ثقافة وفنون

كوكاس: كانت عزيزة يحضيه عمر بسمة عصية عن الذبول..همة من النشاط لا أستطيع بكل”رجولتي”مجاراتها

لم تكن عزيزة يحضيه عمر، بالنسبة لي مجرد شاعرة مغربية أو رئيسة رابطة كاتبات المغرب، ولا زميلة في معهد تدريس الصحافة، بل كانت أكثر من أخت وصديقة، تقاسمنا جبالا من الملح والطعام، وأحلاما وطموحات بلا حدود، أتذكر ما قالته لها الراحلة فاطمة المرنيسي يوما: “أخاف عليك، وأقدر شجاعتك.. ستحزنين كثيرا في هذا الواقع الذكوري، لكني أثق بحماستك”.
كوكاس
بقلم عبدالعزيز كوكاس
حين جاءني نبأ وفاتها عبر هاتف ابنتها سومية، لم أصدق.. لأننا كنا حتى وقت متأخر من الليلة السابقة نتكلم عن مشاريع مشتركة وعن هموم تقاسمناها بنبل.. وفي الوقت الذي كانت الأخت والصديقة خديجة الزومي رئيسة منظمة المرأة الاستقلالية تهيء لتكريم الراحلة في شهر مارس القادم، وهيأنا لوازم الحفل، بما فيه البورتريه الذي أنجزه الفنان محمد السالمي بريشته الأنيقة..

عزيزة

خُطفت منا عزيزة يحضيه في غفلة عن أسرتها وهي التي لم تشف بعد من فقد والدها.. غادرتنا دون أن تلقي علينا تحية الوداع الأخير..
كانت عزيزة يحضيه مثل بسمة عصية عن الذبول، همة من النشاط لا أستطيع بكل “رجولتي” مجاراتها، وأحلام بآفاق واسعة، لكن قلبها لم يسعفها على الذهاب نحو أعمدة هرقل كما تشتهي، حنان متدفق، بهجة صحراوية مليئة بالعطف الإنساني، ضحكتها تحاكي خفة الفراشات، وهي وسط ملحفتها التي لم تغادرها يوما، ظلت تدافع عما تحول لديها إلى عقيدة، حق المرأة في الوجود الإبداعي والمساهمة بقوة في متروبول الإنتاج الرمزي بدون هوادة..
الأديبة والشاعرة عزيزة يحضيه عمر شقواري
الأديبة والشاعرة عزيزة يحضيه عمر شقواري
عزاؤنا واحد في عزيزة يحضيه وما يخفف وجع الفقد هو هذا التلاحم الذي وجدته في الساحة الثقافية والإعلامية غداة الرحيل.. إنا لله وإنا إليه راجعون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى