رأي/ كرونيكسياسة

بن كيران و المسرحية المفضوحة: الكاميكاز المزيف والفقيه المظلوم

هل كان بنكيران حقا يدير دفة الحكومة ويفتي في مصير المغاربة…؟ هل هو من أخذ ورقة من نادل بمقهى و تقيأ حنقه… أو مثل دور الغاضب لدرجة أن ما يجيش به صدره لم يمهله وجدانيا ولم يمنحه الوقت ليجد ورقة تليق بالموقف وبالرجل..؟

الدعاء واللعب على الحبلين… عدم خسارة الدولة… والحفاظ على الأصوات في الوقت نفسه..؟
كيف..؟

هنا فكروا ومحصوا وكتبوا الحوار والسيناريو وأخرجوا مسرحية اليوم… الاستقالة تنهي أي دور في التكتيك الحزبي… التجميد… هو الوضع المناسب للمتربص بالمقعد… الذي حسب المسرحية… ستطالب بعودته القواعد… وسيعود… فقط عليه أن يضغط زر إلغاء التجميد، ليصير كائنا حزبيا بكل تاريخه…
ما أدهاكم…؟

بمكر يجمد عضويته، في محاولة للتأثير على العامة التي تنساق لشعبويته رافضا ظاهريا تقنين الكيف، والقضية أكبر من ذلك..ببنما يترك العثماني يتحمل تكتيكيا آثار القرار على مستوى الشعب، ماقد يخسره البيجيدي من المتعاطفين ، بسبب التطبيع والكيف، سيظلون أوفياء لبنكيران، حصان السباق التالي الذي لن يثير عند العدو غبار انهيار المعبد القيمي للبيجيدس… بنكيران الذي تظاهر بالاحتجاج على التطبيع وتقنين الكيف، ولدهائه لم يعلن استقالته بل أعلن التجميد الذي يعطيه الحق للعودة لنشاطه الحزبي متى شاء…
دوران متتقاضان في زمن سياسي فارق، يحل معادلة كن مع الجميع ولا تخسر شيئا…

بدأت أحترم عقول هؤلاء… فعلا يلعبون اللعبة السياسية بكل دنسها وقوالبها وأقنعتها ومواقفها المؤقتة…

وهنا تكشف مؤامرة هذا الحزب، بتقاسم الأدوار بينهم… العثماني يمرر القانون… بنكيران يغضب ويجمد عضويته ويقطع صلة الرحم السياسية مع زمرة من القادة المحروقين انتخابيا..
وها نا ها انتما…
سيعود قريبا ليصبح أمينا للحزب…
وبالتالي… يكون الحزب… بمكره ودهائه افتعل ازمة داخلية… يعود بعدها بنكيران كقائد رفض تقنين الكيف والتطبيع… ويحمل شعار تخليق الحزب ومصالحته وقيمه الإسلامية…. ويذهب العثماني ليستريح… وتعود الأصوات الغاضبة للصناديق..

ضربوا عصفورين بحجر واحد…. إرضاء الدولة… عبر الكاميماز العثماني ظاهريا وإستعادة الغاضبين عبر عودة بنكيران الفقيه المؤمن للأمانة العامة، وصياغة شعار جديد للمرحلة…
لعب سياسي بذكاء دقيق جدا… خارطة العملية تمت صياغتها عند زيارة العثماني وبعض الإخوة لبنكيران… وتم تقسيم الأدوار… الكاميكاز والفقيه… أما البقية ممن قطع زعما العلاقة معهم …. فهذا كي يعطي الانطباع أنهم خانوا الاتفاق الوهمي بعدم تمرير قانون الكيف….

مسرحية محبوكة…. رفع عنها الستارة بورقة رخيصة… سماها بنكيران إعلاما… لا نعرف لمن هي موجهة… بلا شكليات ولا حد أدنى للتراسل أو لتعميم بلاغ لرجل كان بالأمس رئيس الحكومة…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى