الرئسيةحول العالمميديا وإعلام

نفط وغابات وقصور فاخرة باريسية ولا قطاع بمأمن عن يد بونغو ..بنية الفساد بالغابون ودور فرنسا في نهب مواردها؟

في عام 1910، أصبحت الغابون إحدى أراضي إفريقيا الاستوائية الفرنسية، أصبحت الغابون جمهورية مستقلة ضمن ما عرف بالكوميونة الفرنسية لمستعمراتها في إفريقيا، وفي 17 غشت 1960، أصبحت مستقلة تماماً.

أول رئيس للغابون، انتخب عام 1961، كان ليون مبا، مع عمر بونغو أونديمبا نائباً له. بعد وصول إمبا إلى السلطة، تم قمع الصحافة، وحل البرلمان وأسس حكم الحزب الواحد، وعندما سعى انقلاب عسكري إلى الإطاحة به من السلطة واستعادة الديمقراطية البرلمانية، أعادت قوات المظليين الفرنسيين في غضون 24 ساعة إمبا إلى السلطة.

عندما توفي إمبا في عام 1967، حل محله بونغو كرئيس. في مارس 1968، أعلن بونغو الغابون دولة الحزب الواحد وأنشأ حزباً جديداً هو الحزب الديمقراطي الغابوني (PDG).

ساد نظام حكم الحزب الواحد حتى عام 1993. وفي ذلك العام، تم اعتماد نظام سياسي متعدد الأحزاب، مما أدى إلى انتخابات مفتوحة وتشكيل حكومة ائتلافية ذات قاعدة واسعة. ومع ذلك، حتى يومنا هذا، يهيمن الحزب الديمقراطي الغابوني الحاكم على الساحة السياسية، ولم يُترجم نظام التعددية الحزبية إلى نظام حقيقي للضوابط والتوازنات مع مشاركة حقيقية للمجتمع المدني، إذ سيطر الحزب الديمقراطي الغابوني.

تجمع جميع التقارير، أن  الغابون يعد واحدا من أعلى معدلات سكنى المدن في إفريقيا؛ ففيه يعيش أكثر من أربعة من كل خمسة مواطنين غابونيين في المدن. وتعد ليبرفيل وبورت جنتيل موطناً لـ 59٪ من سكان البلاد.

وفق “عربي بوست”، أنه و منذ أواخر الستينيات، جلبت عائدات النفط لحكومة الغابون دخلاً غير مسبوق، والذي استخدمته لبناء البنية التحتية وتمويل التوسع في خدمات التعليم والصحة؛ ومع ذلك، أدى الفساد المستشري بين المسؤولين الحكوميين إلى الحد من تأثير هذه المكاسب غير المتوقعة.

وتضاعفت الميزانيات الوطنية 15 مرة بين أواخر الستينيات وأواخر السبعينيات، عندما أصبح النفط يمثل 70% من صادرات البلاد. وعلى الرغم من تقلب الأسعار وما يترتب على ذلك من انخفاض في الإنتاج، إلا أن إيرادات النفط لا تزال تشكل غالبية الميزانيات الوطنية.

ونتيجة للجهود المبذولة للحد من الانبعاثات والحفاظ على غاباتها المطيرة الشاسعة، أصبحت الغابون ممتصاً صافياً للكربون ورائدة في مبادرات صافي الانبعاثات الصفرية.

تمتلك الغابون نظام بيئي غني مع مساحات واسعة من الأراضي الخصبة والموارد الساحلية ومصائد الأسماك، ومع ذلك، وعلى الرغم من إمكاناتها الاقتصادية، فإن البلاد تكافح من أجل ترجمة ثروتها من الموارد إلى نمو مستدام وشامل.

هيمنة عائلة بونغو الفاسدة

خلف الرئيس علي بونغو أونديمبا والده عمر بونغو أونديمبا في عام 2009 وأعيد انتخابه في غشت 2016 في انتخابات مثيرة للجدل للغاية تميزت بنسبة إقبال منخفضة (59٪).

الانتخابات الرئاسية التي أجريت السبت الماضي تمت بناء على تفاهمات سابقة مع المعارضة لضمان نزاهتها، ولكن الانتخابات شهدت اتهامات من التزوير من قبل المعارضة وقيام الحكومة بحظر وسائل إعلام غربية وقطع الإنترنت، ثم قع الإنقلاب بعد إعلان لجنة انتخابات فوز الرئيس علي بونغو لولاية ثالثة لتستمر عائلته في السلطة أكثر من نصف قرن؛ حيث إنه خلف والده عمر بونغو في السلطة عام 2009.

والمسيحية هي الديانة الأكثر انتشاراً، حيث يمثل المسيحيون ما يقرب من 79٪ من السكان (53٪ كاثوليك) يمثلون إحدى الطوائف المسيحية؛ و10% يمارسون الإسلام، أما الباقون فيمارسون ديانات أخرى.

تضم الغابون ما لا يقل عن 40 مجموعة عرقية، بما في ذلك فانغ، ومييني، وبونو إيشيرا، ونزيبي أدوما، وتيكي مبيتي، وميمبي، وكوتا، وأكيلي. هناك شعوب أصيلة من الأقزام: البونغو، والباكا، يعيش أكثر من 10.000 فرنسي أصلي في الغابون، بما في ذلك ما يقدر بنحو 2.000 مواطن مزدوج الجنسية.

طائرات وقصور فخمة في باريس

وتقدر أصول عائلة بونغو بمئات الملايين من الدولارات في شكل حسابات مصرفية سرية في موناكو وأماكن أخرى، تمتلك الأسرة ما يقدر بنحو 39 شقة ومبنى فخماً في فرنسا.

وسلطت أنباء عن مصادرة محتملة لطائرات مملوكة لعائلة بونغو في باريس بسبب خلافات مالية الضوء على الفساد المحتمل للأسرة، وعلاقة فرنسا به.

لم يكن أي قطاع من قطاعات الاقتصاد الغابوني في مأمن من الشكوك في الفساد الخاص بالأسرة والذي يعتقد أنه مرتبط بشركات فرنسية بما في ذلك مجالات التأمين، والبنوك، والزراعة، والأمن، والنقل، والأدوية، والسلع الأساسية، والبناء، والطيران، والمنسوجات، والإعلام، ومبيعات الغاز والبنزين، والخشب. وهناك ما لا يقل عن أربع شركات فرنسية متعددة الجنسيات موجودة في الغابون.

بولوريه، بويج، إيراميت، وبي إن بي باريبا مذكورة في وثائق طرحت في قضايا فساد، على أنها مرتبطة بشركة دلتا سينرجي المملوكة لعائلة بونغو. وأشارت تقارير أخرى إلى الدور الرئيسي الذي تلعبه شركة النفط الفرنسية العملاقة توتال في الغابون.

فرنسا ناهبة خيارات الغابون

تشير “عربي بوست” أنه ولعدة سنوات، كان القضاة الفرنسيون يحققون في المكاسب غير المشروعة للحكام المستبدين الأفارقة الذين يحبون “إخفاء” نهبهم للأصول العامة من خلال الاستثمارات في السيارات الفاخرة، والقصور في شارع فوش في باريس، والساعات الراقية والأعمال الفنية.

وتكد، أنه و للغريب أنرؤساء الغابون وغينيا الاستوائية والكونغو برازافيل جميعهم في مرمى أعينهم الرسمية، حسب موقع Quartz الأمريكي.

و يضيف المصدر ذاته، أنه و مع ذلك، فإن حزم القضاء الفرنسي يتخفف عندما يتعلق الأمر بالنخبة السياسية والتجارية الفرنسية، الذين استفاد العديد منهم لعقود من الروابط غير الطبيعية في مرحلة ما بعد الاستعمار مع الطغاة والأوليغارشية الإفريقية في المستعمرات الفرنسية السابقة.

ويبدو أنه لذر الرماد في العيون فتحت السلطات الفرنسية تحقيقات خلال السنوات الماضية في فساد مرتبط بمسؤولين في حكومة الرئيس السابق عمر بونغو، ولكن ظل نجله الرئيس الحالي علي بونغو حليفاً وثيقاً لباريس، زاره الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ضمن جولته الإفريقية في مارس/آذار 2023، حيث بدا أن المودة طافحة في لقائهما

المصدر: وكالات و عربي بوست

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى