددت رابطة هوليوود للصحافة الأجنبية لجنة تحكيم جوائز “غولدن غلوب”، مع إضافة 103 مشاركين ليسوا أعضاء كاملين في الجمعية، بينهم عدد كبير من النساء والأشخاص من الأقليات العرقية.

ودافع بعض الحاضرين عن هذه الإصلاحات.

وقال مخرج جيمس كامرون لوكالة فرانس برس “أعتقد أنه ينبغي الإشادة بهذه الخطوة، كون مؤسسة بهذا الحجم أقدمت على تغييرات جذرية مماثلة”.

ويبقى أن يتّضح ما إذا كانت خطوة الرابطة كافية لتستعيد جوائز “غولد غلوب” بريقها وتأثيرها في المجال السينمائي. ففي السابق، كان يشكل الفوز بجائزة خلال الأمسية أداة تسويقية قيّمة من شأنها إطلاق حملة ناجحة لجوائز الأوسكار العريقة المرتقبة في 12 مارس.

إلا أنّ قدرة جوائز “غولدن غلوب” على التأثير تراجعت كثيرا ولفترة طويلة بحسب الصحافة المتخصصة. وهذا العام، حتى شركات الإنتاجات التي كانت تحتفل بعد الأمسية بفائزيها، أحجمت عن تنظيم هذه الحفلات الفخمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى