ثقافة وفنونميديا وإعلام

الصحافي كومينة يكتب: رفع دعوى ضد عمل فني أكثر إساءة من الإساءة التي أحس بها من رفع الدعوى

بقلم الصحافي محمد نجيب كومينة

أن يرفع محام دعوى قضائية ضد مسلسل تلفزي أو فيلم سنيمائي أو مسرحية أو رواية بهدف استصدار حكم بالمنع، لأنه رأى أن في مضمون هذه المنتجات التخييلية مامن شأنه أن يمس بسمعته أو بسمعة مهنته، فلذلك تفسير وحيد وهو أن هذا المحامي، المفروض أن ينتصر للحرية ضد القمع والمنع والرقابة..لو كان يقدر حق الدفاع، رجل لا يصلح لمهنته، لأنه يخلط بين مالا يختلط ويسقط على نفسه ماتقدمه ممثلة موهوبة جدا في قالب كوميدي مقبول مقارنة مع التفاهات التي لا يعرف أحد على أي أساس اختارت قنواتنا برمجتها وبثها، وهذا موضوع آخر.

لنا قامات في المحاماة نالت الاحترام والتقدير نظرا لما تميزت به من نزاهة واستقامة و التزام بالدفاع عن الحقوق والحريات ودولة القانون وصمدت في مختلف الظروف أمام القمع والتهديد والحصار، ولنا في المحاماة أيضا، أقزام كان يحسن بهم أن يختاروا طرق اللصوصية والإجرام وليس القانون والدفاع، ولنا في المحاماة أيضا مجانين كان من المطلوب التأكد من سلامتهم العقلية وتوازنهم النفسي قبل السماح لهم بالممارسة.

وفي كل المهن يوجد الصالح والطالح والمتوازن والمختل التوازن ومن حق الفنان أو الكاتب أن يركز على نموذج واحد من هؤلاء او تقديم نماذج مختلفة بحسب الهدف الذي وضعه، من قبيل فضح فئة النواعرية والآفاقين مثلا، دون أن يطلب إذنا من أحد أو أن يخشى لومة لائم، فأحرى أن ترفع ضده دعوى ويصدر ضده بيان مستنكر، لأن من حركتهم الغيرة على مهنتهم تصرفوا وكأنهم يطالبون بمصادرة الحريات ويرغبون في خلق سابقة تمنع من الاقتراب من مواضيع بعينها أو مهن بعينها، وهو ما سيكون لفائدة الطبيب الفاسد والأستاذ الفاسد والصحافي الفاسد والشرطي الفاسد و المنتخب الفاسد، وسيدفع نحو إقامة نظام حسبة من نوع خاص يستهدف الفن والأدب و يقرب من ممارسات لم يعد لها مكان في عالم اليوم المفتوح والقائم على الحريات.

رفع دعوى ضد عمل فني أكثر إساءة من الإساءة التي أحس بها من رفع الدعوى.

الذكاء مفيد لتجنب السقوط فيما يوحي بكوميديا أشد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى