الرئسيةثقافة وفنوندابا tv

السينما و فيلم أعجبني..فيلم قائمة الدلو “The Bucket List” حين يهددنا الموت، علينا أن نركل الدلو +فيديو وصور

هذه المادة يتم إنجازها بشكل مشترك بين ّدابا بريس” ومجموعة عشاق الفن السابع التي يديرها الكاتب عبد العزيز كوكاس.

 

حلقة اليوم:

فيلم قائمة الدلو “The Bucket List” حين يهددنا الموت، علينا أن نركل الدلو

الكوكاس
بقلم الاعلامي والكاتب عبدالعزيز كوكاس

تدور قصة فيلم قائمة الدلو “The Bucket List”حول رجلين متقدمين في السن هما: إدوارد كول (لعب دوره الممثل جاك نيكلسون) وكارتر تشامبرز (الذي أدى دوره الممثل مورغان فريمان)، يعيشان حياتهما على طرفي نقيض تماما.

كارتر رجل صديق لعائلته وعاشق لزوجته، رجل طيب يعمل ميكانيكيا وعلى دراية بالحياة رغم فقره وله إيمان روحي قوي. في الناحية الأخرى وعلى طرف النقيض يوجد إدوارد الثري صاحب مستشفى، نرجسي مغرور بنفسه.

 

يلتقي الاثنان عندما يتقاسمان نفس الغرفة في مستشفى يمتلكها إدوارد بعد أن يتم تشخيص إصابة الرجلين بسرطان خطير يمهلهما أقل من سنة قبل الموت..

ينزعج كل واحد من سلوك الآخر في البداية، لكن سرعان ما يدخلان في علاقة حميمة وعميقة.. إنهما الآن مريضان ضعيفان يتحملان الآثار الرهيبة للعلاج الكيميائي، ويواجهان مصيرا مشتركا هو الموت.. يكتب كارتر “قائمة دلو” – وهو اسم الفلم- يعتقد أنه ألقى بها في سلة المهملات.

يجد إدوارد الرسالة عن طريق الخطأ، وتبدأ رحلة الطريق التي وحدتهما، يسافر الرجلان حول العالم لاستيفاء العناصر الموجودة في “قائمة الدلو” واكتشاف كيف تؤثر أفكارهما ااومشاعرهما ومعتقداتهما وسلوكاتهما على أنفسهما ومن يحبونهم.

مع تقدم الفيلم، تخضع نظرة الرجلين للحياة إلى تحول جذري حيث يتعاملان مع توقع أقل من عام للعيش والبدء في عيش الحياة على أكمل وجه، والتأقلم مع السرطان في سلام مؤقت.

وضع كارتر “قائمة دلو” بالأشياء التي يجب أن يفعلها قبل أن يركل الدلو ويغادر الحياة. وتبنى إدوارد هذه الفكرة، ليعلن: “الجحيم، كل ما لدي هو المال”، ويصاحب كارتر في رحلة حول العالم على متن طائرته الخاصة، قاما بزيارة الأهرامات وتاج محل وهونج كونج والريفيرا الفرنسية وجبال الهيمالايا. وعاشا بجنون كل المغامرات المستحيلة فيما قيادة السيارة بسرعة مميتة..

في هذه الأثناء، يدرك إدوارد إنسانيته الداخلية، ويتواصل مع ابنته المنفصلة التي كان قد صدها، ونتعلم في سياق الفلم كل دروس الحياة التي يجب على كارتر أن يمنحها. ليكون مثل ملاك يهتف في أذن إدوارد الذي لم يكن يهتم إلا للمال ولتوافه الحياة. لذلك سيقول في تأبين صديقه في مشهد مؤثر “لقد كنت أحمقا ثريا، كريها وأنانيا، وهذا الرجل الحكيم اللطيف علمني أن أشعر بالأمل والحب.”

كارتر متزوج بإخلاص من زوجته المحببة فيرجينيا (بيفرلي تود)، فيما إدوارد، بعد أربع حالات طلاق ورغم ثرائه الفاحش، يحس أنه فقير للمعنى، للحب، للحياة، ويستخدم كرمه لإخفاء أنانيته وفرض نزواته الحمقاء على كارتر الفقير. ربما يكون سلوكه الذي يُنظر إليه على أنه تعويضي إلى حد ما هو أغرب مقطع للخيال في الفيلم. في هذه الأثناء، أجرى البطلان محادثات عميقة حول معنى كل شيء في الحياة، وبدأت إنسانية كارتر المتفوقة في الانغماس في إدوارد سريع الغضب، الذي كان يعتبر المال هو كل شيء في الحياة، فيصرف بجنون ويقوده كارتر الفقير ماديا الثري روحيا إلى المصالحة مع عمقه الإنساني.


أهم انتقاد قدم لهذا الفلم يتمثل في اصطناع لحظة اللقاء بين البطلين، فإدوارد رجل ثري جدا، يتشارك غرفة في مستشفى يملكه مع كارتر، لماذا لا يملك الملياردير غرفة خاصة؟ ألا يعلم أن المستشفيات تحقق أرباحا كبيرة من خلال تقديم غرف خاصة “خدمة الكونسيرج”، بالإضافة إلى تكريس نمطية عنصرية، الفقير دائما أسود وهو الذي يجب أن يموت أولا، لكن المخرج نجح في خلق قصة مليئة بالخيال بسيناريو عميق وحوار فلسفي حول الحياة والموت والمتعة والألم، وعن المال الذي تحول إلى قيمة القيم، كيف يصبح تافها وزائدا حين نبلغ عمق جوهر وجودنا الإنساني. الفيلم أخرجه روب راينر وكتب قصته جاستن زاكهام.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى