ثقافة وفنون

عبد الكريم جويطي في ضيافة ن و ت ببرشيد: أكتب للمغاربة وأحترم القارئ أثناء ممارستي للكتابة

بدعوة من اللجنة الثقافية للنقابة الوطنية للتعليم، المكتب الإقليمي برشيد، المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديموقراطية للشغل، حل الروائي عبد الكريم جويطي ضيفا على هذه المدينة وقرائها ومبدعيها ومثقفيها، يوم السبت 19 مارس على الساعة العاشرة صباحا، بفضاء Le jardin، وفتح صدره للحضور، ولأسئلة الإعلامي والمترجم محمد جليد، الذي حاوره في هذه الجلسة، منطلقا من انشغالات الكاتب الثقافية والفكرية والاجتماعية المتنوعة، ومن أعماله الروائية السابقة العديدة، ومركزا على عمله الروائي الأخير “ثورة الأيام الأربعة” الصادر عن المركز الثقافي العربي، سنة 2021، الذي أكد مبدعه، أنه جزء أول من رباعية ستصدر تباعا قريبا.

استهل الروائي إجاباته بالتنويه بعمل اللجنة الثقافية وبتثمينه عاليا، مشددا على كون العمل الثقافي في إطار نقابة تعليمية، رافعة قوية للنهوض بالعمل التعليمي والثقافي في المنطقة، وتحصينا للأستاذ ضد الانزلاق وراء هموم يومية بسيطة تنأى به عن الأهداف السامية المرجوة منه. إنه جزء من النضال الديموقراطي الذي آمن به الكاتب بديلا عن الثورات العنيفة التي لم ترسخ قيما ومبادئ على مر العصور، بل خلفت ضحايا كثرا وثغرات واختلالات اجتماعية وسياسية عميقة.

بعد ذلك حاول الكاتب بسط رؤيته للإبداع والكتابة الروائية التي لا يمكن بحال أن تبتعد، بحسبه، عما جرى ويجري في واقعنا المغربي، منذ “أزمنة الرصاص” إلى الآن، وفي منطقة بني ملال-تادلة على وجه الخصوص، المنطقة التي يعمل جاهدا للالتفات إلى تاريخها ورموزها وثقافتها الشفهية المهملة أو المنسية، وحكاياتها وقصصها، التي مازال الكثير منها طي الإهمال أو النسيان أو اللبس والإقصاء. ولذلك يتحول الكثير من هذا التاريخ، والحكايات، والشخصيات والثقافة، إلى العالم التخييلي والروائي الذي يبنيه جويطي بشغف واقتدار، ويرى أنه لا يمكن أن يشيد إلا بهذه الطريقة في الكتابة الروائية، التي تحتفي بالحكاية وتعيد الاعتبار للمادة الحكائية. ولا تخرج الرواية الأخيرة “ثورة الأيام الأربعة” عن هذا السياق، لذلك سيتكثف فيها الزمن، ويقصر، لصالح اتساع ورحابة في الأحداث والشخصيات واللغات والمواقف.

وفي معرض هذه التوضيحات أكد جويطي أنه يكتب للمغاربة، وكثيرا ما رفض اقتراحات الأصدقاء، والزملاء الكتاب، بشرح بعض مفردات الدارجة المغربية التي ترد في رواياته، أو استبدالها بمقابل عربي. كما أنه، تقديرا منه للزمن الذي يقتطعه القارئ من وقته للقراءة في زمن الانشغالات المتعددة، يحترم، إلى درجة قصوى، هذا القارئ ويفكر فيه وهو يكتب، ويحرص على أن يقدم له جديدا متميزا وإضافة نوعية. ومعلوم أن جويطي دأب على القيام بأبحاث مختلفة موازية لأعماله الروائية، أبحاث في التاريخ، والثقافة المحلية، والأدب الشفهي والمكتوب لمنطقة بني ملال -تادلة، ولعل ذلك ما يشكل روافد ومرجعيات غنية ومتنوعة لإبداعاته وعوالمه المتخيلة.

ورغم كون اللقاء تركز حول العمل الأخير لجويطي، إلا أن رواياته السابقة كانت حاضرة سواء في إجابات الكاتب أو في تدخلات الحاضرين، خاصة روايته “كتيبة الخراب” ورواية “المغاربة” التي حازت، سنة 2017، جائزة المغرب للكتاب، صنف الرواية.

وفي الختام، وتلبية للطلب الملح لقراء مدينة برشيد والمتتبعين لأعماله الروائية، وعد الأديب والروائي جويطي أن يخصهم بتوقيع للأجزاء الموالية ل”ثورة الأيام الأربعة” بعد صدورها، وحضور لقاءات أخرى حولها ببرشيد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى