رأي/ كرونيك

“قول الزيف و التدليس وتلبيس الجامعة لباس إبليس” و المفارقة على ألسن رواد الفساد

– كثر مؤخرا اللغط وبأسلوب مغلوط حول تجلي الفساد بالجامعة والغريب في الأمر أن الحديث يأتي على ألسن رواد الفساد بدون حياء أو استحياء مما استدعى بشكل استعجالي تحديد مفهوم الفساد وترك آليات تنزيله لعشاقه من فقهاء التنجيم في ارتباطهم الوطيد بمنظومة التهريج التي شكلت لذاتها شبكات ومسلكيات متعددة الأبعاد والأطراف في دوائر مختلفة بدءا من منتحل صفة الواعظ الجامعي مرورا بمن اعتاد الإرتزاق النقابي وإنتهاءا بممارسة التسول الإعلامي لتكتمل بذالك الصورة المضحكة للنخبة المزيفة التي عوهد إليها أجرأة مخطط الاستهداف الجامعي لصالح لوبيات الخصوصي من جهة وبغية تفكيك آخر معاقل الوعي الفكري والمجتمعي من جهة أخرى. فاللهم الكفاف والعفاف والحصانة الجامعية من لسعة الأفاعي من الناس.

فماذا يعني مفهوم الفساد يا ترى؟
– الفساد هو مغالطة الرأي العام بتبني الموقف العمومي/المجتمعي علنا وممارسة الفعل الخصوصي/الافتراسي سرا.
– الفساد هو الاسترزاق باسم معاناة ومآسي هذا الشعب تلبية لحاجيات الريع ومتطلباته.
– الفساد هو عدم أداء الواجب الوظيفي في مؤسسات الدولة والحديث بدون حياء عن الحق المهني والدعوة العلنية لدق أجراس الإهانة وفتح الأبواق للمساس بالصفة والوظيفة الجامعية.
– الفساد هو ضياع الملفات المطلبية وممارسة الابتزاز بالأوضاع الجامعية
– الفساد هو ما تعرفه بعض القطاعات الخدماتية من انحرافات هيكلية وبرؤية إفسادية واضحة للساذج قبل الناضج من أهل الفكر والعلم بالفساد وأخواته.
– الفساد هو بيع الوطن برا وبحرا وجوًا في سوق النخاسة بدراهيم معدودات.
– الفساد هو تقديم الإيديولوجيا على البيداغوجيا وممارسة الديماغوجيا
– الفساد هو إختزال الفساد في مفهوم الإصلاح كي يختلط على الناس صفة المفسد من المصلح.
فاللهم يا ربي أنت العالم بأني “أستاذ جامعي” متهم بالنظرة الشمولية من المتربصين/الفاسدين وبالتعميم التعسفي على أنني “فاسد” وسبب كل المصائب حتى الجفاف منها وأيضا ارتفاع الأسعار فاللهم جملني بقلب رحيم وعقل حكيم واجعل بسمتي عادة وحديثي عبادة وحياتي سعادة وخاتمتي شهادة سواء كنت في الجامعة أو في قلب مجتمعها بعيدا عن مجمع المرتزقة من الساسة أو في حضرة إعلاميي التفاهة والسفاهة فاللهم منك الشفاعة.

فاخلع نعليك أيها السياسي والإعلامي والنقابي إذا تجرأت على اقتحام أبواب جامعتي لأنك إلى الحرم آت ولا يجوز للحرامي أن يدنس حرمي.
واعلموا يا أهل التعليم العالي أن العين إذا دمعت تمسح اليد دمعتها وإذا تألمت اليد بكت العين لأجلها..! وأن صفاء القلب من رُقي الأخلاق، وجمال القول من صدق الإحساس وجميل الصنع من وحي الإخلاص، كن صافيا وصادقا ومخلصا في المهنة ترى عجبا ولن تكون بعد ذالك إلا جامعيا محبوبا حقا وليس مأجورا مدمرا.

اللهم أبعد عنا أَذى النفاق والشقاق وسوء الأخلاق وحيرة التسلق والاسترزاق وصداع الفساد وحزن الكواليس وبكاء القلوب وموت الضمير وسوء الخاتمة. رحم الله سيدة الطرب العربي التي أتحفتنا بقصيدة “فكروني”.
فالناس لا تقاس بالمظهر والظهور على الشاشات ولكن تقاس بواقعية الطرح وصدقية المقال و بطيبة القلوب وجمالية الأسلوب وتفادي الخلط والمغالطة وسياسة “إذا عمت هنت” في مقاربة ظاهرة الفساد أمام كل حالة استثنائية ومعزولة. ليظل الإنسان مثل القلم تبريه العثرات ليكتب بخط أجمل حتى يفنى القلم ولا يبقى له إلا جميل ما كتب وما يسطرون.

فأنت أيها المدعي علينا كأساتذة جامعيين (أضف إليك صاحب الكواليس والكوابيس) ستبقى في دائرة الضياع والأحزان ما دام القول لديك ليس في دائرة الحق. والحق مقرون بالحقيقة، لك الحرية أن تكره أفعال الشخص وتكره الصفة والوظيفة وتتجنى على الجامعة في حضرة الأشباح لكن ليس من حقك أن تشوه سمعة وصورة من كرهت. واعلم أن لدينا من الوعي الفكري والأخلاقي ما يجعلنا أن نفكك الفساد أينما ظهر وارتحل علما أن حاضنته خارج الجامعة وليس بداخلها فلتكن الجرأة لدى من يدعي الفساد الجامعي للإفصاح عن دوائر الفساد السياسي والاقتصادي والمؤسساتي المفروض بقوة الأدوات على المجتمع والجامعة.
هناك قصة طريفة تجسد قمة البلاغة في المبنى والمعنى ومن باب الإفادة أحيلها عليك أيها القارئ الكريم:
خرج أعمى من داره ليلاً
وبيده سراج ينير به طريقه …. فصادفه أحدهم وسأله : لماذا تحمل سراجا وهو لا ينفعك ؟!
فقال: أحمله كي لا يصدمني المبصرون!!!
إحمل مصباح العقل واليقظة أيها الجامعي كي لا يصدمك الجاهلون …إنها عبرة لمن لا يعتبر….!!!!!!
مع الدخول الجامعي تحية لنساء ورجال العز والكرامة المهنية في غياب موقف النقابة الوطنية للتعليم العالي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى