رأي/ كرونيك

المنوزي يكتب: في الحاجة إلى هدنة من أجل تجويد الحوار

مصطفى المنوزي

على سبيل التقديم :

“” ان تكون ديموقراطيا لا يعني أن ترفع غصن الزيتون ، تجاه العتمات ، باليمين ، وتسقط قلم النقض ، تجاه المقصلة والرصاص ، من ذراعك اليسرى .””

لا أحد ينكرالتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي جرت عالميا ، منذ سقوط جدار برلين ستة 1989 ، والتي تراكمت أسبابها ومقدماتها ؛ بالنسبة لعوامل ارتباطنا بقضايا التحرر الوطني ، وعلى الخصوص القضية الفلسطينية ، كمحور مستقطب وجاذب ، وتداعياتها السياسية والهوياتية ؛ منذ الثورة الإيرانية سنة 1979 ، وما رافقها من تسويات وتصفيات للقضية الفلسطينية، وإضافة إلى ما تلاها من محاولات تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير ، والذي انطلق بسقوط بغدادالمدوي.

 ولا زالت مقتضياته تصرف عبر ثورات الربيع المخضرمة  كل ذلك ، حقا ، تمت معايشته ومعاينته  لكن تظل اغلب القراءات المواكبة عارية من التفكير النقدي  رغم الإقرار بأنه بعد نهاية زمن القطبية الثنائية والحرب الباردة لم يعد مجديا اعتماد نفس وسائل التحليل ” العمودية “

في حين كل القيادات المحسوبة على الصف التقدمي والوطني الديموقراطي ، لم توضح صراحة علاقتها العضوية بالايديولوجيا في علاقته بالاقتصاد ، ولا هي فتحت نقاشا فكريا يروم التوافق او الحسم مع السقف اللبرالي كحد أدنى للتعامل مع ما تبقى من رأسماليات الدولة او الاشتراكيات بخصوصيات قومية .

مما يستدعي توسيع النقاش حول امكانية فك التعقيدات التي نتجت عن التحولات المزعومة ، وعلى علتها تظل بعض ادوات التحليل ، المتخلى عنها دون تقييم نقدي عميق ، صالحة من اجل لململة سياق التشخيص المقرون بنقد فكر التسويات واعادة ترتيب التحالفات او التناقضات ، أليس كذلك ؟

على سبيل الختم :

صحيح أن الهوية جدلية ، ولكن خوض الصراع وبناء المواقف بطريقة ميكانيكية لا يخدم التطور كمحصلة تراكمية متحولة دياليكتيكيا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى