رأي/ كرونيك

ها عار الله… لَماَ سْكُت يا وزير الجواربية…

أخازي5
بقلم: خالد أخازي روائي وإعلامي

الحكومة تريد منح الموظفين والموظفات حق ممارسة العمل التجاري…
تريد أن تنهي مع وقار وهيبة الوظيفة العمومية…
سير على الله…
الأمر يبدو جذابا في ظاهره ولكنه مكيدة…
الأمر ظاهره رحمة وباطنه نقمة…
هل من الموظفين والموظفات من نادى بذلك..؟
هل هذا الفتح البورجوازي جاء في مطلب نقابة ما….؟
لا طبعا…. بل جاءت به حكومة أخنوش…

تذرعت بحق لم يطلبه غير من يجمع بين صفة موظف سام ورغبة التواجد في نقابة الباطرونا…
هذا مطلب الموظفين والموظفات الباطرونا … فيهم من يشتغل في النوار و وفيهم من له رقم تأجير ويدير الضيعات والشركات وتضخ له وزارة لقجع الملايين سنويا… هؤلاء من يهمهم هذا القانون المقترح
لقجع يعرف كثيرا منهم…. ورؤساء الجماعات… والإدرات المركزية
كما تعرفهم جزءا منهم عمدة الرباط التي هشت على عش الدبابير… فجاءها الرد من بعض حاضنات الريع… صمتت كما صمت قبلها الخلفي والرباح… فالعبث مع الكبار كاللعب بالنار…


يريدون أن يديروا مصانعهم وشركاتهم في وضح بالعلالي…. يالقانون….وبذلك الاكتفاء بصفة المالك لم تعد مثيرة ..يريدون ممارسة دورا فعليا على كرسي القرار…. يدخلون من البوابة الرئيسية بدل الباب الخلفي… لن يهربوا من العيون والكاميرات… يريدون الجلوس مع النقابات بقبعة الباطرون… يريدون تحية الصباح على بوابة الوزارة أو المؤسسة العمومية وتحية الزوال على بوابة المصنع… ذي المصعد الخاص بهم… يريدون حتى لذة مكتملة غير منقوصة..
القانون سيمنحهم الجمع بين المنصب السامي والكراسي العالي والزعامة والنقابة ولمَ لا المشيخة…
أما أنت فلا حظ لك من لعب الكبار غير تجارة تفلس قبل أن تبدأ..
أو وظيفة ثانية تقتلك قبل المعاش…
أو ذلا وهوانا في جحيم الطرقات والأحياء..
فلا تصدقهم…. فالأمر لا يعنيك… كالمغادرة الطوعية…. ربح الكبار وبررها الصغار وشرعنها الهاربون بعللهم من أتون الوظيفة الهمومية..
قل ما تريد… وحدك تما…
الحكومة….تمنحنا نحن الموظفين والموظفات حق ممارسة التجارة…
ربما مصدر دخل جديد… يلهينا عن مطلب اجتماعي مرهق جديد…
ربما مجرد دخل جديد…تجارة… بيع وشراء.. خدمات.. تنهك العقول والجسد… فيغدو مطلبنا الأكبر غفوة عابرة…أو راحة مستحيلة…
ماذا سنفعل…؟
لو كنت موظفا… لبعت الجوارب… لقيمتها الاستخباراتية… سأبيع جوارب شفافة بلا لون يشق على حامل الأختام العبد اللطيف وهبي.. التوصل بتقرير عنها….
وهبي لمَ لم ْ تظل لطيفا…؟
ناعما كطاوس في اليسار…
شرسا كيساري في اليمين…
أين حزام السلامة السياسي..؟
كلما تكلمت ” تسقط خيمة العرس”…
كلما نطقت نشم رائحة جورب عفن…
سمعت ما قلت لموقع معين…صورة ولغة…

وزير الطوطانية في نظرك غير مسؤول عما يطلبه الشباب… الوزير الطوطاني.. ” لا… أسي وهبي ماشي البروليتاري…. الصفة نسبة ألى طوطو” المهم … الوزير الذي قلت إنه يتعرض لحملة مغرضة… استجاب لطلب الشباب…
مغرضة…؟ الله يهديك… راه السيد براسو حشم …وتقول مغرضة….اتق الله…. وبعد على هذ المعجم ديال الكلاكلية…. ما بقاش تيجي معاك…


تذكير: رسالة وهبي إلى وهبي في رحلة الجوارب المشهورة:
سلام يا أنا…
من وهبي الوزير إلى وهبي رئيس جماعة تارودانت” بعد السلام علي وعليك أنت الذي هو أنا… عفاك يا راسي خصص شي أرض لي باش نبني محكمة… ”
وتقبل يا راسي تحياتي وتقديري…
لنعد…
وزير الطوطانية… لا يمكن أن يتحكم في حرية التعبير..
والناس حسب قولك” مشاو ناشطين”
واش بغيتي النشاط… دير شي فيلم فضائحي…
هذا ما قد يطلبه بعض الشباب
وكل شي غادي يمشي ناشط يا صاحب الاستخبارات الجواربية…
واحسبها حرية في التعبير…
ألا تفرق بين حرية التعبير و الإخلال بالحياء العلني والتحريض على استعمال ما يجرم القانون…؟
ماذا وقع لها يا وهبي؟
يا من أقسمت ألا تكون في حكومة لا ترأسها…؟
رجاء اصمت أنت وبنكيران وزيان وشباط و”إن المغرب لم يعد في حاجة إلى سياسيين انتهت صلاحياتهم وزمنهم السياسي المفترض نفد… كولاعة صينية… عامرة خاصها غير الحجرة..”
لهذا أحترم صمت أخنوش…
فقد تعلم أن الحماسة سم السياسة…
دعوني من هذا عبد اللطيف…. الله يلطف به…

أنا شخصيا … لو كنت موظفا… لن أنتظر السلالم ولا درجات لا تغني ولا تسمن من جوع…
سأبيع الخبز… على الطريق… أو عطرا بلا كحول وعباءات وسراويل قصيرة ونعالا مع إعفاء اللحية وقص الشارب… سيكون مكاني قرب المسجد..

فأنا موظف لن ينهرني القائد ولا المقدم… سيقولون” راه غير فلان…”
ربما سأبيع الحلزون… فهو تجارة مربحة جدا…وسأستعمل البدلة نفسها… فهي تصلح أيضا لصيكوك والمحلبة والدكوك والسفوف…وللعمل في المشرحة والحجرة والمخبزة والجزارة…
ماذا لو أبيع السجائر والنيبرو بالتقسيط… أهذا النشاط تجارة شرعية أم جريمة…؟
جاري بائع السجائر وحارس السيارات اشترى كبشا للعيد كالبغل…؟
لا أدري… فكل بيع بالتقسيط مشروع إلا الكرامة تباع دفعة واحدة…
هذا كلام كبير… الله يسترنا…ويحفظنا…
راني غير داوي وغادي…
لا تحققوا كثيرا… فالعبارة لا باطن لها… هي كما الظاهر…
فهي لا تجد حرجا فأن يحصل موظف على رخصة الثقة، ويدبر رزقه في سيارة أجرى…
السماح للموظفين والموظفات بممارسة التجارة

ولا تجد حرجا، أن تصبح للموظف فراشة يبيع الملابس الداخلية والخارجية والجوارب…
ولا ترى حرجا أن تعمل الموظفة بعد الظهر في المخبزة ومحل لبيع الشاورما والطعام الجاهز…
لا ترى حرجا أن يغادر الطبيب بعد نوبته ويلتحق بعيادته الخاصة…. أو بمستشفى خاص… والحقيقة أنها تريد التطبيع ما واقع موجود…
تريد تخريجة ذكية لمنح من له قدرات خاصة لجني المال ولو يحمل صفة موظف…
هكذا تبدو الأمور…
في الظاهر… توسيع مصادر الرزق للموظف والموظفة..
وكلما توسعت مصادر دخله قل الضغط الاجتماعي وتدني مطلب تحسين الأجور…
فهذا مقابل ذاك…
وإني أرى أن الذين يدفعون بهذا القانون المشروع…
والمتحمسين له…
هم من طبقة سامية من الموظفين…
مقاولون في الباطن…
ملاك شركات ومقاولات ومؤسسات تجارية….
يديرونها خفية….
هي لهم وليس لهم…
يمتلكون رأسمالا يفوضون غيرهم ولو ” كاري حنكو” ليحمل صفة متصرف…لأن الرأسمال جشع وشرس وأعمى ونهم وسره.
فهم يريدون كل شيء… كجرافة باخرة سرية

الشركة…. المقاولة …. المؤسسة الصناعية… والتدبير العملي في الوقت نفسه… تجميع الكراسي غواية بعض المسؤولين السامين…هي العدوى ذاتها المنجسدة في جمع المناصب في محتلف المجالس والمناصب والشركات الأحزاب والنقابات والجمعيات…. وباء مغربي بامتياز..
وصفة موظف سام…غير كاتبة
يريدون البزولتين…
وبزولة الدولة حصانة..
وبزولة الشركات ضمانة…
لا يخجلون من أنفسهم…
يريدون التجارة والسياسة والإمامة والقضاء والخطابة والوزارة…
لا تظن أن الأمر يعنيك..
يامن تفكر في سيارة أجرة بعد الظهر…
لا تظن أن الأمر يعنيك يا من تفكر في دكان بقالة أو محل لبيع كل شيء…
لا تظن أن الأمر يعنيك … أيها الممرض أو الطبيب اللذان يفكران في العمل برأسي مرفوعين في مصحة خاصة بعد العمل…
لا تظن أن الأمر يعنيك أيها الأستاذة وأنت تفرح لإمكانية العمل في القطاع الخاص دون فوبيا- الوفا…
لا تظن أن الأمر يهمك يا من يملك مخبزة أو مصبنة أو محلا لغسل السيارات…
با أحد يسأل عنكم…
بيعوا واشتروا…
الأمر يهم الكبار… فلا تتناطحوا مع الكبار…
الكبار… السامين… السامين جدا…
من غدا… يستطيعون في واضحة النهار وبكل شجاعة الجلوس على كرسي المدير العام أو رئيس مجلس الإدارة وتسيير شركات تدر الملايير…
لا تفرحوا يا صغار الموظفين والموظفات ..
فالأمر أكبر من فراشة أو تريبورتر أو نوبة ليلية في مصحة أو توليد حامل في مخاض عسير خارج أوقات العمل…
لا تفرحوا يا صغار الموظفين…
فالأمر أكبر من التحول رجل أمن خاص ليلا…وبائع بيتزا… وسائق سيارة أجرى… بقال يبيع السكر والزيت والحليب…
الأمر لا يعنيكم…
بل يعني من سحب من أجلهم قانون الأثراء غير المشروع…
بل يعني من يخافون ربط المسؤولية بالمحاسبة…
بل يهم الرأسماليين في عباءة موظف سام…
هم من يريدون كل شيء…
البحر والبر والجو…
النهر والرمل والمقابر…
الحاضر والغد… وما تبقى قابلا للتدوير الصناعي من الماضي…
فلا تفرح كثيرا… فلن تكون مديرا عاما…
وأقصى أمانيك أن تستغل بعد الظهر حتى تغفو على كرسي حافلة…
أو تنام على طريق…ولا تعرف الما بعد…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى