صحةكورونا

في هذه الظرفية “الكورونية”..لننتبه أن مشاكل الصحة في المغرب لا تحصى

في هذه الظرفية “الكورونية”، نود التذكير بإحدى التفاعلات الهامة بخصوص واقع المنظومة الصحية، من طرف الدكتور الموساوي، الوارد في كتابنا (أنا نور الدين سعودي وعبدالعالي وبنشقرون)، “مسار ’خر للمغرب” تعليق البروفيسور إدريس الموساوي*

بخصوص مقالة الصحة المنشورة في الفيسبوك يظهر لي أننا ندور في حلقة مفرغة منذ عقود، و بأننا نغرق في هذا الوضع تدريجيا وكلما تأخر العلاج كلما تدهورت حالة المريض. وربما قد تقتضي الحالة بتر عضو ما.

و إن التكوين الذي لا يزال ساريا في كليات الطب غير ملائم، بحيث يلزم أن يكون مؤسسا على الوقاية و تشجيع الصحة. و الوزارة لم يسبق لها قط أن واجهت بجرأة السموم اليومية للمغاربة المتمثلة في السكر و الملح و الدقيق اﻷبيض و التبغ و التي لوحدها تشكل نصف مصاريف المغاربة بخصوص الصحة.

كما لم يسبق للوزارة قط أن نظمت، بتنسيق مع وزارة التربية الوطنية، حملة وطنية لفائدة اﻷطفال ذوي قصر البصر، المقدر عددهم بـ 15% من الساكنة، مما يتسبب إلى حد كبير في انقطاعهم عن الدراسة.

ولا تهتم وزارة الصحة بمعرفة ما إذا كان ملح الطبخ المتداول في السوق يحتوي على مادة اليود و بنسبة كافية .

من جهة أخرى، إن عدد الأطباء و الأطر الطبية غير كاف على الإطلاق، و إنني أتذكر أنه في نهاية الثمانينات سبق لي أن طالبت بإنشاء كلية للطب في كل من المدن الكبيرة، لرفع عدد الخريجين سنويا و أيضا لضمان اﻷمن الصحي في هذه المدن و تمكين المستثمرين و المهندسين من الاطمئنان على صحتهم و صحة أهلهم و من أجل البقاء و العيش في هذه المدن و المساهمة في تنميتها.

إذ من دون أمن صحي ليس هناك تنمية جهوية. الأمر الذي واجهه المسؤولون بنوع من الاستغراب وبعد 30 سنة اتضحت صحة هذا الطرح، لكن ببطء. فالمسألة ليست فقط كمية، بل إنها أيضا مسألة نوعية. عدد قليل من اﻷطباء يتلقون رسالة واضحة تحثهم على أن يكونوا في خدمة المرضى و خاصة المرضى الأكثر فقرا. أما التداريب الميدانية، فيجب أن تتم في مدن الصفيح قبل غيرها، لإنها هي التي توجد بها أخطر المشاكل في مجال الصحة، و الخدمة العسكرية / المدينة يجب أن تكون بشكل منهجي في البوادي و بخاصة المعزولة منها.

إن مشاكل الصحة في المغرب لا تحصى، بحيث أنه كيفما كانت الميزانية التي سيتم ضخها في القطاع، فإنها لن تغير وضعه، لأننا سلكنا أصلا نهجا خاطئا، هذا الوضع يستوجب تدخل “فريق مغوار” من حوالي خمسين إطارا مؤهلا تسند لهم مسؤوليات عليا على قطاع الصحة بالمغرب. فالطبيب الذي لا يكافح ضد آلام الناس، يعتبر مجرد تقنى في مجال الطب. ولا يستحق أن يعتبر خلفا لـ “أبقراط” والرازي.

* أحد اﻷطباء اﻷوائل في الطب النفسي و مؤسس قطاع الطب النفسي بالدار البيضاء،
و رئيس سابق للجمعية الدولية للطب النفسي الاجتماعي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى