الرئسيةسياسة

“دافع  عن الإثراء غير المشروع بمبرر أن قرينة البراءة لايمكن المساس بها”..الغلوسي يرد على وزير العدل وهبي

قال محمد الغلوسي، رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، كنا ننتظر من وزير العدل ان لاينقض تعهدات والتزامات الدولة المغربية في مجال مكافحة الفساد، من خلال مصادقتها على اتفاقية الامم المتحدة لمكافحة الفساد ونشرها في الجريدة الرسمية سنة 2007، وأن يعمل من موقعه الوظيفي على ملاءمة القانون الجنائي مع هذه الإلتزامات سواء الدولية منها او الوطنية عوضا عن إبداء حماس كبير منقطع النظير في توسيع منابع ومصادر الفساد.

جاء ذلك، في تدوينة للغلوسي، على صفحته على الفايسبوك، تعليقا منه، على قيام وزير العدل والأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، على  تطمين  أصحاب الثروة المشبوهة ودفاعه عن جزء من أعضاء حزبه من خلال تصريحاته الأسبوع الذي نودعه حيث دافع  عن الإثراء غير المشروع بمبرر أن قرينة البراءة لايمكن المساس بها، معتبرا  أن طلب الدولة من الذين يتقلدون مسؤوليات عمومية أن يثبتوا مصدر أموالهم وممتلكاتهم، مخالف للدستور وغير مقبول، وهو منطق يفيد ان إغتناء المسؤولين بطرق غير مشروعة مباح ومقبول ولايحق لأية جهة أن تتدخل في ثرواتهم.

وأضاف المتحدث ذاته، قائلا: لكن دعونا نسأل السيد وزير العدل المحترم عن السبل القانونية الكفيلة بمساءلة المسؤولين الذين تظهر عليهم ملامح الثراء الفاحش بعد تقلدهم للمسؤوليات العمومية، هل يحق للنيابة العامة التي تمثل الحق العام ان تفتح بحثا قضائيا حول مصدر ذلك الثراء المشبوه، أم أن يدها ستكون مقيدة لكون النص القانوني الذي يجرم ذلك غير موجود، خاصة وان السيد الوزير يعلم جيدا تلك القاعدة الذهبية في القانون الجنائي التي تقول “لا جريمة ولا عقوبة إلا بنص “،و هو مايجعل إمكانية فتح بحث قضائي وتوجيه الإتهام بناء على نتائجه أمرًا غير قانوني ويعرض النيابة العامة للمساءلة ويفضي حتما الى تحصين لصوص المال العام والمفسدين من المساءلة القانونية والقضائية ويعرض أمن المجتمع واستقراره للإضطراب وتزكية الفساد والتمييز في إعمال القانون.

وتابع الغلوسي، وفق المصدر ذاته، قائلا: “كنا ننتظر من وزير العدل ان لاينقض تعهدات والتزامات الدولة المغربية في مجال مكافحة الفساد من خلال مصادقتها على اتفاقية الامم المتحدة لمكافحة الفساد ونشرها في الجريدة الرسمية سنة 2007 وأن يعمل من موقعه الوظيفي على ملاءمة القانون الجنائي مع هذه الإلتزامات سواء الدولية منها او الوطنية عوضا عن إبداء حماس كبير منقطع النظير في توسيع منابع ومصادر الفساد”، وفق وصفه.

رئيس حماة المال العام، اعتبر إن تصريحات وزير العدل بهذا الخصوص تشكل إيذانا بإقبار تطلعات المجتمع في تجريم الإثراء غير المشروع وإنهاء لكل نقاش حول الموضوع لتظهر بذلك الخلفية الحقيقية من سحب مشروع القانون الجنائي الذي يتضمن تجريم الإثراء غير المشروع.

وأضاف الغلوسي، أنه وهو يطلع  على تصريحات وزير العدل المدافعة عن جريمة كاملة الأركان والأوصاف، قلت في نفسي إنه بقوله هذا يريد ان يرفع التجريم عن السرقة، ولكن ليس عن السرقة العادية التي يرتكبها جناة أغلبهم من أبناء المجتمع، بل عن سرقة جسيمة وخطيرة هي سرقة ونهب ثروات ومقدرات شعب بأكمله وإجهاض أحلامه في التنمية والكرامة والعدالة ،إنهم لصوص من نوع خاص يطلق عليهم في علم الإجرام “ذوي اللياقات البيضاء “الذين يحضون “بشرف “الدفاع عنهم من طرف وزير يفترض فيه أنه يمثل المجتمع ويدافع عن حقوقه ومصالحه العليا !!

إلى ذلك، أشار الغلوسي،أن توجه السيد وزير العدل هذا يعكس رغبة وإرادة قطب في الدولة والمجتمع ،يجسد الحزب الذي يديره جزءا منه، في ضمان استمرار بعض المراكز المستفيدة من الفساد والريع في مواقعها وإجهاض كل المبادرات والمشاريع التي بإمكانها أن تحدث تقدما في المجتمع والدولة عبر إصلاحات سياسية وقانونية ودستورية عميقة تؤسس لدولة الحق والقانون.

ليخلص للتأكيد، أنها  تصريحات  وتوجه متناقض كليا مع رؤية وتوجه الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها وهي مؤسسة دستورية للحكامة، والتي تطالب بتجريم الإثراء غير المشروع بنص مستقل ومصادرة الأموال المتحصلة من هذه الجريمة ،فهل يعكس هذا صراع الإرادات داخل الدولة ؟ أم هو تغول وجموح اللوبي الفاسد وتكشيره عن أنيابه بعدما شعر بالآمان ؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى