رأي/ كرونيكسياسة

رسالة للصحافيين سليمان الريسوني وعمر الراضي.. الحرية أساسية ولكن يسبقها الحق في الحياة

أكتب إليكما، وأعلم أن رجائي لن يصل إلى مستوى المطالب المرفوعة من قبل عائلاتكما وأصدقائكما.

بقلم عزيز ادامين

أنا لا أملك من مشروعية مخاطبتكما مباشرة الشيء الكثير، سوى ضميري، فأنت يا سليمان، لم نلتقي يوما، وتبادلنا بعض الأفكار عبر مواقع التواصل الاجتماعي مرتين أو ثلاث فقط، وأنت يا عمر، لم نتصادف إلا مرات قليلة جدا، تبادلنا فيها التحايا فقط أيضا، لهذا لن أخاطبكما بالمشاعر بل بالعقل.

سليمان، عمر، المغرب في حاجة إليكما، ونحن في حاجة إليكما، في حاجة للقلم الحر والمقالات الجادة والتحاليل الرزينة والتحقيقات الدقيقة في مجال الصحافة، والأجيال اللاحقة في حاجة إليكما لتتعلم دروس الإصلاح والتغيير والنضال، فلا تموتا لكون المعركة لازالت طويلة.

سليمان، عمر، منذ اعتقالكما ونحن ندافع من مواقعنا المتعددة ووسائلنا “البسيطة” من أجل حريتكما، نعم الحرية أساسية ولكن يسبقها الحق في الحياة، و”الموت البطيء” الذي لجأتما إليه بعد انسداد الأمل  وطول مدة الاعتقال الاحتياطي غير المعقولة والمس بشروط المحاكمة العادلة منذ البدايات والتشهير الذي تعرضتما له من قبل بعض المواقع الاليكترونية 

كل هذه الاعتبارات ليست مسوغات للمس بأقدس حق، وهو الحق في الحياة، فلا تموتا لكونكما وأنتما تقبعان داخل زنزاتكما الباردة، تفضحان هذا العبث.

أتذكر يا سليمان ويا عمر، أنه في أوج النقاشات حول اعتقال الصحفي توفيق بوعشرين، طلب مني أحد “الخبراء الفنيين” في مجال حقوق الإنسان، وذلك أثناء انعقاد إحدى دورات مجلس حقوق الانسان بجنيف : “اشرح لي يا عزيز قضية بوعشرين ببساطة جدا”، فأجبته : “انظر إلى محيط توفيق بوعشرين، هناك العائلة الصغيرة التي تناضل من أجل براءته، وهناك العائلة الكبيرة المكونة من عشرات الجمعيات والمنظمات غير الحكومية الدولية والوطنية، ومئات الشخصيات السياسية والحقوقية المغربية التي تناصر بوعشرين، في المقابل انظر للجهة المقابلة وانظر إلى محيطها، من يناصر الضحايا المزعومات؟ وعدد الجمعيات المناصرة لهن لا يتجاوز الصفر …

هذه المقارنة تكشف لكم سيدي بوضوح ما يقع في قضية توفيق بوعشرين”، هذه الواقعة التي أسردها لكما، سبق لك أنت يا سليمان أن نشرتها في أحد أعداد جريدة أخبار اليوم، أعيدها مرة أخرى وبإسقاطاتها عليكما، لكونها لازالت صالحة مكانا وزمانا، فمن أجل عائلتكما الصغيرة والعائلة الكبيرة، لا تموتا.

وأخيرا، وعبركما أناشد وألتمس من كل الضمائر الحية أن تساهم من أجل وقف هذه “المجزرة” الحقوقية، فاللعبة أصبحت مكشوفة وقذرة، اللعبة أصبحت مكشوفة وقذرة، اللعبة أصبحت مكشوفة وقذرة .

عزيز إدمين

باريس ، 13 أبريل 2021

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى