حول العالمكورونا

تقرير إخباري: مختبر الفيروسات في مدينة ووهان الصينية بات تحت مجهر الصحة العالمية

منذ تفشي وباء كورونا تصاعدت تكهنات بأن الفيروس المسبب للجائحة ظهر على الأرجح للمرة الأولى في مختبر الفيروسات في مدينة ووهان الصينية، وقد زار مفتشو منظمة الصحة العالمية المختبر، اليوم الأربعاء، الثالث من فبراير .

قبل ذلك، زار خبراء المنظمة عدداً من المواقع المهمة في ووهان، المدينة التي رصدت فيها أولى حالات الإصابة بكوفيد-19 في ديسمبر 2019.

معهد الحميات

لكن الزيارة إلى معهد الحُميات في ووهان، هي الأبرز على جدول أعمال الفريق، بسبب فرضية مثيرة للجدل قالت إن المعهد هو منشأ الوباء.

وروّج الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب ووزير خارجيته مايك بومبيو لتلك الفرضية العام الماضي، وتزايد التركيز عليها في وقت أثار تكتم الصين الشكوك إلى جانب عدم القدرة على تحديد مصدر طبيعي للوباء.

ويجري علماء المعهد أبحاثاً حول أكثر الأمراض خطورة في العالم، وساعدوا في إلقاء الضوء على المسببات المرضية لكوفيد-19 في الأيام الأولى لتفشي الوباء في ووهان.

وفي فبراير الماضي، نشروا بحثاً توصل إلى أن الخريطة الجينية للفيروس الجديد مشابهة بنسبة 80 في المئة لفيروس “سارس” التاجي، ومطابقة بنسبة 96 في المئة على مستوى الجينوم الكامل لفيروس تاجي عثر عليه في الخفافيش.

وكان باحثو المختبر قد أجروا في السابق تحقيقات مكثفة حول علاقة الخفافيش بتفشي أمراض في الصين.

ويعتقد العديد من العلماء أن الفيروس المسبب لكوفيد-19 نشأ في خفافيش وربما انتقل إلى البشر عن طريق حيوان ثديي آخر، لكن لا إثبات على ذلك بعد.

ويضم المعهد أكبر بنك فيروسات في آسيا ويحتفظ بأكثر من 1500 سلالة.

والمجمع هو المختبر الأكثر تشديداً للإجراءات الأمنية في آسيا ومجهز للتعامل مع مسببات أمراض من الفئة الرابعة (بي 4) مثل “إيبولا”.

ومختبر “بي 4” البالغة تكلفته 300 مليون يوان (42 مليون دولار) افتتح العام 2018، ومختبر “بي 3″، الذي يشمل مستويات السلامة فيه فيروسات كورونا، بدأ العمل منذ 2012.

منشأ طبيعي

وأعلن العديد من العلماء البارزين في بداية انتشار الوباء أن مسببات المرض على ما يبدو تعود لمنشأ طبيعي، ولا يوجد جدل كبير بشأن تفشيه أولاً على نطاق واسع في أواخر 2019 في سوق للحيوانات البرية الحية التي تباع للاستهلاك في ووهان.

لكن تتبع المنشأ يتوقف هناك، وأشارت بعض القرائن غير المؤكدة، والتي سارعت الحكومة الصينية لتلقفها، إلى أن منشأ الفيروس قد يكون في وقت سبق تفشيه في ووهان.

وأظهرت دراسة أجرتها مجموعة من الخبراء الصينيين ونشرت في مجلة “ذي لانسيت” الطبية في الفترة الأولى للوباء أن أول مريض بكوفيد-19 لم تكن له أي علاقة على الإطلاق بسوق الحيوانات، والحال نفسها بالنسبة إلى 13 حالة إصابة من أولى الحالات الـ 41 المؤكدة.

قلق واشنطن

وكشفت برقيات دبلوماسية أميركية أوردتها صحيفة “واشنطن بوست” عن القلق في واشنطن إزاء معايير السلامة في منشأة ووهان.

وأثارت شي جينغلي، إحدى أبرز الخبراء الصينيين حول الفيروسات التاجية الموجودة في الخفافيش ونائبة مدير مختبر “بي 4″، مزيداً من التساؤلات في مقابلة في يونيو 2020 مع مجلة “ساينتيفيك أميركان”، ذكرت فيها أنها كانت في بادئ الأمر قلقة حول ما إذا كان الفيروس تسرّب من مختبرها.

وأظهرت اختبارات لاحقة أن التسلسل الجيني للفيروس مختلف عن الفيروسات المحفوظة في المختبر، بحسب شي جينغلي التي أضافت “لم تغمض عيناي أياماً عدة”.

وقالت في وقت لاحق إنها “تقسم بحياتها” إنه لم يحصل أي تسرب، بحسب وسائل إعلام صينية.

وروج ترمب وبومبيو للفرضية حتى صارت على كل لسان، وفي وقت قال بومبيو العام الماضي إن هناك “دليلاً مهماً” على أن الفيروس جاء من المختبر، فإنه لم يقدم أي إثبات وأقر بأنه لا يوجد يقين.

ومع عدم تحقيق تقدم في تحديد منشأ الفيروس بعد أكثر من عام على الوباء، عادت فرضية المنشأ في المختبر إلى الظهور.

وفي مطلع يناير ، أعادت مقالة مطولة في مجلة “نيويورك” تسليط الضوء على ذلك، ونشرت مطبوعات بارزة أخرى من بينها “لوموند” وصحيفة “وول ستريت جورنال” إضافة إلى خبراء في جامعتي هارفرد وستانفورد، مقالات أو تقارير اعتبرت فرضية المختبر من الاحتمالات.

المصدر: أ ف ب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى