رأي/ كرونيك

من اعتبر العنصرية التي أدار بها الحكم المكسيكي المباراة منه فهو واهم.. شكرا لكم يا أسود الأطلس

بقلم نجاة زين الدين

بالرغم من فوز ماما فرنسا أو بالأحرى ( افريقيا)، لأن جل لاعبي الفريق الفرنسي هم أفارقة…ففريق وليد الركراكي يبقى مفخرة تاريخية إستثنائية في هذه الدورة، فكل اللاعبين منهكين، و اغلبيتهم مصابين…و مع ذلك لعبوا و غامروا بوضعهم الحرج، لأنهم أمنوا بحلمهم و تمسكوا به فأنزلوه على أرض الواقع…لولا تدخل الفيفا و ما أدراك ما الفيفا، مؤسسة عنصرية تفرق الأدوار و الفوز بمرجعية تفضيلية و احتكارية مع تيسير كل السبل لتنزيل مخططاتها على أرض الواقع بمرارتها و فرضها كحقيقة، وجب التسليم بها…

و بالتالي لا يحق لأي كان الاعتراض عليها أو الخروج عن مربع تصورها…و من كان يظن أن تلك العنصرية التي أدار بها الحكم المكسيكي المباراة، من وحي فكره فهو واهم، حيث ثبت للعيان ظلمه لبوخلاف و تجنيه عليه بتلك الورقة الصفراء التي سربت القليل من الإحباط للاعبينا الأشاوس، مما أحدث نوع من الارتباك لديهم، في الوقت الذي كان من حقهم ضربتي جزاء غض الطرف عليهما، بالإضافة الى عدم احتساب مجموعة من الأخطاء كانت في صالح فريقنا.

هذا الحكم المكسيكي الظالم و لم يتدخل حكم الفار بدوره لينبهه، و ما هذا التواطؤ اللعين الذي لا يفسر إلا منطقا واحدا هو أن السياسة الاستعمارية تحرك كل شيء… إلا أن هناك سؤال يؤرقني و لم أتمكن من النوم بسببه أين كان  لقجع و البعثة الرسمية المرافقة للفريق الوطني؟؟؟لماذا لم يحتجوا بمعية ذلك الكم الكبير من الجماهير التي كانت متواجدة بملعب المباراة؟؟؟ لماذا أذعن الجميع لظلم الحكم المكسيكي أو بالأحرى لمخطط الفيفا بكل استسلام؟؟؟لماذا وقف الجميع متفرجا للمسرحية البهلوانية التي أثتت بحضور الرئيس الفرنسي ماكرو و بجلوسه مع رئيس الفيفا ايفانتينَو طيلة المبارة و هم يتبادلون المزح و البسط دَون اكتراث لجولات المباراة بذلك الهدوء الغريب، الذي يجزم بكل يقين بفوز الفريق الفرنسي مسبقا حسب ما رسم له في كواليس قطر و دبلوماسية البرلمان الاوروبي، طالما كل ما خطط له طبق: سرعة الهدف الأول…

تجاوز العديد من الأخطاء و عدم احتسابها لصالح الفريق المغربي، منها ضربة الجزاء التي كانت واضحة و بينة لصالحه بل أكثر من هذا قمع الفريق برمته بالورقة الصفراء التي أشهرها في حق بوفال و كأن لسان حاله يقول: من أنتم أيها المغاربة حتى تغيرون أدوار اللعبة في هذه الدورة؟؟؟ من انتم لتقلبوا كل الجماهير العربية و الإفريقية و حتى الأسيوية على الفيفا التي لاتسمح لكم قواعدها بالحلم؟؟؟؟ هل صدقتم أنفسكم بأنكم ستكونون شرارة عصيان الشعوب و تمردها؟؟؟ لا لا افيقوا من حلمكم فالسياسة الإمبريالية العالمية التي خطط لها هي من يسير العالم، نحن من اخترع اللعبة و نحن من وضع قوانينها و إياكم ثم إياكم أن تقلبوا علينا الجماهير الدولية التي دجحناها منذ سنين عديدة وروضناها على آليات السباة و الإستسلام، ألسنا نحن من نيسر سبل تداول المخدرات و نتفنن في انتاجها ليبقى هذا الشباب عينه حاضرا/غائبا…ألسنا نحن من حدد مناهجكم و برامجكم التعليمية و قررنا خوصصة قطاعاتكم الحيوية بما في ذلك الصحية؟؟؟انتم واهمون ان فكرتم أننا سنسلمكم كأس العالم في يوم من الأيام فدوركم محدد في كومبارس للدورة لا غير…

و بهذا تبين لنا أن فريقنا الوطني انتصر نعم انتصر و أن شرارة التمرد الجماهيري لكل الشعوب العربية و الأفريقية إنطلقت و بأن تغيير الواقع المرير إرادة و عزم و يقين و أن التلاحم و وحدة الصف قوة و تصميم و أنه منذ الآن لا استسلام و لا انبطاح…

شكرا لكم يا أسود لقد امتعتمونا و عرفنا معكم معنى الإصرار و ضرورة عدم الإستسلام لأي إنكسار…و هنيئا لكم هذه المرتبة المشرفة…يكفي أنكم من بين الفرق الأربعة الأولى في الترتيب العالمي الآني…ثم لقد تتبعنا المباراة و رأينا كل ما اعتراها من شطط، مما أثر على نفسيتكم، شكرا مرة أخرى لأنكم قاتلتم بكل جسارة…

و انتصرتم انتصارا خالدا مدويا برغم الخسارة التي لن تقبل كخسارة، بل أكثر من هذا غيرتم مجرى الأحداث بفتحكم سجلا جديدا في تاريخ اللعبة و غيرتم موازين ترتيباتها، لتكونوا منذ الآن القدوة لكل أطفالنا و شبابنا الذين استلهموا من حماسكم و عزمكم الدرس القوي… في البر و التصميم، لقد كنتم حقيقة أبطال…لأنكم لقنتم دروسا أخلاقية و قيمية متميزة لكل العرب و لكل الأفارقة…فتأخيكم كان عبرة و تضحياتكم كانت موعظة و نكرانكم للذات كان سياطا لكل الإنتهازيين و حكمة لمن يلتقط الإشارة….

و أملا كبيرا في صناعة مغرب الغد بكل طموح و تفاني و كفاح و قتالية للقطع مع مطامع التعليمات الاستعمارية و التشبت بأحقية الكرامة الإنسانية و بعدالة حقوقها الكونية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى