رأي/ كرونيك

الوزير بن عبد القادر: حديث عن الغراب الأسود الذي فضح السر الشائع من كان “يعبد” الحزب قد مات..

رشيد البلغيثي

يمثل مشروع قانون 22.20 شهادة وفاة رسمية لحزب الاتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية والتي أخرجها واحد من أبناء الأسرة الحزبية الى المغاربة لينعي تنظيما سياسيا عظيما كان له الفضل الكبير في تربية المغاربة على قيم العدل والحرية والدفاع عن قضايا المقهورين.

الحقيقة أن لا أحد من أبناء وبنات الحزب قَبِلَ الجهر بهذا الفقد الجَلَل والخسارة المُرَّة لأن الموت كان انتحارا وانهزاما لتنظيم تَأتَت له كل سبل العيش الكريم.

بنات وأبناء الحزب الرافضين لإعلان الموت فُسطاطَينِ. فسطاط تربى في الحزب ثم غادره لكنه بقي ممتنا لأفضاله وأسيرا لتاريخه التليد وفسطاط بقي يحرك جثة الحزب الفقيد، متكتما على وفاته رغبة في تحقيق بعض المكاسب وخدمةََ لمطامح او مطامع صغيرة لا تليق بالمنتسبين لبيت المهدي وعمر العتيد.

جاء محمد بن عبد القادر كالغراب الأسود ليفضح السر الدائع، الشائع، المعروف والمتداول (secret de polichinelle ) ويقول للعالمين:

– أيها الناس، من كان يعبد الحزب فان الحزب قد مات ومن كان يعبد المصلحة الشخصية فان المصلحة حية لا تموت.

لم يقبل أحد من المتأخرين في الحزب أن يتوشح بالسواد وينعق _كالغراب في الميثولوجيا القديمة_ من فوق طَلَلِِ او خراب الى أن كُلِّفَ بن عبد القادر بدور نذير الشؤم فَحَمَل مشروع القانون 22.20 ثم نعق فوق ركام الحكومة معلنا عن خبر جلل.

لقد تَطَيَّرَ المغاربة من محمد بن عبد القادر كما تتطيرُ المجتمعات القديمة من الحمار المقطوع الذنب أو البومة او الغراب فردوا عليه ردا شبيها بالآية القرآنية التي تقول:

إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ.

لقد رُجِمَ النذير وحكومته في ساحات التويتر والفايسبوك ولم يبقى في الشبكات الإجتماعية حصى ولا حجرا بعدما رمى الوزير النذير بشهادة الوفاة رقم 22.20 في وجهنا واختفى.. ليبقى السؤال معلقا:

– هل نَذُمُّ الوزير بن عبد القادر أم نشكره وقد نبهنا _لا الى انتحار حزب عزيز وحسب_ بل الى نفوق السياسية وتحلل جثتها التي زكمت رائحتها الأنوف ورقصت ديدانها فوق الدفوف؟

إكرام الحكومة دفنها!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى