إعلام عبري…سياسة نتنياهو تبرّر مذكرة الاعتقال ضده
عن “هآرتس” ترجمة “الأيام الفلسطنية”
نحن الذين فقدنا أعزاءنا في هجوم “حماس” “الإجرامي” في 7 أكتوبر نعترف بوجود مشاعر الغضب والألم التي يمكن أن تدفع أفراداً إلى أعمال ثأر.
مع ذلك من غير المعقول، سواء قيمياً أو استراتيجياً، أن يصبح الثأر سياسة رسمية في دولة عندما تريد صياغة خطة عمل حربية.
للأسف وصلنا إلى لحظة يجب فيها على مؤسسة دولية قول ما هو واضح لنا منذ زمن: تحولت الوعود العبثية بالأمن في ظل نتنياهو وحكومته إلى حملة ثأر تشمل جرائم حرب، تجويعاً، تطهيراً عرقياً، وفي موازاة ذلك توسيع المستوطنات في الضفة الغربية.
يصرّح رئيس الحكومة والوزراء ويعملون كل يوم بصورة تهدر دماء الإسرائيليين والفلسطينيين لصالح البقاء السياسي والأحلام المسيحانية.
يبدو أنه بالنسبة للمخطوفين والجنود يمكن أن يموتوا، وسكان غزة يجب أن يموتوا. لماذا؟ لا توجد إجابة صحيحة ومباشرة على ذلك تصمد أمام امتحان الواقع.
قرار محكمة الجنايات الدولية في لاهاي إصدار مذكرات اعتقال ضد نتنياهو ووزير الدفاع السابق، يوآف غالنت، يعكس الأزمة الأخلاقية والقيادية التي توجد فيها دولة إسرائيل.
سواء أكانت مذكرات الاعتقال هذه محقة من ناحية قانونية أم لا، فإنه من الواضح أن القيادة خلال أكثر من سنتين تضر بجهاز القضاء والديمقراطية في إسرائيل، وامتنعت عن تحمل أقل قدر من المسؤولية، وترفض تشكيل لجنة تحقيق رسمية لفحص الفشل في 7 أكتوبر، وتكمم الأفواه بالعنف الممأسس ضد أي نوع من الانتقاد الداخلي من خلال وصف المنتقدين باليساريين الخونة، وتعتقد أن الانتقاد الخارجي لاسامية، فإن هذه القيادة تستدعي التحقيق الدولي.
يجب فهم ليس فقط كيفية الثأر لموت أعزائنا الذين قتلوا، بل كيفية خلق واقع مختلف لا يدفع فيه أي أحد مرة أخرى ثمناً باهظاً كهذا؟
الأطفال الجائعون في قطاع غزة لا يدفعون قدما بهذا الواقع المأمول. الأطفال المذعورون في إسرائيل، الذين تم إخلاؤهم، لا يدفعون قدما بمستقبل افضل.
سياسة حكومة إسرائيل والسلوك العسكري في السنة الماضية لا يخلقان الأمن ولا يدفعان قدماً بأي هدف، باستثناء تغذية دائرة الدماء والعنف وتوسيع السيطرة غير القانونية وغير المنطقية لدولة إسرائيل على كل الفضاء بين النهر والبحر.
نتنياهو يجب أن تتوقف. يجب عليك إنهاء الحرب الآن وإعادة المخطوفين إلى البيت في أسرع وقت، والتمكين من إدخال المساعدات الإنسانية، وتشكيل لجنة تحقيق رسمية، وفتح قناة دبلوماسية لتسوية بعيدة المدى توفر الأمن الحقيقي لسكان إسرائيل.
باستثناء ذلك فإن نشاطاتك تبرر أوامر الاعتقال ضدك؛ لأنه يجب على أحد ما وقف هذا الجنون.