’’السيديتي‘‘ تطوي صفحة الأموي والزاير أبرز المرشحين لخلافته وسط امتعاض شبابي

تستعد الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، لعقد مؤتمرها الوطني السادس نهاية شهر نونبر الجاري.

محطة تنظيمية، لن تكون سهلة، بالنظر لحجم الرهانات المطروحة عليها، في مقدمتها الحسم في الشخصية التي ستخلف الكاتب العام الحالي نوبير الأموي، الذي غاب عن الساحة النقابية والسياسية بسبب المرض وتقدمه في السن.

ويجمع الكونفدراليون، الذين تحدثت إليهم ’’دابا بريس‘‘ على طي صفحة الزعيم الأموي، وضخ دماء جديدة في قيادة المركزية، وفي الوقت الذي لم تعبر أي من القيادات  نيتها الترشح لقيادة الكونفدرالية، يظل عبد القادر الزاير أبرز المرشحين لخلافة رفيقه الأموي، حسب ما يروج في أوساط الكونفدراليين، مقابل امتعاض واضح للشباب، وإن لم يصرحوا بذلك صراحة.

وفي هذا الصدد، قال عزيز بوحياوي الإدريسي، أحد المؤتمرين الشباب، في تصريحه لـ’’دابا بريس‘‘ إن المؤتمر السادس للكونفدرالية، يأتي ’’كتتويج لمسار حافل بالمواقف المشرفة عبر التاريخ وبطبيعه الحال فكلنا وباقي مكونات الشعب المغربي أمل في مواصلة هاته المنظمة لنضالاتها حيث سيعطي المؤتمر دفعة اخرى لمواصلة البناء التنظيمي بما يتماشى مع متغيرات سوق الشغل و أنماط العمل الجديدة المفروضة من الرأسمالية الجديدة وتمظهرات الثورة الصناعية الرابعة‘‘ مضيفا ’’نحن كشباب نؤمن بمبدأ القيادة الجماعية وواعون كذلك بضرورة التشبيب والمناصفة الحقة مع ضمان استمرارية تمرير مشعل النضال‘‘.

في نفس المنحى، ذهب المؤتمر ياسين البرواكي، معتبرا أنه ’’ على المؤتمر الوطني السادس أن يقدم الإجابة على الأسئلة  التي تطرحها اللحظة  الراهنة والمتميزة بتغير عالم الشغل خصوصا أمام الثورة  الرقمية من جهة، وأمام تحول علاقات الشغل  من جهة ثانية، إضافة للجواب على تزايد العزوف عن العمل النقابي خصوصا من طرف الشباب‘‘ آملا أن يفرز المؤتمر ’’قيادة في مستوى اللحظة التاريخية بمختلف تعقيداتها وقادرة على قيادة النقابة، وأن يكون عنصر الشباب الفاعل جزءا مهما وليس فقط لتأتيث المشهد‘‘.

وبخصوص إمكانية قيادة عبد القادر الزاير للكنفدرالية في المرحلة القادمة، قال البرواكي، إن ’’الكونفدرالية منظمة حبلى بطاقات شابة كثيرة، قادرة على الفعل والإسهام في تدبير المرحلة وقيادة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل لتضطلع بأدوارها التاريخية، مسجلا ’’ تقديره  للزعيم الأموي باعتباره مناضلا ليس فقط كونفدراليا نقابيا لكن أيضا رمز من رموز النضال الصادق في هذا الوطن طبع جزءا مهما من التاريخ المعاصر، أما من سيخلفه فالمؤتمر سيد نفسه، والكونفدرالية تزخر بعدد من المناضلين قادرين على المساهمة في قيادة المرحلة بحساسيتها حيث ستشكل لحظة تسليم المشعل من جيل لجيل‘‘

من جهته، أكد بوحياوي، على سيادة المؤتمر على قراراته، ومن بينها اختيار رجل المرحلة المناسب حفاظا على التنظيم، دون أن يخفي رغبته في تقلد الشباب لمسؤولية قيادة الكونفدرالية، قائلا في هذا السياق ’’…مع التأكيد على إعطاء الشباب والمرأة المكانة التي تليق بهما داخل الأجهزة ولم لا على رأس قيادة الكونفدرالية‘‘.

فيما اعتبر بوحياوي، تداول اسم الزاير كمرشح قوي لقيادة المرحلة المقبلة، من قبيل ’’التشويش الذي يسبق انعقاد المؤتمرات‘‘ مضيفا ’’بالنسبة لي فداخل المكتب الاقليمي الذي أشتغل به أو على مستوى القطاع ليس هناك أي اسم وارد لحدود الساعة، هي مجرد استطلاعات للرأي وتكهنات، وأتمنى أن يكون مؤتمرنا هذا فرصة لوضع أسس جديدة لبناء وتحصين التنظيم ومناسبة للمقارعة والانتاج الفكري لتحليل الواقع و المتغيرات وكلي ثقة في مؤتمرينا ومؤتمِراتنا في اختيار رجل المرحلة، وكما أسلفت سابقا  فأتمنى أن أرى شابا من الطاقات التي تزخر بها منظمتنا لقيادة المنظمة تماشيا مع البنية الشبابية لمركزيتنا‘‘.

من جهة أخرى، أكد عضو بالمكتب التنفيذي للكونفدرالية، فضل عدم ذكر اسمه، على أهمية المؤتمر الوطني المقبل، باعتباره محطة تنظيمية يقع على عاتقها الحفاظ على المنظمة بعد مرور 40 سنة  حافظ فيها جيل التأسيس على استمرارية المنظمة وحضورها الوطني بشكل قوي، مضيفا أن ’’المطروح على المؤتمر في هذه المرحلة بالذات تحصين المنظمة وتجديد الدماء داخلها، وأيضا محاولة تقوية الذات لمواجهة المخططات الحكومية والدولة خاصة فيما يتعلق بالقضايا المطروحة على طاولة الحوار الاجتماعي المعطوب‘‘.

ونفى المصدر ذاته، إعلان أي من الكونفدراليين عن رغبتهم في قيادة المنظمة خلال المرحلة المقبلة، بما فيهم عبد القادر الزاير، معتبرا أن تداول إسم هذا الأخير كمرشح أبرز لخلافة الأموي، مجرد ’’تكهنات تسبق انعقاد المؤتمر، ويبقى المؤتمر سيد نفسه وسيفرز القيادة المستقبلية‘‘.