رأي/ كرونيكسياسة

لا بنكيران ولا عيوش لهما المؤهلات للحديث في إشكالية لغات التدريس

الكاتب خالد بكاري

بنكيران مثله مثل عيوش، كلاهما غير مؤهلين للحديث في إشكالية لغات التدريس، كلاهما غير خبيرين لا في التخطيط اللغوي، ولا في البيداغوجيا، ولا في الاكتساب اللغوي،، لكن مثلهما كثير، ممن يندفع للحديث بعاطفة قومية أو دينية، أو باستلاب ثقافي وعقدة تفوق الأجنبي (نحلة الغالب)..

من يتحدث عن التدريس بالعربية لأنها لغة أهل الجنة في جدل لغات التدريس، مثله مثل من يردد ببغائيا أن العربية بدورها لغة المستعمر، بدون خلفيات تاريخية ولا دراسة لعلاقة تنمية لغة أو حمايتها، أو تطويرها بأشكال النظم السياسية المتعاقبة…
القانون الإطار يتحدث عن التناوب اللغوي، التناوب اللغوي محمود في الدول ذات السيادة التامة، والتي تمتلك مشروعا اجتماعيا وحضاريا وتنمويا، ورؤية للمستقبل، مما لا نملكه في هده الضيعة الهجينة،، وهذا يعني أن موازين القوى ولوبيات التحكم والتبعية، ستحول التناوب اللغوي لفرنسة..

البعض يتحدث عن تفوق تلاميذ شعب البكالوريا الدولية (المفرنسة) دليلا على نجاعة تدريس المواد العلمية بالفرنسية ذلك دفع متهافت لأن التفوق مرتبط بالتلاميذ وليس بلغة التدريس الذين ولجوا تلك المسالك هم أفضل تلاميذ الطور الإعدادي، كانوا سيتفوقون أكانت المواد العلمية مدرسة بالعربية أم بالفرنسية.

اغلب أطر هياة التدريس سواء في المواد العلمية أو الأدبية يعانون نقصا في التحكم اللغوي بالفرنسية، سيجدون صعوبة في الانتقال من لغة تدريس ألفوها لسنوات للغة تدريس أخرى، وهو موضوع مسكوت عنه،، يتطلب الأمر إذن ميزانيات للتكوين المستمر… السؤال: هو هل الفرنسية أجدى تنمويا وبحثا علميا وفرص نجاح وانفتاحا على العالم ليحدث هذا الانقلاب؟ هذا الانقلاب ستدفع ثمنه أجيال المرحلة الانتقالية… بمعنى آخر: دلوني على دولة واحدة في العالم تخوض مغامرة تغيير لغات التدريس نحو الفرنسية|||
هل هذا يعني أني من أنصار استمرار الوضع على ما هو عليه؟
قطعا: لا…

أنتصر لرأي الباحثين في التخطيط اللغوي،، للأسف كلمتهم غير مسموعة، أو لا يراد لها أن تسمع،، لا يريدها أنصار الفرنسة المكلفة دون كثير جدوى، ولا أنصار التعريب المعطوب المنفصل عن تحديات العولمة…

حماية الأمازيغية والعربية في المدرسة والإعلام والإدارة واجب وطني وحضاري ودستوري  لا نقاش في ذلك، ولن يهدد التناوب اللغوي حمايتهما ولا تطويرهَما

التناوب اللغوي نافذتنا على العالم والمستقبل والانفتاح والبحث العلمي ورفع أداء المدرسة والجامعة،، لكن بدون تخويل الإنجليزية المكانة الأولى بعد الطور الإلزامي (الابتدائي والإعدادي)، فسيكون تناوبا لغويا متخلفا…
إذا كان ولا بد أن ندفع تكلفة الانتقال من لغات تدريس لأخرى في مرحلة انتقالية،، سيكون من الغباء أن يكون ذلك في اتجاه الفرنسية…

كل سنة نتأخر فيها عن إدماج الإنجليزية باعتبارها قاطرة التناوب اللغوي في المرحلة الثانوية، بعد التمكن من أساسياتها التركيبية والمعجمية والصوتية في الطورين الابتدائي والإعدادي، نخسر سنوات في سد أجزاء من الفجوة الرقمية والتكنولوجية والمعرفية والاقتصادية..

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى