تصريح مثير لمخرجة أمريكية يهودية بخصوص غزة…فيلم “الغرفة المجاورة” يتوج بمهرجان البندقية السينمائي
اختتمت اليوم فعاليات مهرجان البندقية السينمائي الدولي في نسخته الحادية والثمانين، والذي تنافس خلاله 21 فيلما على جائزة الأسد الذهبي لأفضل فيلم في المهرجان.
وتوج فيلم “الغرفة المجاورة” وهي ترجمة اسم الفيلم “The Room Next Door”، بجائزة الأسد الذهبي للمهرجان. وهو أول فيلم ناطق بالإنجليزية للمخرج الإسباني بيدرو ألمودوفار، ويتناول قضايا كبيرة مثل القتل الرحيم وتغير المناخ.
وذهبت جائزة الأسد الفضي إلى فيلم “فيرميليو” للمخرجة الإيطالية ماورا ديلبيرو، وهو دراما عائلية هادئة تدور أحداثها في جبال الألب في إيطاليا خلال الحرب العالمية الثانية، فيما حازت الأسترالية نيكول كيدمان على جائزة أفضل ممثلة عن دورها في الفيلم الدرامي (بيبي جيرل).
وحصل الفرنسي فينسون ليندون على جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم “الابن الهادئ”، وهو فيلم درامي باللغة الفرنسية يتناول قصة عائلة مزقها التطرف اليميني.
وذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة إلى فيلم “ابريل” من إخراج ديا كولومبغاشفيلي، وجائزة أفضل سيناريو إلى موريليو هاوزر وهيكتور لوريغا عن فيلم “مازلت هنا”، فيما نال جائزة مارسيلو ماستروياني لأفضل ممثل أو ممثلة شابة جديدة بول كيرشر عن فيلم “وأبناؤهم من بعدهم”.
“نفحة نسوية”
كافأ “الموسترا” نجما مخضرما آخر أيضا، هذه المرة من السينما الفرنسية: فنسان ليندون. فقد فاز الفرنسي البالغ 65 عاما بجائزة أفضل ممثل عن دوره كأب يواجه انجراف أحد أبنائه نحو اليمين المتطرف العنيف في “جويه أفيك لو فو” Jouer avec le feu.
وقال ليندون إثر إعلان مواطنته إيزابيل أوبير عن فوزه بالمكافأة “من النادر جدا أن يكون رئيس (لجنة تحكيم) فرنسي بهذا القدر من السخاء مع مواطن له. إنه أمر نادر جدا وأنيق جدا”.
وذهبت جائزة أفضل ممثلة إلى نيكول كيدمان، عن دورها في “بايبي غيرل” Babygirl الذي يعيد إحياء أفلام التشويق الإباحي، ولكن بنفحة نسوية.
لكن النجمة الأسترالية الأمريكية البالغة 57 عاما غابت عن حفلة اختتام المهرجان، وتلت مخرجة الفيلم هالينا رين رسالة باسمها على المسرح جاء فيها “لقد علمت بعد وقت قصير من وصولي إلى البندقية بوفاة والدتي جانيل كيدمان. أنا في حالة صدمة ويجب أن أكون مع عائلتي. أهدي هذه الجائزة لها”.
وقد ظهرت كيدمان في هذا الفيلم في مشاهد ندر لها أن أدت بمثل جرأتها، إذ تلعق في أحدها الحليب من كوب، وتحقن بالبوتوكس في آخر، أو تطل عارية من الخلف في ثالث.
العدوان على غزة
وحضرت الأحداث على الساحة الدولية أيضا في الحفلة الختامية للمهرجان، من خلال تصريحات أدلت بها المخرجة الأمريكية سارة فريدلاند المشاركة في قسم “أوريتزونتي” الموازي. وقالت أثناء تسلمها جائزة عن فيلمها “فاميليار تاتش” “بصفتي فنانة يهودية أمريكية (…)، لا بد لي أن أشير إلى أنني أقبل هذه الجائزة في اليوم الـ336 للإبادة الإسرائيلية في غزة والعام الـ76 للاحتلال”.
و أهدت سارة فريدلاند، المخرجة اليهودية لفيلم «اللمسة المألوفة»، الحائزة على جائزة «أسد المستقبل»، التي تمنح للمخرجين الواعدين في المهرجان، جائزتها للشعب الفلسطيني.ولاقت كلمة فريدلاند تصفيقا حارا من الحاضرين في القاعة.
ونددت بصفتها «فنانة أمريكية يهودية»، بـ«الإبادة الإسرائيلية في غزة».
وحصلت المخرجة على جوائز عدة (بينها في فئة أفضل إخراج)، عن فيلمها «فاميليار تاتش»، الذي عُرض في قسم «أوريتزونتي» الموازي، والذي يتتبع رحلة امرأة ثمانينية في دار لرعاية المسنين.
وقالت فريدلاند «أعتقد أن من مسؤوليتنا كعاملين في مجال السينما استخدام المنصات المؤسسية التي نعمل من خلالها للتصدي لإفلات إسرائيل من العقاب على الساحة العالمية. وأنا متضامنة مع الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل التحرير».
من ناحية أخرى، استنكر العديد من الفنانين الإيطاليين، صمت إدارة المهرجان عن «الإبادة الجماعية» المستمرة في غزة، والسماح بعرض أفلام إسرائيلية في المهرجان.
وشهدت الدورة الـ81، تضامنا لافتا مع غزة. وارتدى عدد كبير من المشاركين شارات تعلن من خلالها الدعم والتأكيد لغزة وفلسطين، وقد ارتدى المخرج الأمريكي نيو سورا الكوفية الفلسطينية، ووضع علم فلسطين خلال جلسة الصور التي سبقت عرض فيلمه «نهاية سعيدة»، الذي عرض في مسابقة (آفاق) في المهرجان.