رأي/ كرونيك

هنيئا للمخرج الأوكراني أوليغ سينتسوف فوزه بجائزة ساخاروف لحرية الفكر…

لا يمكن لأي مدافع عن حقوق الإنسان في كونيتها وشموليتها إلا أن يتقبل النتيجة.. كنا نتمنى فوز ناصر،، ولكن كانت رغبة أغلب نواب البرلمان الأوروبي في اتجاه آخر،، وهذا هو منطق الديموقراطية التمثيلية،، أما الحديث عن تحكم الدوافع السياسية في اختيارات النواب، فهذا من باب السماء فوقنا،، وهو أمر لا يضرب في مصداقية الجائزة،،، ما دامت النتيجة هي محصلة تصويت حر، والكتلة المصوتة هي بدورها خارجة من صناديق الاقتراع،،

طبعا يخيفنا صعود اليمين، والمتطرف منه خصوصا، ولكن أعتقد أننا أبعد من أن نعطي دروسا في كيف تختار الشعوب من يمثلها،، في النهاية فاز بالجائزة شخص يستحقها،، مناضل وفنان يقضي عقوبة عشرين عاما سجنا بمعسكر اعتقال روسي قريب من القطب المتجمد الشمالي،،، فنان كان قدره أن يكون له رأي مخالف للسلطة الروسية بخصوص الحكم في بلده أوكرانيا،،،

لا أعتبر البرلمان الأوروبي أو مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة واحات الفضيلة والنبل،،، ولكن أعتبر أن كل ما يمكن انتزاعه من هذه الهيآت لصالح المدافعين عن حقوق الإنسان هو في صالح الديموقراطية هنا…. ومن هذا المنطلق اعتبرنا وصول ناصر للمرحلة النهائية انتصارا لسردية الحراك على سردية الدولة، خصوصا وأن المغرب يحظى بالوضع المتقدم لدى الاتحاد الأوروبي،، ومن هذا المنطلق كذلك سنذهب لجنيف من أجل الترافع ضد تجاوزات الدولة المغربية الحقوقية أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة رغم كل ملاحظاتنا على آلياته، بما فيها آلية الاستعراض الدوري،،، فالواقعية تقتضي انتزاع ما يمكن انتزاعه،، وليس انتظار ولادة المدينة الفاضلة أو عودة المهدي المنتظر..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى