ثقافة وفنون

القدافي وشاه إيران من أشهر زبائن “قوادة الجمهورية” التي ستٌعرض سيرتها في فيلم جديد على “نتفليكس”

توفر منصة الفيديو على الطلب “نتفليكس” اعتبارا من 2 أبريل المقبل فيلما جديدا يتناول سيرة “مدام كلود” التي عرفت في فرنسا بأنها “قوادة الجمهورية” خلال الستينات والسبعينات.

و“مدام كلود”، التي تعتبر من أشهر “تاجرات الجنس” في فرنسا والعالم، واسمها الحقيقي “فرناند غرودي” فارقت الحياة عام 1015، في احد المنتجعات في نيس عن عمر يناهز الـ92 عاماً بعد قضائها فترة علاج في المستشفى.

تخفت “مدام كلود” دائما وتفادت الظهور العلني أو حتى الكشف عن وجهها الحقيقي أيام عصرها الذهبي.

مدام كلود نجحت في أيامها بإنشاء شبكة دعارة تخطت حدود فرنسا.

قبل عرضها “بروفيل” حياتها، تمكنت من العيش بعيداً عن الأضواء خلال شيخوختها التي أمضتها في جنوب فرنسا.

ونقلت مجلة “غالا” بأنها أمضت هذه المرحلة في منزل صغير وبنمط حياة متواضع جداً حيث عاشت في محيط جغرافي بعيداً عن العاصمة وأضوائها ومراحل الزمن الذهبي التي عرفته في صباها.

قصدت العاصمة باريس في الخمسينيات من القرن الماضي لتشق طريقها في درب الدعارة وتمارس شخصياً المهنة، وتتمكن من خلق شبكة دعارة من الصف الأول.

وإستطاعت أن توقع برجال سياسيين، وفنانين، وإقتصاديين كباراً، في شباك فتيات الهوى، التابعين لشبكتها، وأخفت لائحة بأهم هذه الأسماء التي كانت تقصدها، رغم أن بعض الكتاب الذين حاولوا رسم حياتها، لمحوا لأسماء مشاهير قصدوا بيتها، على غرار شاه إيران، والرئيس الأميركي جون كينيدي.

أما هي فلم تتردد في الغوص في حياتها وأسرارها المتشعبة، من خلال إصدار في العام 1994، كتاب حمل عنوان “مدام” مع الإشارة إلى أنها تمنعت عن ذكر أشياء تمس بخصوصية مشاهير عدة.

وكان ويليام ستادييم، الكاتب في “فانيتي فير”، يعمل على رواية قصة حياة مدام كلود، الشخصية الأسطورية التي عُرِفت في باريس في الستينات بالسيدة الأكثر حصرية في العالم.

والتقى ستادييم بكلود في الثمانينات في محاولة لوضع كتاب عنها، تخبر فيه كل شيء لكنه لم يرَ النور.

وهو يتحدّث مع أصدقائها والمؤتمنين على أسرارها وزبائنها السابقين عن صعودها إلى النجاح والنساء المثقفات اللواتي عملن لديها، وقد تزوّج عدد كبير منهن رجالاً أثرياء ونافذين.

بحسب تاكي تيودوراكوبولوس، كاتب العمود الخاص المخضرم عن حياة المشاهير في مجلة “سبكتايتور” اللندنية، كانت كلود “قد أصبحت أسطورة” في باريس في أواخر الخمسينات.

يروي لستادييم: “لم يكن يُنظَر بازدراء إلى زيارة المومسات في ذلك الوقت”. ويضيف “كان منزلها خلف الشانزيليزيه، فوق فرع لمصرف روثشيلد حيث كنت أملك حساباً. التقيتها ذات مرة، كنت أسحب أموالاً باستمرار وأصعد إلى شقّتها”.

طلبات فاسقة

كتب ستادييم أنه كانت لكلود – التي انتقلت إلى لوس أنجلس عام 1977 بعدما بدأت السلطات الفرنسية تلاحقها، على خلفية التهرب من الضرائب – لائحة تُحسَد عليها من الزبائن المؤلّفين من رجال نافذين جداً، وكانت تحمل في جعبتها روايات كثيرة: “طلب جون كينيدي فتاة تشبه جاكي “إنما مثيرة”.

وجاء أريسطو أوناسيس وماريا كالاس مع طلبات فاسقة جعلت كلود تحمر خجلاً.

وكان مارك شاغال يقدّم للفتيات رسوماً قيّمة جداً يظهرن فيها عاريات، وكان الشاه يحضر هدايا عبارة عن مجوهرات.

كانت لائحة الزبائن تتضمن شخصيات متباينة، مثل موشيه دايان ومعمر القذافي، ومارلون براندو وريكس هاريسون. حتى إن إحدى الروايات تتحدث كيف أن “سي آي أيه” استعانت بخدمات كلود للمساعدة على الحفاظ على المعنويات خلال محادثات السلام في باريس”.

تقمص الدور

أصرّت فرانسواز فابيان، الممثلة التي أدّت دور كلود في فيلم Madame Claude لجاست جايكين عام 1977، على تمضية بعض الوقت مع الـ”مدام” كي تتمكّن من تقمّص الدور.

تروي فابيان لستادييم أنها وجدت أن كلود هي “امرأة رهيبة. كانت تحتقر الرجال والنساء على السواء. كان الرجل محفظة في نظرها، … كانت أشبه بسائقة عبيد في مستعمرة في الجنوب الأميركي. عندما كانت توظّف فتاة، كانت تغيّر لها شكلها، وكانت كلود تدفع كل الفواتير لديور وفويتون ومصفّفي الشعر والأطباء، ثم تفرض على الفتاة العمل لتسديد هذا الدين. كانت عبودية جنسية بموجب عقد. وكانت كلود تتقاضى نسبة 30 في المئة. كانت لتأخذ نسبة أكبر، لكنها اعتبرت أنها لو أخذت المزيد، لقامت الفتيات بخداعها”.

ويخبر ثيودوراكوبولوس ستادييم أنه لدى انتقاء الفتيات المعروفات بـClaudettes، كانت كلود متخصّصة في “استخدام عارضات الأزياء والممثلات الفاشلات اللواتي لم ينجحن في مهنتهن. لكن فشلهن في تلك المهن المستحيلة لا يعني أنهن لسن جميلات”.

مالك الأراضي الثري رينالدو هيريرا يروي لستادييم: “لا عار في أن يُربَط اسمك بالعمل مع شخص محترف من أمثال مدام كلود. معظم النساء يحببن أن يكون لديهن ماضٍ”.

وتوفر منصة الفيديو على الطلب “نتفليكس” اعتبارا من 2 أبريل المقبل فيلما جديدا يتناول سيرة “مدام كلود” التي عرفت في فرنسا بأنها “قوادة الجمهورية” خلال الستينات والسبعينات.

وتولت إخراج الفيلم الجديد سيلفي فيريد (54 عاما) التي سبق أن عالجت موضوع الدعارة في فيلمها السابق “سكس دول” (2016)، فيما تؤدي الممثلة كارول روشيه دور “مدام كلود” التي توفيت نهاية 2015 عن 92 عاما بعدما صدر في حقها حكمان قضائيان.

وكانت فرناند غروديه المعروفة بـ”مدام كلود” تدير شبكة دعارة فاخرة في باريس في ستينات القرن العشرين وسبعيناته تضم 500 من بائعات الهوى، من بين اللواتي يؤدين أدوارهن في الفيلم الجديد حفصية حيرزي وأنابيل بلموندو، حفيدة الممثل الفرنسي جان بول بلموندو.

مدام كلود 1981
مدام كلود سنة 1981

وكان زبائن هذه الشبكة التي يصو ر الفيلم طريقة عملها ينتمون إلى الوسط السياسي، وكان بينهم قادة فرنسيون وأجانب كشاه إيران والرئيس الأميركي جون كينيدي، إضافة إلى مشاهير ورجال أعمال.

وكانت “مدام كلود” تحظى بحماية الأجهزة الأمنية الفرنسية وبينها تلك الاستخبارية لقاء ما توفره من معلومات سرية من زبائنها بواسطة الفتيات المنتميات إلى شبكتها.

ويؤدي الممثلون الرجال في فيلم فيريد أدوارا ثانوية (رجال شرطة وزبائن وسواهم) ومنهم بنجامان بيوليه ورشدي زم وبيار ديلادونشان.

وقد ألهمت شخصية “مدام كلود” فنانين كثر في أعمالهم خلال العقود الماضية، وشك لت خصوصا محور فيلم في العام 1977 من إخراج جوست جاكان تولت فيه فرنسواز فابيان دور القو ادة الأشهر في فرنسا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى