رأي/ كرونيك

الأخلاق في زمن الاستيطان و الصهيونية

بقلم نجاة زين الدين

الأخلاق ليست شعارات فضفاضة و لا كلمات منمقة طنانة و لا بدل مستعارة، و لا خطابات مطولة في مسرح المؤتمرات المزيفة و لا حتى قواميس براقة بل هي سلوكيات يومية فعالة، هي حرص على عدم أذية الآخر…و لا الترامي على حق الآخر و لا بلد الآخر و لا أرض الآخر، لاستنزاف ثرواتها و إبادة شعبها لبسط نفوذ الإستعمار و الإحتلال، كما خطط له في لقاءاتهم التاريخية المشبوهة، المبنية على منطق المقايضة بالمصالح…

كما أن الأخلاق ليست مزايدة على وطنية شعب آخر أو طمس هويته باستيطانه و تمزيق شرايينه بنفث سموم التفرقة و تشريع صهينته الممنهجة به…هي محبة الخير لكل البشرية و زرعه بكل المراكز و المواقع العالمية، و ليس التغني بإنتصارات ماجنة سادية تتلذذ بقتل الأبرياء من الأطفال و الشيوخ و قصف للمدنيين بأي مكان من الخريطة العالمية كبغداد أو دمشق أو طرابلس أو جنين…هي وفاء بوعد و التزام بعهد و تحفيز على العطاء بسخاء و حث على العمل بحب و تفاؤل و أمل، و شد للعضد و تنفيس عن كربة مهموم و سماع لحزن متألم في صمت أينما وجد و الوقوف بجانب مريض محموم و مسح دمعة يتيييم…و الإنصات لألم ثكلى و التخفيف عن أرملة و السؤال الدائم عن من لم يسأل عنه أحد…

هي مقاسمة للطعام مع الفقراء و المحتاجين و المشردين و المهجرين قسرا من ديارهم، قبل إرتداء الرولكس و امتلاك اليخوث و الطائرات…و التملي و الغرور بقوة خاوية جوفاء، مهشمة أمام قوة الجبار رب العباد القهار…هي مراعاة مشاعر الآخرين في أدق تفاصيل الحياة…هي قطيعة مع الغيبة والنميمة…و احترام مطلق لكل الخصوصيات الحميمة، و هي كذلك إصرار قوي على تخطي الهزيمة و الصفعة الأليمة…هي التصفيق و الإشادة بكل نبل لمحامد الإرادة…هي ليست خيانة للإنسان و للقضية و لا تطبيع مع الكيان الغاصب أينما كان و كيفما كان…و تحت يافطة أي تسويف خادع كان…

تلكم هي الأخلاق المبحوث عنها في زمننا الأغبر، الأعور الذي تغدى بالحقد و الحسد، و تزود بالمكر و العهر و عانق الإستغلال و بارك الإحتلال فانغمس بكل بؤس في الأنانية و الإتكالية و الكراهية…و تجنس بالفساد و الإستبداد و تزاوج بالنفعية و الإنتهازية و تسمم بالنرجسية و العنجهية…و تناسى معنى الإنسانية في كل تجلياتها الكونية المناهضة للعنصرية و للحروب الدموية أكانت صهيونية أو توسعات إمبريالية بإسم القوة الأحادية التي تستهدف هوية كل بلداننا العربية…و التحكم في كل الخريطة الأرضية، بدافع تملك بوصلة القوة العالمية…

فهلا أفقنا من سباتنا الأزلي و أدركنا ما تبقى من فلسطين الأبية/القتيلة/الشهيدة/الضحية…و بغداد السبية و دمشق الحالمة العالمة ذات المعالم و الإبداعات الفنية الإستثنائية، الراقية و أمنا بغنى و تنوع الثروات الطبيعية و البشرية لأمنا إفريقيا السليبة/المدفونة حية…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى