اقتصادالرئسية

صوماكا تحتفي بإنتاج سيارتها المليون

احتفلت الشركة المغربية لصناعة السيارات (صوماكا)، الأربعاء بالدار البيضاء، بإنتاج سيارتها المليون منذ سنة 2005، العام الذي استحوذت فيه مجموعة “رونو” على المصنع، وكشفت عن الهوية البصرية الجديدة لعلامة “داسيا”.

وخلال هذا الحفل، الذي أقيم بحضور وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، قام الضيوف بزيارة الأوراش المختلفة لهذا المصنع ذي الدلالة الرمزية، قبل أن يشهدوا خروج سيارة “داسيا لوغان” من سلسلة التجميع تحمل الرقم التسلسلي “1.000.000” ومجهزة بالهوية البصرية الجديدة الموجهة للسوق المغربية.

وبالمناسبة ذاتها، قدمت للجمهور مجموعة “داسيا” مع الشعار الجديد الذي تم إطلاقه في وقت واحد ضمن جميع مواقع إنتاج العلامة التجارية حول العالم والمسمى بـ – Dacia Link -، وقد تم تصنيع سياراته الأولى في “صوماكا” وتجهيزها بالهوية البصرية الجديدة، كما ستصل إلى شبكة “داسيا” في المغرب اعتبارا من دجنبر 2022، بما في ذلك “داسيا لوغان” و”سانديرو ستريتوي” و”سانديرو ستيبوي”.

وهكذا، افتتحت “داسيا” فصلا جديدا في تاريخها مع اعتماد هوية العلامة التجارية الجديدة هذه التي تتضمن شعارا جديدا لمجموعتها الكاملة، ووكالات جديدة، وتصميم جديد، وألوان جديدة. بالإضافة إلى تغييرات في التصميم، كما يحمل هذا التطور التزامات للمستقبل، مع الاستفادة من القيم القوية التي صنعت نجاح “داسيا”.

وبلغ حجم الصادرات المغربية أكثر من 73000 سيارة في سنة 2021، وهي موجهة في المقام الأول إلى الأسواق الفرنسية والإسبانية والإيطالية، والتي تعد أكبر الدول المستوردة للطرازات المنتجة في “صوماكا”، والتي، بالإضافة إلى تلبية الطلب المحلي، تصدر أكثر من 75 في المائة من حجم إنتاجها الإجمالي.

ومنذ وصول مجموعة “رونو” إلى “صوماكا”، دخل المصنع الرائد في صناعة السيارات بالمغرب حقبة جديدة من التحول. بطاقة إنتاجية سنوية تبلغ 100000 عربة، يمتلك مصنع مجموعة “رونو” في الدار البيضاء منصة لوجستيكية تبلغ 5000 متر مربع، وقسما للصفائح المعدنية بتشغيل آلي بنسبة 20 في المائة وأقسام للطلاء والتجميع محدثة بالكامل.

وفي الوقت نفسه، تواصل “صوماكا” ديناميتها في التحسين المستمر مع إطلاق الصناعة 4.0 وإعداد العديد من البرامج التكوينية الموجهة لمستخدميها تماشيا مع هذا التحول التكنولوجي الرفيع.

وفي هذا الصدد، سلط المدير العام لمجموعة “رونو المغرب”، محمد البشيري، الضوء على جهود الاستثمار التي بذلتها المجموعة منذ الاستحواذ على “صوماكا” في سنة 2005، لاسيما في الرأسمال البشري والأدوات الصناعية 4.0، مشيرا إلى أن هذه التكنولوجيات الجديدة مكنت المصنع من زيادة الإنتاجية، وتوفير وظائف جديدة للفاعلين في مجال الصيانة، والبرمجة والأتمتة.

كما أشار البشيري إلى الاتفاقيات المبرمة مع الوزارة الوصية لإحداث منظومتين لصناعة السيارات، الأولى في عام 2016 والأخرى في 2021، بهدف رفع معدل الاندماج المحلي الذي بلغ 64 في المائة العام الماضي، ما يمثل زيادة في قوة وجودة قطاع السيارات الوطني.

وبعد الإشارة إلى أن هدف شركة رونو المغرب هو رفع معدل الاندماج إلى 80 في المائة بشكل آجل، أوضح بشيري أن المجموعة تعمل على تعزيز وتدعيم محيطها من الموردين المباشرين، على غرار أولئك من “الدرجة الأولى” الذين تطور عددهم من 16 في عام 2016 إلى 76 في عام 2021، ويشمل اليوم أكثر من 12000 متعاون.

وفي كلمة بالمناسبة ذاتها، أعرب مزور عن ارتياحه لإنتاج مليون سيارة في مصنع مجموعة “رونو” بالدار البيضاء، مشيرا إلى أن نفس عدد السيارات المصنعة طيلة 57 عاما – منذ افتتاح صوماكا في عام 1959 حتى عام 2016 – أي 500000 يعادل ما تم إنتاجه بين عامي 2016 و 2022.

وأعرب الوزير عن سعادته بأنه “في غضون 6 سنوات، حققت “صوماكا” إنجازا يتمثل في تحقيق، من حيث الطاقة الإنتاجية، نفس النتيجة التي تم الحصول عليها خلال 57 عاما من العمل (…) إنه مغرب اليوم، وهذا يشهد بقوة على التطور التكنولوجي الكبير لبلادنا التي تنجح حاليا في إنتاج السيارة الأكثر مبيعا في أوروبا”، مشير ا إلى أنه بهذه الوتيرة، ستحتفل “صوماكا”، عند متم السنوات الأربع المقبلة، بثاني مليون سيارة يتم إنتاجها.

كما سلط الوزير الضوء على الجهود التي يبذلها الرأسمال البشري في صوماكا، مفتخرا بانتمائهم إلى جوهرة الصناعة المغربية هذه، بحيث اشتغلوا فيها جيلا بعد جيل، بالنسبة للبعض، على مدى ثلاثة أجيال، منوها بالتزامهم وبنمط التعاون الاستثنائي بين مختلف الجهات المعنية والفاعلين الاجتماعيين.

وتوجه هذا الحفل، الذي حضره والي جهة الدار البيضاء-سطات، سعيد احميدوش، والمدير الصناعي لـ”داسيا”، كريستوف دريدي، والمدير العام لمصنعي طنجة و”صوماكا”، ميغيل أوليفر بوكيرا، إلى جانب مجمل الفاعلين في منظومة “رونو” بالمغرب، بتنظيم سحب قرعة سيارة لفائدة الفاعلين بالمصنع.

وتأسست مجموعة رونو في المغرب منذ عام 1928، وتنتج علامتين تجاريتين هما “رونو” و”داسيا”، اللتين تمثلان أربع سيارات من أصل عشرة من إجمالي المبيعات على التراب الوطني. ويقوم مصنع رونو في الدار البيضاء (صوماكا) بتصنيع طرازات علامة رونو منذ عام 1966 وطرازات من مجموعة “داسيا” منذ 2005.

وشهد تاريخ المجموعة في المغرب دفعة جديدة في عام 2012 مع افتتاح مصنع رونو طنجة، أكبر مصنع للسيارات في إفريقيا. ومن خلال تصدير معظم إنتاجها، فإن المصانع المغربية التابعة لمجموعة “رونو” تعد إحدى ركائز نموها الدولي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى