الرئسيةسياسة

كريم التازي: أكبر ضحية “للصفقات والتوافقات الضمنية” بين الدولة والأحزاب والنقابات هي المدرسة العمومية

أكد التازي أنه ولحدود الان لم نستطع قول الحقيقة في هذا الموضوع الذي حكمته خيارات سياسية استراتيجية ليس فقط من طرف الدولة والنظام بل كانت محصلة توافقات وصفقات ضمنية ما بين الدولة والنقابات والأحزاب

انطلق الفاعل الجمعوي، كريم التازي، في تشخيصه لوضعية المدرسة العمومية وما تعيشه من أزمة، من تقرير النموذج التنموي الجديد، حيث أرجع أزمتها لثلاثة عوامل رئيسية، أولها أزمة التعليم الذي لم يعد قادرا على منح التلميذ المغربي منفعة سواء لجهة اكتساب كفاءات أو لجهة التوفر على مهارة “فن العيش”، فيما العامل الثاني يرتبط بثقة المجتمع في المدرسة العمومية، وما نتج عن بعض مسلكيات رجال ونساء التعليم تجاه أولياء الثلاميذ، وأزمة مؤسساتية مرتبطة باهتزاز ثقة المجتمع في المدرسة العمومية كوسيلة ارتقاء اجتماعي.

جاء ذلك، في بث مباشر “لاستماع”، في موضوع “كيف نجعل من المدرسة مؤسسة حية”؟، وذلك على صفحة حركة معا، حيث أكد التازي أنه ينطلق في عرض أفكاره في الموضوع من ثلاثة تجارب، تجربته كفاعل جمعوي، وتجربته انطلاقا من المركز الثقافي “لوزين بعين السبع”، ثم من تجربته في لجنة النموذج التنموي، حيث أكد أنه ولحدود الان لم نستطع قول الحقيقة في هذا الموضوع، الذي حكمته خيارات سياسية استراتيجية ليس فقط من طرف الدولة والنظام، بل كانت محصلة توافقات وصفقات ضمنية ما بين الدولة والنقابات والأحزاب.

واشار كريم التازي ضمن المداخلة ذاتها، أن في قضايا محددة من قبيل تجربة التعريب، التي كان بإمكان المغرب أن ينجح مثلما نجحت دول أخرى من مثل لبنان، غير أنه ونتيجة أن موضوع التعريب مورس بكيفية معينة، وكان أقرب لصفقة، مثلما خاصل اليوم مع حرف تيفناغ الذي ما نحن تمكنا من تعلم الأمازيغية باللاتنية ولا بهذا الحرف، لأن الصفقة كانت غايتها حل وسط يرضي العدالة والتنمية من جهة والحركة الأمازيغية من جهة أخرى.

في السياق ذاته، شدد التازي التأكيد أنه وفي غمار هذه الصفقات الضمنية والتوافقات الضمنية والنفاق، كان الضحية الأولى والأساسية هو التعليم، وفي أخطر هذه الانحرافات التي عرفتها المدرسة العمومية، كان إشكال تدبير تكوين رجال ونساء التعليم، وتأجيرهم بدون الاشتراطات التي كانت تلتزم بها الدولة في توظيفهم، لصالح توظيفات حتى بدون كفاءات ولا تكوين.

في السياق ذاته، أفاد المتحدث نفسه، أن التعليم بات وسيلة تستعمل للاستقرار، بحيث أنى كانت وزارة معينة توجد بها نقابات قوية تتخلى الدولة عن وظيفتها، حدث ذلك في التعليم وفي الصحة والعدالة، والتي أدت للخوصصة من طرف موظفيها.

إلى ذلك، اعتبر التازي أن انصاف رجال ونساء التعليم مسألة مهمة، باعتبار أن ليس كل هؤلاء بدون كفاءات ولا تكوين أو فاسدين، غير أنه علينا أن نربط الترقية بالنتجية، أي الذي يشتغل مهنيا بشكل جيد ويحقق نتائج هو من يجب أن يرقى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى