ثقافة وفنوندابا tv

ذاكرة: كلثوم وأغاني العيد … ثراء فني تربعت فيه “السيت” (فيديو)

لم يترك الفنانون مناسبة العيد تمر دون أن تكون لهم بصمة فيها؛ فالعيد بأهميته الكبيرة له أثر بالغ في ترك بصمة على فن الغناء العربي.

ومنذ أن عُرف الغناء فناً طربياً كان للعيد وجود بين تلك الأغاني، التي تخلد ذكريات ومناسبات مختلفة، قد تكون تاريخية أو اجتماعية أو رياضية وغيرها.

ولا يكاد العرب في بقاع الأرض يدنو منهم عيد الفطر أو عيد الأضحى حتى يتبادر إلى أذهانهم صوت أم كلثوم، وهو ينساب متغنِّياً بـ”يا ليلة العيد أنستينا”، و”الليلة عيد”.

 

أغنيتا أم كلثوم عن العيد هما أشهر الأغاني وأكثرها قرباً لأذن المستمع العربي، فقد انتشرت الأغنيتان منذ عقود طويلة، لا سيما أن ما ساعد على انتشارهما شهرة “كوكب الشرق”، التي ما زالت تتربع على قمة الطرب العربي، برغم وفاتها، منذ أكثر من أربعين عاماً.

 

غناء أهم مطربة عربية للعيد فتح الباب للمطربين بعدها ليواصلوا الغناء لأهم مناسبة بالنسبة إلى البلدان العربية.

وعليه كان التنوع في الألحان والكلمات والأساليب الغنائية، يحاول من خلالها الفنانون أن يكونوا أكثر تأثيراً في الجماهير، حيث يعتبر الغناء عن العيد أمراً ليس سهلاً، فحالما يعلَن عن غناء مطرب أغنية عن العيد يتبادر إلى ذهن المستمع أم كلثوم، والأغنيتان الأشهر في هذه المناسبة.

عودة لأم كلثوم

لكن مهما دار الحديث عن أغاني العيد تبقة لأغنية “يا ليلة العيد” للراحلة ام كلثوم الأثر الأكبر والأكثر وقعاً بين الأغاني التي تتحدث عن هذه المناسبة.

فلتلك الأغنية قصة غريبة، وكانت سبباً في نيل أم كلثوم أهم وسام في البلاد آنذاك.

قصة هذه الأغنية تبدأ من بائع متجول؛ فعندما كانت سيدة الغناء العربي ذاهبة إلى مبنى الإذاعة القديم، في شارع الشريفين وسط البلد؛ لتسجل إحدى أغانيها، سمعت وقتها أحد البائعين الجائلين وهو ينادي على بضاعته “يا ليلة العيد أنستينا”؛ لتتعلق بالكلمات بشكل غريب.

وعقب دخولها إلى الاستديو طلبت من الشاعر بيرم التونسي أن يكتب لها أغنية للاحتفال بالعيد، وأن يكون مطلعها هذا المقطع الذي سمعته من البائع.

وبالفعل شرع التونسي في كتابة الأغنية ولكنها لم يكملها لمرضه، فطلبت سيدة الشرق من أحمد رامي أن يكمل الأغنية، التي بدأها بيرم.

وبالفعل أكمل رامي الأغنية و لحنها زكريا أحمد، وغنتها أم كلثوم على الهواء مباشرة مساء ليلة عيد الأضحى المبارك عام 1937.

وعقب صدور الأغنية بعامين، تم إعادة التلحين على يد الموسيقار رياض السنباطي، يوم وقفة عيد الفطر المبارك عام 1939 لتصبح بصورتها النهائية التي عرفها المستمع إلى الآن.

ولم تنته قصة تلك الأغنية عند ذاك الحد، فكانت الحفلة الأشهر التي غنت فيها أم كلثوم هذه الأغنية في حضور ملك مصر، الملك فاروق بالنادي الأهلي، وأضافت لها كوكب الشرق مقطعاً خاصاً تمتدح فيه الملك فاروق.

بفعل هذه الأغنية، منح الملك فاروق أم كلثوم “وسام الكمال”، ليصبح لقبها بعدها “صاحبة العصمة”، وهو اللقب الذي لا يمنح سوى لأميرات الأسرة المالكة وقتها.

المصدر: محمود جبار – الخليج أونلاين بتصرف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى