
يعتبر السحور من الوجبات الأساسية التي تساهم في توازن الجسم خلال شهر رمضان، حيث يساعد على تخفيف مشقة الصيام، لا سيما في الأيام الأخيرة التي يزداد فيها التعب والإرهاق نتيجة الصيام المستمر لفترات طويلة، ورغم ذلك، يعمد البعض إلى تفويت هذه الوجبة إما بسبب قلة الوقت أو عدم الوعي بأهمية تناولها، لكن، عدم تناول السحور قد يؤثر بشكل سلبي على صحة الجسم، خصوصًا مع تواصل الصيام لساعات طويلة.
وفقًا للدكتورة آمال فتحي، استشارية السمنة والنحافة، فإن غياب السحور عن النظام الغذائي اليومي له مجموعة من التأثيرات السلبية التي قد تزداد حدتها مع مرور الأيام.
أحد أبرز التأثيرات الناتجة عن عدم تناول السحور هو شعور الشخص بالضعف العام والخمول، حيث يوفر السحور للجسم طاقة ضرورية تساهم في تعزيز قدرته على الصيام دون الشعور بالإرهاق، وعندما يُهمل السحور، يفتقر الجسم لهذه الطاقة مما يسبب التعب المستمر والارهاق.
بالإضافة إلى ذلك، يؤثر غياب السحور على مستويات السكر في الدم، حيث إن الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري قد يواجهون خطرًا كبيرًا يتمثل في انخفاض مستوى السكر بشكل مفاجئ نتيجة عدم تناول الوجبة، يمكن لهذا الهبوط أن يكون خطيرًا ويسبب مشاكل صحية تستدعي التدخل الطبي العاجل.
من جانب آخر، يعتبر نقص السحور من العوامل المساعدة على فقدان الكتلة العضلية، فعند عدم تناول الطعام الكافي، يلجأ الجسم إلى استهلاك مصادر الطاقة البديلة ومنها العضلات، مما يؤدي إلى تراجع القوة العضلية وضعفها.
أمر آخر لا يمكن تجاهله هو الجفاف، الذي يتفاقم في الطقس الحار خلال رمضان، و عدم تناول السحور يعني أيضًا تقليص كمية السوائل التي يحتاجها الجسم، مما يؤدي إلى نقص شديد في ترطيب الجسم وزيادة خطر الإصابة بالجفاف، الذي قد يتسبب في مشاكل صحية إضافية.
و يُضاف إلى ذلك، تأثيرات أخرى مثل الصداع المستمر وتقلبات المزاج، التي يسببها نقص الغذاء والماء، فعند عدم الحصول على التغذية اللازمة، يصبح من الصعب التركيز، ويشعر الشخص بتعب ذهني شديد مما يؤثر على قدرته على أداء المهام اليومية.
لذلك، تؤكد الدكتورة آمال فتحي على أهمية تناول سحور صحي متوازن يحتوي على العناصر الغذائية الضرورية، و ينصح بتناول البروتينات مثل البيض، الجبن قليل الدسم، أو الزبادي، بالإضافة إلى الكربوهيدرات المعقدة التي توجد في الخبز الأسمر والشوفان، فضلًا عن تناول الخضروات والفواكه الطازجة التي تزود الجسم بالفيتامينات والمعادن.
من جهة أخرى، و لا يقل أهمية عن ذلك هو الحرص على شرب كمية كافية من السوائل، مثل الماء أو اللبن أو العصائر الطبيعية، لتعويض الجسم عن السوائل التي يفقدها خلال ساعات الصيام.
ويجب أيضًا تجنب تناول الأطعمة المالحة أو المقلية لأنها تسبب العطش المفرط وتزيد من خطر الجفاف.
في النهاية، يعد السحور عنصرًا حيويًا للحفاظ على صحة الجسم طوال شهر رمضان، فمن خلال تناول وجبة سحور صحية ومتوازنة، يمكن للمرء الصيام بشكل أكثر راحة وكفاءة، متجنبًا العديد من المشكلات الصحية التي قد تنشأ نتيجة إغفال هذه الوجبة الهامة.