ثقافة وفنوندابا tv

“الله حاضر” جديد الفنانة سامية أحمد هدية لروح الشاعر الصوفي عبد المنعم بنعمور (فيديو)

كم هو جميل أن يجمع الفنان بين الرقي الأخلاقي والأداء الفني الأنيق والعالي. مرة أخرى تصدر الفنانة سامية أحمد عملا غنائيا كعنوان للوفاء والمحبة الإنسانية اتجاه شخص عزيز جمع بينها وبينه رباط الإنسانية الجميل قبل العمل الفني.

أغنية “الله حاضر “أراها أغنية/ هدية لروح صاحب الكلام الصوفي الكبير والشاعر الرقيق سيدي عبد المنعم بنعمور التي هي في الأصل قطعة من ديوان “فيوضات البيت المعمور” مهدى من صاحبه للفنانة، وكذلك هي هدية للمتلقي.

فالعمل الجديد جمع بين جمال الكلام وعمق المعنى ورقة الأداء والعزف وجمال اللحن والتوزيع.

عندما سألنا الفنانة عن سر اختيارها لهذه القطعة، تحديدا، قالت بروحانية شديدة، وبصدق ظاهر، بأنها عندما فتحت الديوان بعد وفاة الشاعر، الذي سبق لها أن تعاملت معه فنيا، في عملها الديني للسنة الماضية “مالك القلب”، شدتها هذه القصيدة، كما لو أنها هي التي اختارتها، وليس العكس، إذ خاطبت روحها قويا، فجاءت فكرة الاشتغال عليها، كهدية لروح صاحبها، وجاء اللحن، من تلقاء نفسه، سلسا عذبا، كما لو كان مهيأ لهذا العمل من قبل.

وعن اللحن، تقول سامية أحمد، بأنه عمليا هو أول تجربة لها في مجال التلحين، وتعتبره خلاصة لمخزونها السمعي الموسيقي المتعدد، والغني، فهي تشبه غنى المعارف الموسيقية للملحن بغنى القراءات وتعددها للكاتب، فمن ذلك النبع تغتني الذاكرة الفنية، وتزدهي الألوان والخطوط اللحنية.

وقد نلاحظ نحن كمتلقين بأن هذا العمل به نضج فني متكامل، وراءه طاقم مجتهد، كل في مجاله، يعمل لصالح النجاح الجماعي.

وفي هذا السياق صرحت الفنانة بأنها سعدت بأداء العازفين، وبمهارتهم، واختيارهم للآلات الموسيقية، كالبزق والكمان والقانون التي تمنح العمل رونقا، وروحانية، تسعد السامع والفنان في الآن ذاته.

وتشير الفنانة سامية إلى أنها اختارت خطوطا لحنية مختلفة، جاءت منسجمة مع أداء الكورال الجميل لتؤكد على أن الاختلاف يخلق الانسجام والغنى والتنوع المحمود.كما أشادت بجمالية التوزيع الذي منح اللحن خفة في الأداء وسلاسة في الانتقال من مقطع لآخر.

في ختام القول لا يسعنا نحن كمتلقين سوى الإقرار بجمال العمل الذي استمعنا له عدة مرات بمتعة تجعلنا نردد، بفخر، أن خزانة الأغنية المغربية استنارت بشموع جديدة لن تنطفأ إن شجعناها على المضي قدما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى