رأي/ كرونيك

مفسدون يتهربون من المحاسبة يتنقلون من حزب لآخر بمناسبة الانتخابات

المفسدون وناهبو المال العام والذين تحوم حولهم شبهات فساد وتورطوا في قضايا فساد ونهب المال العام، وراكموا ثروات مشبوهة وأغلبهم لم تكن له أية مهنة أوحرفة، بل إن منهم من لايعرف كتابة إسمه أو تسجيل رقم هاتفي يتنقلون من حزب إلى آخر بحثا عن النجاة من المساءلة والمحاسبة، ويتم إستقبالهم إستقبال الأبطال من طرف بعض زعماء أحزاب لارصيد ولاتاريخ لها اللهم رصيد الريع والبحث المستمر عن إستدامته في الحياة السياسية وتعميق الفساد مع مايترتب عن ذلك من تفاوت إجتماعي ومجالي وإحساس بالغبن والظلم والحكرة .

محمد الغلوسي
بقلم محمد الغلوسي

أحزاب تنتعش فقط موسميا خلال الإنتخابات بسبب “التسخينات “التي يقوم بها الشناقة والسماسرة لجلب الزبناء وتنشيط السوق الإنتخابي ،يحدث ذلك في ظل ضعف حكم القانون وهشاشة آليات الرقابة وغياب إرادة سياسية حقيقية لمكافحة الفساد والرشوة واستمرار سياسة الإفلات من العقاب ،الشيء الذي يجعل الإنتخابات المقبلة تواجه بأسئلة حارقة من قبيل:

هل في مثل هذه الشروط والسياقات هل يمكن أن نقنع الناس بالمشاركة في الإنتخابات ؟ما الفائدة من إنتخابات لاتفضي إلى ربط المسوؤلية بالمحاسبة ؟ كيف يمكن أن نشعل الضوء ونبعث الأمل والثقة في المؤسسات والفاعلين السياسيين والعموميين وأشخاص يلاحقهم الفساد في حياتهم اليومية ويعرفهم القاصي والداني و يتزاحمون على التزكيات، بل ويستمرون في تقديم الوعود الزائفة للناس وإستغلال حاجةوعوز شرائح واسعة من المجتمع ؟مادور اللجنة المركزية لتتبع للإنتخابات وسط كل هذا البؤس القاتل ؟مادور القضاء والنيابة العامة على وجه الخصوص في إيقاف هذا الزحف على ماتبقى من القيم ؟.

أزمة إقتصادية و إجتماعية تنبئ بإحتقان إجتماعي غير مسبوق ،وإنتظارات وتطلعات من أجل تجاوزها وبناء جسور الأمل والثقة نحو المستقبل ،تحديات داخلية وخارجية غير مسبوقة تواجه بلدنا ورغم ذلك يستمر هذا العبث رغم أنفنا جميعا.

إن الوطن اليوم في حاجة إلى قرارات حازمة شجاعة وجريئة ،قرارات تعطي إشارات بأن مكافحة الفساد وتخليق الحياة العامة هي إستراتيجية وثابت في سياسة الدولة لا مجرد تكتيك ظرفي وحان الوقت لأن ترفع الحصانة عن المفسدين وناهبي المال العام وأن يتواروا إلى الخلف وأن يؤدوا الفاتورة وأن تفتح نوافذ الأمل مشرعة على المستقبل لكي يتنفس المجتمع هواء نقيا.

زعماء أحزاب يحتضنون المفسدين ويدافعون عنهم ويمنحونهم التزكية ويرددون معهم أنتم أبرياء وشرفاء ولا أحد بإستطاعته أن يمنعكم من الترشح للانتخابات !!حقا لقد هزلت وابتلينا بزعماء من ورق حتى إشعار آخر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى