رأي/ كرونيك

العشاء مع الملك شرف لا امتياز

ماذا لو عبرتم مرة واحدة عن احترامكم للشعب…
ماذا لو تخلصتم من وهم الوصاية المطلقة على الشعب.. في الخبر والحضر والمدر..؟
ماذا لو تخليتم عن اعتبار الشعب… مجرد محكوم منشغل بلقمة العيش فحسب … ولا دخل له في الحكم ولا في المعلومة السياسية ولا في الأخبار التي لها علاقة بوجوده ومستقبله ومصيره…؟

لنبدأ من قضية المحروقات….
قولوا للشعب ما يجب أن يعلم…
الصمت مورط…
الصمت فضيحة في حد ذاته…
للصمت في هذا الملف شبهة..
الصمت يؤجل رأيا عاما قد يتشكل محددا خريطة سياسية مستقبلية…
الصمت… فرصة ثانية لمن خدع الشعب اقتصاديا ليخدعه سياسيا..
هل من جهة ما تريد منح قراصنة المحروقات فرصة العبور للحكم دون هرج…؟
التاريخ المغربي علمنا ألا صديق للملك إلا في حدود ما تحدده الملكية ضروريا دون أن تؤثر العلائق على العلاقة الاصل والأساس…. الملك والشعب…
قولوا للشعب إن الملكية فعلا تاج فوق رؤوس المغاربة
وإن لا صديق للملك…
وإن حضور عشاء مع الملك… يظل مجرد عشاء… شرفا… لا امتيازا..
وإن السفر مع الملك… يظل حدثا في سياق افرواقتصادي..
وإن القرب من الملك لا يعني تمييزا إيجابيا… ولا موقعا أكثر من موقع مواطن…


قولوا للشعب… إن الملك هو ملك المغاربة…
وان تكون قريبا من الملك لا يعفيك من المساءلة والمحاسبة…
وان تكون قريبا من الملك… يعني أن تستحق هذا القرب بتمتعك بقيم العدل والإنصاف والمواطنة والحكامة والشفافية…
أن تكون قريبا من الملك لا يعني أبدا… تزكية ملكية لتنافس سياسي..لا صديق للملك لمن تلطخت يده بالفساد…
سيلفظ خارجا ولو بعد حين…
أن تكون صديق الملك حقا يعني أن تكون صديق شعبه…
لا تبخسه حقه… ولا تظلمه في ثرواته و ماله ولا في ما فوضك تدبيره…
لا تتآمر عليه اقتصاديا ولا سياسيا… وتتوهم أنك بصداقة الملك… يجوز لك ما لا يجوز لغيرك…
أنت واهم…
سل من سبقوك…
عد للتاريخ….
الملكية قاسية مع من يستغل ثقتها والقرب منها ليفسد علاقتها مع الشعب…
لا يمكن أن تظن أن جلسة مع الملك… تجعلك في مركز الحكم…

في المغرب ملك واحد…
والملكية لا تفوض هيبتها و مكانتها..
أن تكون محسنا إحسان من لا يوظف المال لمكاسب سياسية…
إن أردت إن تكون صديق الملك…
وهذا حقك…
لا تمارس السياسة…
إن كنت تريد أن تكون صديق الملك…

لا تقحم شركاتك ولا مكاتب الدراسات المرتبطة بك في صفقات الدولة…
أكبر غنائم المغرب الحديث…. صفقات الدراسات والإستشارات والدعاية والكبسولات و التريتورات….
من يريد قرب الملك بعقلية التاجر والسياسي
فليبعد عن الدولة…
ابتعد أمغار زمانه عن الاقتصاد في شقه العام….
لا تدر صندوق استثمار عمومي…. ولا تنشغل بالبحر والنهر والناب والغاب والزرع والفهم والبهيمة والسمك والطير والوحش والماء والسماء…والفطر والطاجين والنقرة…
لا تبحث عن رئاسة حزب ولا موقع سلطة ولا جاه…
قربك من الملك أكبر جاه…
ألا يكفيك هذا الشرف…؟
ألا يكفيك عزة وشرفا أن تكون صديق الملك…؟
والحقيقة أن الملك لم يتوان في عدة محطات عن إرسال إشارات قوية أن صديقه الحقيقي هو الشعب…
ولي حصل يودي…
ومن يخون الشعب… ويستغله… ويعتبر قربه من الملك صكا تجاريا يقتحم به عالم السياسة والمال… يلفظ سريعا من دائرة القرب من الملك… وينتهي به التاريخ في مزبلة التاريخ….
إن لم يجد نفسه ذات صباح في زنزانة عفنة…
أو مطلوبا جنائيا هاربا إلى ما وراء البحر…


لهذا قولوا للشعب إن أخنوش وشمهروش ليسا فوق القانون…
وأخبرونا بقرار اللجنة ومؤسسة المنافسة…
تنفيذ الغرامة في حد ذاتها نهاية لحلم السياسة
فالإدانة الاقتصادية إدانة سياسية…
قولوا لنا إن من تآمر على الشعب… لا يليق أن يكون رئيس حزب وأن ينافس على رئاسة الحكومة….
وإلا هو صمت لتدبير استراتجيي…
نريد الدليل القاطع..
أننا في مغرب المؤسسات… لا الضيعات…
نحن المواطنون والمواطنات…
نفذوا العقوبة في الفاسدين…
قبل أن يتسربوا للحكم…
التأجيل هدية ذهبية…
أو مؤامرة ضد الشعب…
المعلومة حق وليس امتيازا..
لن نتسولها… لن نبحث عنها في صفقات السبق الصحفي المشبوه

نريد أن نعلم قضية الباكوري…
نحن الشعب…
ماذا فعل الباكوري… حاكم جهة الدار البيضاء سطات..؟
الباكوري على رأس أكبر جهة…
بل هو الجهة والجبهة..
وحواريوه من اليسار واليمين في صدمة…
الباكوري… شغل عدة مناصب اقتصادية استراتيجية…
نريد أن نعرف…. ماذا وقع…؟
لا نريد مزاجا في دائرة السلطة يستغبي المغاربة ويحدد لهم حدود مواطنتهم..
معرفة… أخطاء وفساد مسؤولينا جزء من حقنا الدستوري..
لا تحتكروا المعلومة….
ماذا يخيفكم…
حكمنا… القاسي قبل تدبيركم للملفات في مطابخ التسويات…
لا أحد صديق الملك…
من يريد أن يكون صديقه عليه أن يكتفي بشرف تقاسم فنجان قهوة معه..
يغنيه عن شهوة كرسي رئاسة الحكومة…
يغنيه عن شهوة توسيع ثروته…
فالقرب من الملك نعيم وجحيم…
فحين ترتكب المحظور يكون السقوط مدويا ومؤلما….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى