الرئسيةحول العالم

العالم تحت الصدمة إثر الشجار غير المسبوق بين ترامب وزيلينسكي وأوروبا تؤكد دعمها الثابت لأوكرانيا

تتواصل ردود الفعل إزاء الشجار الذي اندلع الجمعة في البيت البيضوي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وتسببت هذه المشادة الكلامية غير المسبوقة في تاريخ الدبلوماسية العالمية في صدمة بأوروبا وعبر العالم، فيما أكدت بروكسل دعمها الثابت لكييف، كما شددت كل من فرنسا وألمانيا على ضرورة “عدم الخلط أبدا بين المعتدي والضحية”.

صدم العالم بأسره الجمعة من الشجار الذي دار بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في المكتب البيضوي، ونقلته وسائل الإعلام عبر العالم مباشرة.

وشارك، أيضا، في هذا المشهد الشديد التوتر، الذي استمر عدة دقائق، نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس، فيما تتواصل ردود الفعل في أوروبا وخارجها حول ما حدث، بينما اعتبر ترامب أن نظيره الأوكراني الذي جاء لطلب الدعم من واشنطن بعد ثلاث سنوات على بدء الحرب ضد روسيا، “أظهر عدم احترام للولايات المتحدة في مكتبها البيضوي”.

ولم يُوقع الاتفاق بشأن الاستغلال المشترك للثروات المعدنية الأوكرانية الذي زار زيلينسكي واشنطن من أجله. كما ألغي مؤتمر صحافي بين الرئيسين.

روسيا: ترامب تحلى بـ”ضبط النفس”
وكانت روسيا أولى المعلقين على هذه المشادة بين الرئيسين، حيث أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحلى بـ”ضبط النفس” بعدم ضرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مشادة كلامية بينهما في البيت الأبيض.

وكتبت على موقع تلغرام “امتناع ترامب وفانس عن ضرب هذه الحثالة معجزة في ضبط النفس”. بينما وصف كيريل دميترييف، رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي وأحد المفاوضين الروس في المحادثات الروسية الأمريكية التي عقدت في 18 شباط/فبراير في السعودية، في منشور على منصة إكس المشادة بأنها “تاريخية”.

بدوره قال الرئيس الروسي السابق ديمتري مدفيدف وهو المسؤول الثاني حاليا في مجلس الأمن الروسي، إنه “للمرة الأولى، قال ترامب الحقيقة للمهرج مدمن الكوكايين”.

الدعم الثابت الأوروبي للرئيس الأوكراني
أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية وأورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي انتونيو كوستا دعم أوروبا الثابت للرئيس الأوكراني.

وأكدا في بيان مشترك عبر وسائل التواصل الاجتماعي “لن تكون أبدا لوحدك. كن قويا كن شجاعا كن مقداما. سنواصل العمل معك من أجل سلام عادل ودائم”.

وتعهدت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كايا كالاس الوقوف إلى جانب كييف، مشككة بزعامة الولايات المتحدة للعالم الغربي. وكتبت كالاس على وسائل التواصل الاجتماعي في أعقاب المواجهة في المكتب البيضوي “اليوم، أصبح من الواضح أن العالم الحر يحتاج إلى زعيم جديد. الأمر يعود لنا كأوروبيين لقبول هذا التحدي”، مضيفة “أوكرانيا هي أوروبا! نحن نقف إلى جانب أوكرانيا”.

الرئيس المجري فيكتور أوربان يشكر ترامب لوقوفه إلى “جانب السلام”
شكر رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان دونالد ترامب لوقوفه إلى “جانب السلام” بعد المشادة مع زيلينسكي. وكتب عبر منصة اكس “الرجال الأشداء يصنعون السلام والرجال الضعفاء يصنعون الحروب. اليوم الرئيس ترامب وقف بشجاعة إلى جانب السلام. مع أن الأمر كان صعبا هضمه على كثيرين. شكرا السيد الرئيس!”

ماكرون: هناك “معتدٍ هو روسيا وشعب معتدى عليه هو أوكرانيا”
شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على وجود “معتدٍ هو روسيا وشعب معتدى عليه هو أوكرانيا” بعد المشادة الكلامية الحادة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض.

وقال ماكرون خلال زيارة الدولة التي يجريها في البرتغال “ثمة معتد هو روسيا وثمة شعب معتدى عليه هو أوكرانيا”، داعيا إلى “احترام الذين يقاتلون منذ البداية”. وأضاف أمام صحافيين في بورتو في شمال البرتغال “أرى أننا كنا جميعا على حق في مساعدة أوكرانيا ومعاقبة روسيا قبل ثلاث سنوات وفي الاستمرار في القيام بذلك”

وأكد ماكرون أنه “إذا كان هناك من يلعب على وتر حرب عالمية ثالثة، فهو فلاديمير بوتين” وليس زيلينسكي، وذلك خلافا لما اتهمه به ترامب عندما استقبله في البيت الأبيض.

وفي مقابلة مع القناتين البرتغاليتين آر تي بي 1 وآر تي بي 3، قال الرئيس الفرنسي الذي تحدث إلى نظيره الأوكراني بعد المشادة الكلامية “نحن جميعا ندين بالكثير من الاحترام للشعب الأوكراني وللرئيس زيلينسكي”. وتابع ماكرون “يجب أن نشكر جميع الذين ساعدوا ويجب أن نحترم أولئك الذين يقاتلون منذ البداية لأنهم يقاتلون من أجل كرامتهم واستقلالهم ومن أجل أطفالهم ومن أجل أمن أوروبا”.

وقال الرئيس الفرنسي “إذا كان هناك شخص واحد، سمعناه جميعا يهددنا بالأسلحة النووية، ويلعب على وتر حرب عالمية ثالثة، فيجب ألا ننظر إلى كييف. يجب أن ننظر إلى موسكو بدلا من ذلك”.

وأضاف “هو الذي شن الحرب العدوانية (…) وهو الذي جلب عشرة آلاف جندي كوري شمالي إلى الأراضي الأوروبية (…) وهو الذي ذهب يبحث عن طائرات إيرانية بلا طيار عبر مساعدتهم (الإيرانيين) في برنامجهم النووي ليقاتل بها على الأراضي الأوروبية (…) وهو الذي ربما ورط الصين رغما عنها بمواد ذات استخدام مزدوج”، أي مواد مدنية ولكن مع استخدام عسكري محتمل.

وأشار الرئيس الفرنسي الذي تشكل بلاده إحدى القوتين النوويتين في أوروبا إلى جانب المملكة المتحدة، إلى أنه مستعد “لفتح مناقشات” بشأن الردع النووي الأوروبي، وذلك عقب طلب بهذا الشأن من فريدريش ميرتس الذي يعمل على تشكيل حكومة ألمانية.

وقال لشبكتي آر تي بي 1 وآر تي بي 3 “إذا أراد الزملاء التحرك نحو مزيد من الاستقلال الذاتي وقدرات الردع (…) فأنا جاهز لفتح هذه المناقشة”.

بولندا تؤكد أن زيلينسكي والأوكرانيين ليسوا وحدهم
أكد رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك “عزيزي زيلينسكي، أصدقائي الأوكرانيين الأعزاء، لستم لوحدكم”.

“إسبانيا تقف إلى جانبك”
أكدت إسبانيا على لسان رئيس وزرائها بيدرو سانشيز إنها تقف إلى جانب أوكرانيا. وكتب سانشيز الداعم الكبير لأوكرانيا منذ الغزو الروسي عبر منصة إكس “أوكرانيا، إسبانيا تقف إلى جانبك”.

“يمكن لأوكرانيا الاعتماد على ألمانيا وأوروبا”
قال المستشار الألماني أولاف شولتز “يمكن لأوكرانيا الاعتماد على ألمانيا وأوروبا”. وأكدت وزيرة خارجية هذا البلد أنالينا بيربوك عبر إكس وبلوسكاي أن “ألمانيا وحلفاؤنا الأوروبيون متحدون إلى جانب أوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي. يمكن لأوكرانيا الاعتماد على الدعم الثابت لألمانيا وأوروبا وأبعد من ذلك”. أما الفائز في الانتخابات الألمانية الأخيرة ومستشارها المقبل فريدريش ميرتس فقال “يجب عدم الخلط ابدا بين المعتدي والضحية” في هذا النزاع.

إيطاليا تدعو إلى عقد قمة “بدون تأخير”
دعت رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني لعقد قمة “بدون تأخير” بين الولايات المتحدة وأوروبا وحلفائهما. وقالت ميلوني في بيان “قمة من دون تأخير ضرورية بين الولايات المتحدة وأوروبا وحلفائهما من أجل البحث بشكل صريح في الطريقة التي ننوي فيها مواجهة التحديات الكبيرة الراهنة بدءا بأوكرانيا التي دافعنا عنها معا في السنوات الأخيرة”.

هولندا تؤكد أن دعمها لأوكرانيا “لا يتزعزع”
أكدت هولندا ان دعمها لأوكرانيا “لا يتزعزع”. وقال رئيس الوزراء ديك شوف “دعم هولندا لأوكرانيا لا يتزعزع خصوصا الآن. نريد سلاما دائما ونهاية لحرب العدوان التي باشرتها روسيا”.

كندا: أوكرانيا تكافح من أجل حريتها و”حريتنا”
أكدت وزيرة خارجية كندا ميلاني جولي أن أوكرانيا تكافح من أجل حريتها و”حريتنا” مضيفة “من الواضح أن الروس سجلوا المشادة التي حصلت اليوم. هدفنا هو التأكد من الاستمرار في دعم الأوكرانيين”.

الدنمارك “فخورة” بالوقوف إلى جانب أوكرانيا
أكدت رئيسة وزراء الدنمارك ميته فريدريكسن أن بلادها “فخورة” بالوقوف إلى جانب أوكرانيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى