ورد في التقرير العام للجنة الخاصة بالنموذج التنموي الذي قدمت نسخة منه للملك أمس الثلاثاء، فيما يخص مجالـي الصحـة والتعليـم، الذي اعتبرتهما ركائـز هامـة لتجويـد الرأسـمال البشـري، الحاجة إلى التعزيـز الجوهـري لعـرض الخدمـات العموميـة بمجمـوع المجالات الترابيـة وضمـان الولـوج المنصـف إليهـا وذلك إلـى جانـب قطـاع خـاص كشـريك مسـؤول ونزيـه، مع التركيـز علـى جـودة الخدمـات وتقييمهـا انطلاقا مـن المعـارف المكتسـبة مـن طـرف التلاميذ ومـن مسـتوى كفـاءات الطلبـة وقابليتهـم لولـوج سـوق الشـغل، وكـذا عبـر عـرض صحـي يواكـب التعميـم الفعلـي للتغطيـة الصحيـة.
اقترح التقرير تثمين المـوارد البشـرية وتقويـة قدراتهـا سـواء بالنسـبة للأساتذة والباحثيـن أو الأطباء ومسـتخدمي القطـاع الصحـي، معتبرا، أنه وفـي هاذيـن القطاعيـن، لا يمكـن تجويـد أداء ونجاعـة المرافـق العموميـة دون حكامـة ترابية واستقلالية أكبر للمؤسسـات التعليميـة والجامعـات والمراكـز االاستشـفائية.
وقال التقرير، إن كل ذلك يتحقـق فـي إطـار مـن المسـؤولية إزاء الالتزامات المبنيـة علـى النتائـج والنجاعـة وآليـات منتظمـة للتقييـم، مشيرا أن اللجنة وبشكل أكثر تحديدا تــرى أنــه بالإضافة الــى مهمتهــا الجوهريــة فيمــا يتعلــق بالتكويــن وتنميــة القـدرات، فـإن المدرسـة المغربيـة يتحتـم عليهـا الاضطلاع بـدور هـام فـي مجـال نشـر وترسـيخ القيـم، مـن
خلال تربيـة وطنيـة ودينيـة متجـددة، تسـتند علـى تاريخنـا العريـق. وغنـى وتنـوع ثقافتنـا الوطنيـة وارتباطنـا بمنهـج الإسلام المنبنـي علـى التآلـف والتضامـن. وعبـر تطويـر قيـم المواطنـة، التـي تكـرس احتـرام الآخر بمنــأى عــن الاختلافات، وأهميــة المنفعــة المشــتركة وســمو المصلحــة العامــة والمشــاركة المواطنــة، وأيضا ترى أنه بالإمكان تقويـة الشـعور بالانتماء للوطـن وترسـيخ التشـبث بثوابـت الأمة.
وبخصوص قطـاع الصحـة، اعتبر التقرير أن التحديـات الجديـدة التـي تطرحهـا أزمـة كوفيـد 19 والمخاطـر المحتملـة لظهـور أزمـات صحيـة مستقبلا، تجعـل مـن الضـروري والملـح تقويـة قـدرات منظومـة الصحـة مـن حيـث اليقظـة والوقايـة والصمــود، وذلك بالمــوازاة مــع تعزيــز الجهــود المبذولــة حاليــا مــن أجــل اســتدراك التأخــر الهيكلــي ومقاومــة آثــار الجائحـة الحاليـة.
اقرأ أيضا…
تقرير بنموسى اقترح خيارات تعزز القائم وتسريع الإصلاحات بشأنها وخيارات قال إنها قطائع مع الوضع الراهن
في السياق ذاته، شدد التقرير التأكيد، أنه سـيكون مـن المهـم بـذل جهـود كبيـرة لتقويـة السـيادة الوطنيـة فـي مجـال الصحـة عبـر تطويـر صناعـة صيدليـة وطبيـة تكـون قـادرة علـى إنتـاج الأدوية ، واللقاحـات وإجـراء الفحـوص فضلا عـن المعـدات الطبيـة والمسـتهلكات الطبيـة، للاستجابة للحاجيـات الوطنيـة فـي هـذا المجـال وأيضـا لتلبيـة طلـب البلـدان االفريقيـة.
اقرأ أيضا…
بنموسى: لمسنا في جلسات الإنصات أزمة الثقة إزاء بعض المؤسسات التي تغذي العزوف وشعور عام بعدم الرضا
